كيف حسن الظن بالله طب 21 الشاملة

كيف حسن الظن بالله طب 21 الشاملة

حسن الظنّ بالله تعالى

إنّ إحسان الظنّ بالله عز وجلّ منَ الأمور التّعبدية التي تدّل على سلامة إيمانِ العبدِ ويقينه برحمة الله تعالى، وقد جاءت كثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة مُذكّرةً بأهميته ومُبشّرةً بفضله، ذلك أنّ المسلم الذي يحسنُ الظنّ بالله تعالى يعيش متفائلاً بكلّ ما هو قادم وراضياً به طالما أنّه من الله، فما هو حسنُ الظنّ بالله؟ وما هي الدّوافع التي تُحرّك العبد لإحسان الظنّ بالله سبحانه؟ هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها هذا الموضوع كيف حسن الظنّ بالله.

تعريف حسن الظن بالله

معنى حسن الظن بالله عز وجلّ: هو أنْ يوقنَ العبدُ بربّه عز وجلّ خيراً ورحمةً وإحساناً في كل ما يقعُ عليه من أفعالٍ وأقدارٍ في الدنيا والآخرة.[1]ويمكن القول أيضاً إنّ حسن الظن بالله تعالى يعني اعتقاد ما يليق بالله تعالى من أسماء وصفات وأفعال، واعتقاد ما تقتضيه من آثار جليلة، كاعتقاد أنّ الله تعالى يرحم عباده المستحقين، ويعفو عنهم إنْ هم تابوا وأنابوا، ويقبل منهم طاعاتهم وعبادتهم، واعتقاد أنّ له تعالى الحِكَم الجليلة فيما قدَّره وقضاه.[2]

دوافع حسن الظنّ بالله

أمورٌ كثيرةٌ تدفع العبدَ لحسن الظنّ بالله تعالى، وردت دلالاتها بسياقات متعددة في القرآن الكريم والسنّة النبوية، ومنها:

التلازم بين حُسن الظنّ بالله والعمل

لا شكّ في أنّ العبد المسلم ينظر إلى حُسن الظنّ بالله تعالى على أنّه مُعينٌ له على عبادة الله سبحانه؛ فحسن الظنّ بالله والعبادة في قناعة المسلم متلازمان، لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، وحسن الظنّ بالله هو رجاء بالله يقود صاحبه للعمل الصالح ويشحذ همّته للعبادة والتّطلع لما عند الله تعالى من فضل، ومخطئٌ من اعتقد أنّ حسن الظن بالله يغني عن العمل والعبادة، ومن اعتقد ذلك فقد أساء لنفسه وأساء الظنّ والأدب مع الله سبحانه؛ فالذي يجاهر بالمعاصي ولا يستقيم على فعل الطاعات فهو عاجزٌ لا يدرك حقيقةَ حُسن الظنّ بالله.[16]وفي تأكيد هذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله: (وَكَثِيرٌ مِنَ الْجُهَّالِ اعْتَمَدُوا عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَعَفْوِهِ وَكَرَمِهِ، وَضَيَّعُوا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، وَنَسُوا أَنَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ، وَأَنَّهُ لَا يُرَدُّ بِأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ، وَمَنِ اعْتَمَدَ عَلَى الْعَفْوِ مَعَ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ فَهُوَ كَالْمُعَانِدِ).[17]

ولذلك يجدر بالعبد أنْ يوثّق صلته بالله تعالى، وأنْ يُدرّب نفسه على حسن الظن بمولاه عز وجلّ بكلّ ما يرجوه ويؤمّلهُ من خيري الدنيا والآخرة، موقناً حقاً أنّه سبحانه معه، يدبّر أمره، وينيرُ دربه، ويبارك عمله، ويدّخر له الخير عند لقائه سبحانه وتعالى.

المراجع

  1. ↑ خالد البليهد (20-7-1432)، "حسن الظن بالله"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2017. بتصرّف.
  2. ↑ محمد المنجد (18-8-2010)، "معنى " حسن الظن بالله " وذِكر أبرز مواضعه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2017.
  3. ↑ سورة الأحزاب، آية: 43،
  4. ↑ مهران عثمان، "حسن الظن بالله تعالى"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2017. بتصرّف.
  5. ↑ رواه محمد بن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 639، أخرجه في صحيحه.
  6. ↑ محمد المباركفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 53-54، جزء 7. بتصرّف.
  7. ↑ رواه مسلم النيسابوري، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2877، حكم الحديث صحيح.
  8. ↑ علي القاري، "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"، المكتبة الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2017. بتصرّف.
  9. ↑ سورة الطلاق، آية: 3.
  10. ↑ ابن قيم الجوزية (1996م)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 468-469، جزء 1. بتصرّف.
  11. ↑ سورة الزمر، آية: 53.
  12. ↑ مركز الفتوى (9-3-2003 )، "دلائل قبول توبة العاصي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2017. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 4663، حكم الحديث صحيح.
  14. ↑ سورة المجادلة، آية: 21.
  15. ↑ "الثقة بنصر الله"، إسلام ويب، 30/09/2010، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2017. بتصرّف.
  16. ↑ محمد بن العثيمين (1426هـ)، شرح رياض الصالحين، الرياض: دار الوطن، صفحة 335، جزء 3. بتصرّف.
  17. ↑ ابن قيم الجوزية (1997م)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة ، صفحة 28.