صلاة الاستخارة
من حكمة الله بعباده ورحمته بهم أن جعل لهم صلواتٍ خاصةٍ لها وقت خاصّ ومحدّد، تبعاً لحاجاتهم وتفاصيل وشؤون حياتهم، ومن هذه الصلوات هي صلاة الاستخارة وهذه الصلاة هي الصلاة التي يلجأ إليها العبد المسلم حين يريد أن يختار بين أمرين أو أكثر من أمور حياته، كالأمور المتعلقة بعمله ووظيفته، أوالأمور المتعلّقة بمصير حياته كالزواج مثلاً أو السفر وغيرها الكثير من الأمور، وفي هذه الصلاة يوكل العبد المسلم أمره إلى الله جلّ وعلا بأنّ يختار له الخير في الشؤون المتعلقة بحياته ويرى بعلمه وقدرته الأفضل له في أمور دنياه وآخرته.
كيفية صلاة الاستخارة
تكون صلاة الاستخارة صحيحة باتباع بعض الخطوات، ومنها:
- الوضوء أي أن يتوضأ العبد المسلم فيحسن الوضوء، ويستقبل القبلة.
- الصلاة ركعتين كما يصلي المسلم صلواته العادية وتبدأ بالتكبير والفاتحة وقراءة ما تيسر من القرآن، ويستحبّ قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وقراءة سورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- التشهد والصلاة الإبراهيمية ويكون ذلك بعد الانتهاء من الركعتين، ثمّ التسليم.
- الدعاء ويكون ذلك بجلوس المؤمن بعد الصلاة ورفع يده متوجهاً إلى الله تعالى ومتضرّعاً إليه، ويبدأ بالدعاء بالثناء على الله تعالى، ثمّ الصلاة على النبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ يقرأ الدعاء الوارد عن نبينا الكريم: (إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُل: اللهمَّ إني أستخيرُك بعِلمك، وأستقدرِكُ بقُدرتِك، وأسألُك من فَضلِك؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أَقدِرُ، وتَعلمُ ولا أَعلم، وأنت علَّامُ الغيوب، اللهمَّ فإنْ كنتَ تَعلَمُ هذا الأمْرَ -ثم تُسمِّيه بعَينِه- خيراً لي في عاجلِ أمْري وآجلِه -قال: أو في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري- فاقْدُرْه لي، ويَسِّره لي، ثم بارِكْ لي فيه، اللهمَّ وإنْ كنتَ تعلمُ أنَّه شرٌّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمْري -أو قال: في عاجِلِ أمْري وآجِلِ- فاصْرِفني عنه، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ ثمَّ رضِّني به).
- ذكر الحاجة التي أراد العبد المسلم أن يستخير الله فيها، ويكون ذلك عند وصوله في الدعاء إلى "اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من فلانة أو سفري إلى المكان الفلاني" مثلاً إلى آخر الدعاء، ويختم دعاءه بالصلاة على رسولنا الكريم.
- التوكل على الله وظنّ الخير بالله جلّ وعلا أنّه سيختار الخير للمسلم.
متى تصلى صلاة الاستخارة
يمكن للعبد المسلم أن يصلي صلاة الاستخارة في أي وقتٍ يشاء، عند شعوره بالحيرة من أمره في شأن معين من شؤون حياته ويريد من الله أن يختار له، لأنه يعلم أن الخالق يعلم ما فيه خيره وصلاحه في الدنيا والآخرة.