يجب أن يتعلّم الشخص كيف يثق بالآخرين حتى يستطيع العيش بسلام وسعادة، فالثقة خيار يتمّ اتخاذه في بعض العلاقات؛ لكن على الشخص أن يقتنع أنّ هناك دوماً احتمال لحدوث خيبات الأمل؛ لأنّه لا يوجد ضمانات في أيّ علاقة، وعند إدراك الشخص وفهمه لهذا الأمر جيّداً ستصبح الثقة بالنسبة له أمراً أكثر سهولة، وسيستطيع الخوض في أيّ مشاكل وإكمال الطريق الذي يسلكه.[1]
يستطيع الشخص الحكم بشكل أولي على إمكانية الثقة بالآخرين، حيث أجرى الباحث ألكسندر تودوروف من جامعة برينستون دراسة في عام 2003م، ضمّت حوالي ألف شخص، طُلِبَ منهم تقييم مجموعة من الأشخاص، وإبداء رأيهم فيما إذا ما كانوا يستحقّون الثقة أم لا، وعندما كانوا يجيبون عن السؤال بعد ثانية فقط كانت الأجوبة التي يختارونها صحيحة، حيث أظهرت هذه الدراسة أن الأحكام الأولية والمفاجئة حول الآخرين التي تُبنى على ملامح الوجه والشكل هي صحيحة بنسبة كبيرة.[2]
يجب أن يكون الشخص حذراً مع الأشخاص المندفعين في العلاقات بشكل سريع، ومن الضروريّ التأني قبل منحهم الثقة، سواءً لبناء علاقة عاطفيّة أو صداقة، فقد يكون الأمر مجرد خيال وغير جديّ بالنسبة لهم، لذا من الجيّد تقليل التواصل مع هؤلاء الأشخاص، ووضع حدود واضحة وصريحة قبل منحهم الثقة.[2]
يتعلّم الإنسان الكثير من الأمور على مدى سنوات حياته، أثناء التعايش مع الآخرين ومخالطتهم يدرك الشخص أنّ للثقة أنواعاً مختلفة، وهنالك أمور ومواضيع معيّنة تتم مناقشتها مع أشخاص محدّدين، ولا يمكن التحدّث بها مع الآخرين، فبعض الناس يمكنهم تقديم النصائح بحكمة، وآخرون يستطيعون الاحتفاظ بالأسرار بشكلٍ كبير، لذا ليس على الشخص أن يثق بالجميع بالمقدار نفسه أو بالطريقة ذاتها.[3]
يجد الإنسان صعوبة في منح الثقة لمن يتحدّثون عن مساوئ وعيوب الآخرين، حيث إنّ هذا الأمر يعني أنّ الشخص ذاته قد يفعل نفس الأمر عندما لا يكون الآخر موجوداً، من الأفضل تجنّب التعامل مع هؤلاء الأشخاص والاستماع لهم.[3]