الإنسان كائنٌ يتشكلّ ويتغيّر باستمرار، وكلّ شخصيّة تتميّز عن غيرها بمجموعة من الصّفات؛ لأنّ الإنسان بطبعه يرغبُ أن يكونَ مُتفرّداً بشخصيّته. ويمكن معرفة شخصيّات الآخرين عن طريق ملاحظة تصرّفاتهم أو انفعالاتهم في المواقف المختلفة، أو معرفة أفكارهم عن طريق الاستماع إليهم، ولكنّ تفاصيل شخصيّتك لا تظهر جميعها لكَ، والكثير منّا يرغب أن يعرفَ نفسه، فالاهتمام بالنفس والشخصيّة ظهر منذ أقدم العصور، عندما بدأ الفيلسوف اليونانيّ سقراط يتعمّق في نفس الإنسان ويُحلّلها، ويدعو إلى معرفتها بمقولته الشهيرة (اعرف نفسك، بنفسك).[١]
تُعرَّف الشخصيّة بأنّها (التنظيم الذي يتميّز بدرجة من الثّبات والاستمرار؛ لخلق الفرد ومزاجه وعقله وجسمه، والذي يُحدّد توافقه المُميّز للبيئة التي يعيش فيها)، ويُلاحَظ من التعريف أنّ الشخصيّة ترتبط بعدّة جوانب في الإنسان، تختلف دلالاتها في علم النّفس.[٢] أمّا الشخصيّة عند عالم النفس الشهير سيجموند فرويد فتمتلك أبعاداً أكثر تعقيداً؛ إذ يرى أنّ الشخصيّة تتكوّن من ثلاثة أجزاء رئيسة: الهو، والأنا، والأنا الأعلى؛ فالهو يرتبط بالجزء الغريزيّ للإنسان، ويكوّن جزءاً من شخصيّته التي تسعى لإشباع رغباتها الغريزيّة، والأنا هو الجزء الذي يعبّر عن الرغبات الغريزيّة لدى الإنسان، لكنّه يعمل لمصلحة الإنسان، فيؤجّل الإشباع الغريزيّ للوقت والظروف المناسبة، أمّا الأنا الأعلى فهو الجانب الذي يمثّل المعايير الأخلاقيّة والقيم، ويسعى للكمال، وهذه الأجزاء بمجموعها تشكّل شخصيّة الفرد المتميّزة.[٣]
ويرتبط مفهوم الشخصيّة بطبع الإنسان، فالطّبع هو أحد الركائز الأساسيّة المُكوِّنة لشخصيّة الإنسان، ومع تطوّر الطبع تتطوّر الشخصيّة. ويُعرَّف الطبع بأنّه مجموعة من العوامل التشكليّة (تتعلق بالشّكل)، والوظائفيّة، والنفسيّة التي تتحكّم مجتمعةً بأفعال الأشخاص، ويُقسَّم الطبع بصورة رئيسيّة إلى أربعة أنواع: الطّبع البارد وهو الشخص اللامبالي، والطبع الصفراويّ وهو الشخص الانفعاليّ، والطبع الدمويّ ويُمثّل الشخصيّة حادّة الطّباع وسريعة الغضب، والطبع السوداوي وهو الشخص العصبيّ المُتشائِم.[٤]
تعدّدت الطرق التي تكشف للإنسان عن نفسه، وتحلّل شخصيّته؛ فمنها طرق علميّة، أو شعبيّة، وبعضها يخضع لعلم لغة الجسد، أو علم الأبراج، بيان بعضها فيما يأتي:
كثيراً ما يلجأ النّاس إلى العرّافين، ويكون تحليلهم للشخصيّات صحيحاً بنسبة تُقارب 80%، وكلّ ما في الأمر أنّهم يملكون القدرة على قراءة لغة الجسد، ومن الأمثلة على الصفات الشخصيّة التي تستطيع معرفتها عن طريق لغة الجسد، وضعيّة اليدَين، فمثلاً تُعدّ وضعيّة طبق اليدين دلالةً على الثّقة.[٥]
تتأثر الملامح بالوراثة الجينيّة، وقد توصّل علماء النفس إلى أنّ لون العينين يدلّ على بعض الصفات الشخصيّة، ويبيّن الجدول الآتي الدلالة لكلّ لون:[٦]
توجد بعض الاختبارات المبنيّة على أُسُس علميّة تتطرّق لجوانب معيّنة، حيث تطرح مجموعة من الأسئلة، تُكوّن إجاباتها انطباعاً عن شخصيّتك في ذلك الجانب، ومن هذه الاختبارات اختبار الدّكتور فيل، وهو اختبار مُعتمَد لدى إدارات شؤون الأفراد لدى كُبرى الشركات العالميّة، ويتكوّن هذا الاختبار من عشرة أسئلة متعدّدة الاختيارات، جانب كلّ إجابة النقطة التي تُمثّلها، أجِب عن الأسئلة، واجمع درجاتك في نهاية الاختبار:[٧]
والآن اجمع نقاطك حسب إجاباتك، ثمّ تعرّف على أهمّ سمات شخصيّتك كما هو موضّح في الجدول:[٧]
هناك عدّة نظريّات تصنّف شخصيّات الناس، وتهدف هذه النظريّات إلى إعطاء وصف عامّ لبنية الشخصيّة، ليستطيع الإنسان معرفة نفسه بناءً على بحوث ودراسات صحيحة، ومن هذه النظريّات:[٨]
من أشهر أنماط الشخصيّة المُتعارَف عليها اجتماعيّاً:[٨]
داخل كلّ شخصٍ منّا شخصٌ آخر لا نعرفه، يحتاج منّا أن نسمعه ونعرفه، فنحن بشر مثيرون للإعجاب، في شخصيّاتنا الكثير من التفاصيل التي صنعتها تجاربنا في الحياة مهما كانت بسيطةً، فإذا عرفت نفسكَ ستكتشف الكثير من الأشياء الجميلة التي ستزيد ثقتك بها، وستعرف نقاط ضعفك لتتداركها وتسعى لتجاوزها وتغييرها، والإنسان الذي يعرف نفسه، يستطيع أن يتّجه إلى الأمور التي تتوافق مع شخصيّته، سواءً على المستوى التعليميّ، أو الوظيفيّ، أو حتّى في أبسط الأمور كترتيب بيتك؛ ليعبّر عن شخصيّتك.[٩]