كيف تعرف أنك وقعت في الحب
الحُب
في هذا الزمان لم يعد هذا الأمر كما في السابق، لربما التطورات الحضارية والتقنية أثرت سلباً على عدة أمور وباتت الحياة الاجتماعية والاختلاطات الكثيرة تُبعد الكثيرين عن مشاعر كهذه، ولكن هل انعدم هذا الأمر حقاً؟ هذا السؤال لا يراودني حقيقة ولكن أود أن أجيب عليه من خلال هذا المقال.
ما هو الحُب؟ الحُب بكل بساطة عبارة عن مشاعر غير مسبوقة تجعلك تشعر بسعادة غامرة، كما لو كنت مالكاً للكون بأسره، والسبب بكل بساطة أن قلبك قد نبض بشكل مختلف، وأن عقلك قد رسم لك بأن وجدت الإنسان الذي حلمت فيه يوماً، لذلك فإنّك ستشعر بأنك قادر على فعل كل شيء وأن كل الأمور باتت بسيطة، وأن الحياة الحياة باتت أجمل!
علامات الحب
كيف تعرف إن كنت قد وقعت في الحُب؟ هذا السؤال دائماً ما يطرحه كل من يشعر بشيء غريب داخل جسده، ولم يحدث من قبل، فيتسائل هل هذا حدث لي بسبب الحُب؟ دعني أجيب على هذا السؤال ببعض من الكلمات الواضحة والبسيطة والتي ستحدد لك إن وقعت بحق بالحب أم أنها محظ مشاعر إعجاب فحسب.
عندما تنظر إلى فتاة أو تنظرين إلى شاب، وتشعر بأن نبضات قلبك قد ازدادت بدون انتظام، وستشعر كذلك بحالة مشابه للغثيان في معدتك ولكن ليس مزعجاً بل جميلاً، وتشعر كذلك بأنك قد بدأت تُفكر طيلة الوقت بذلك الإنسان، وحتى أنك ستلاحظ أن عدد ساعات نومك قد قلّت بشكل كبير، إضافة إلى أن السعادة تغمرك عندما تكون قريباً من ذلك الشخص، وأن العكس صحيح عندما تبعتد عنه، فهذه الإشارات كلها تجتمع لتؤكد لك بأنك في بداية حالة من الحُب، ولكن الحُب درجات وهذه ليست سوى البداية فقط.
درجات الحب
فما هي درجات الحُب وكيف تتأكد بأنك غريق في الحُب؟ الحب عدة درجات وأبرز تلك الدرجات التي تم الاعتراف بها:
المودة والهوى
لنتحدث عن درجة المودّة مثلاً، هذه الدرجة تأتي بعد الزواج، فالحُب الحقيقي يجب أن ينتهي بالزواج وغير ذلك فهو لن يدخل دائرة الُحب على الأقل هذه وجهة نظري المتواضعة فحسب، ومع مرور الوقت والأيام يتحول الحب إلى مودة ورحمانية بين الزوجين. ومع مرور الوقت والتجارب سوياً، تتحول المودة إلى الهوى، والذي يُصبح فيه الشخصين لا يهويان سوى هوى كل منهما الآخر.
الصبابة
حتماً سيتسائل كل من يقرأ هذا المقال، هل تنتهي درجات الحُب عند الهوى؟ بالطبع لا، فالدرجة التالية هي درجة الصبابة، وهذه الدرجة تأتي في الكبر بالسن، حيث يتعامل الزوجين في هذه المرحلة من العمر كما لو كانا ما زالا مراهقين، ويتعجب الكثيرين عند رؤيتهما، ويُعجب في ذات الوقت بهما؛ لأن هذا الأمر نادر ونادر جداً.
العشق
بعد الصبابة تأتي درجة العشق، ويا لها من مرحلة كما هي رائعة، فهذه المرحلة من الحُب يُصبح فيه العاشقان كما لو كانا طفلين، لا تربطهما مصالح، بل يرتبطان روحياً بالقلب، ولا يمكن لأي طرف أن يتخلى عن الآخر عند الوصول إلى هذه المرحلة، فهذه مرحلة حُب الطفولة الخالية من المصالح والتلاعب، وتعتبر إحدى أروع مراحل الحب على الإطلاق ومن يصلها فهو حتماً في حالة يُحسد عليها.
الوله
ليس بعد، هنالك الوله والهيام، فالحالة الأولى، يتعلق الحبيب بالحبيبة والعكس صحيح، ولا يجد السعادة بقُرب أي كان استثناء ذلك الإنسان الذي وقع في ولهه، وفي هذه المرحلة لا يمكن لأي من الطرفين العيش بعيداً عن بعضهما البعض.
الهيام
يُختتم الحب، في مرحلة الهيام، وهذه المرحلة تعتبر الوصول إلى نشوة الحب، وإلى أعمق درجاته على الإطلاق، وهنا يمكنني القول من وجهة نظري المتواضعة بأن كلا الشخصين مستعدان للموت تماماً في حالة ابتعد الآخر عنه بسبب نهاية العمر أو أي سبب كان، وفي هذه المرحلة تحدث التضحيات في الحب دون تردد، وأود أن أقول لمن وصل لهذه المرحلة، مبروك عليك وعلى من تُحب، فقد وصلت إلى قمة السعادة في هذه الحالة، فالحُب الحقيقي لا بُدّ أن يستمر لحين الوصول إلى هذه المرحلة، وكل هذا.. والله ولي التوفيق.