كيف تعلم أن الله راض عنك طب 21 الشاملة

كيف تعلم أن الله راض عنك طب 21 الشاملة

رضا الله تعالى

يحرص المسلم الصّادق في أفعاله وأقواله وحركاته وسكناته إلى تحصيل رضا الله -تعالى- وبلوغ مرضاته، ممّا يجعله دائم الاستذكار لله تعالى، ودائم السّعي لتصحيح وإخلاص نيّته له؛ ليتمثّل بذلك قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[1] ولِما أنّ رضا الله -تعالى- غاية لا تترك، ورد ذكر مُفردة الرّضا في مَعرِض المدح للمؤمنين تارّةً، وفي مَعرِض الحثّ على الأعمال الصّالحة؛ للفوز برضا الله -تعالى- ورضوانه تارةً أخرى، ومن بين هذه الآيات؛ قول الله تعالى: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،[2] وكذلك في قول الله -تعالى- مُخاطباً النّفس المؤمنة حين تُسلّم له: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً*فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِي).[3]

ويرجع مفهوم الرضا في اللغة إلى الفعل رَضَيَ، والرضا ضدّ السّخط؛[4] لذا ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دعاؤه بقول: (اللهمَّ إني أعوذُ برضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك)،[5] ويقترب المعنى اللغوي للرضا من معناه الاصطلاحي، وقد بيّنه الراغب الأصفهاني وجعله على قسمين:[6]

علامات رضا الله عن المسلم

إنّ لرضا الله -تعالى- عن عبده المسلم علاماتٍ وأماراتٍ تدلّ على ذلك، ومن بين هذه الأمارات والعلامات:[7]

ثمرات رضا الله عن العبد

إنّ لرضا الله -تعالى- عن العبد المسلم ومحبّته له، فضائل كثيرة وثمرات عظيمة تعود بالخير والسرور على العبد في دنياه وآخرته، ومن هذه الثّمرات ما يأتي:[11]

ورضا الله -تعالى- غاية كلّ مسلمٍ صادق، إذ إنّ المسلم الصّادق يحرص على رضا الله تعالى، حتى ولو كان في رضا الله مخالفةً لهوى النّفس وأطماعها، أو كان رضاه في مقابل سخط النّاس، فقد جاء في الحديث الشّريف الذي ترويه أمُّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَن التمَس رضا اللهِ بسخَطِ النَّاسِ رضِي اللهُ عنه وأرضى النَّاسَ عنه، ومَن التمَس رضا النَّاسِ بسخَطِ اللهِ سخِط اللهُ عليه وأسخَط عليه النَّاسَ).[14]

المراجع

  1. ↑ سورة الأنعام، آية: 162.
  2. ↑ سورة المائدة، آية: 119.
  3. ↑ سورة الفجر، آية: 27-30.
  4. ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 323، جزء 14.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 1280، صحيح.
  6. ↑ الراغب الأصفهاني (1412هـ)، المفردات في غريب القرآن (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 356. بتصرّف.
  7. ↑ موافي العزب (3-3-2008)، "كيفيّة معرفة هل ربي راضٍ عني أم لا"، consult.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018. بتصرّف.
  8. ↑ سورة البقرة، آية: 177.
  9. ↑ سورة الفتح، آية: 18.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 6297، صحيح.
  11. ↑ "ما هي علامات حب الله للعبد؟"، www.islamqa.info، 14-6-2003، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018. بتصرّف.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6040. صحيح.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502. صحيح.
  14. ↑ رواه ابن حبّان، في صحيح ابن حبّان، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 276، أخرجه في صحيحه.