-

كيف أهلك الله قوم ثمود

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف بقوم ثمود

يعتبر قوم ثمود من القبائل العاربة المشهورة التي تعود أصولها إلى ثمود أحد أجدادهم، وثمود هو أخو جديس وهما ابنا عابر بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، وقد سكن قوم ثمود في منطقة الحجر الواقعة بين الحجاز وتبوك التي مرَّ عليها النبي عليه الصلاة والسلام في أثناء مسيره إلى تبوك، وقد جاء قوم ثمود بعد قوم عاد حيث ظهرت فيهم عبادة الأصنام، فبعث الله لهم رجلاً منهم اسمه صالح عليه السلام فدعاهم إلى توحيد الله تعالى، وترك ما عليهم من الشرك وعبادة الأصنام، فاستجابت له طائفة منهم، وكفر جمهورهم، وقد تعرَّض صالح عليه السلام إلى الأذى الشديد من قومه، فنالوا منه بالقول والفعل، وهمَّوا أن يقتلوه، كما عقروا الناقة التي أخرجها الله حجة عليهم، وقد كانت عاقبة عملهم أن أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.[1]

كيف أهلك الله قوم ثمود

ذكر الطبري في تفسيره اختلاف علماء التفسير في نوع العذاب الذي أهلك به قوم ثمود، فقد جاء في سورة الحاقة قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ).[2]فقال بعضهم الطاغية معناها طغيانهم وكفرهم بالله، وقال آخرون هي ذنوبهم، وقال الطبري حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد أن تفسير الطاغية هي ما جاء في الآية الأخرى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ).[3]أي بطغيانهم وكفرهم، وكذلك طغيانهم في المعاصي ومخالفتهم لكتاب الله، وقال آخرون أنهم إنما أهلكوا بالصيحة التي أرسلت عليهم فأهدمتهم، وقد سميت بالطاغية لأنها تجاوزت وطغت على مقادير الصياح، وقد رجَّح الطبري هذا القول وأنَّ ثمود أهلكت بالصيحة الطاغية لأنَّ الله تعالى قد ذكر قبلها هلاك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية فذكر الله هلاكهم بالمعنى الذي أهلكوا به، ولم يذكر السبب الذي أهلكوا لأجله، وكذلك الحال مع قوم ثمود.[4]

نوع آخر من العذاب الذي أهلكت به ثمود

ذكر الله هلاك قوم ثمود بالرجفة، قال تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ).[5]وقال الصابوني في تفسير الرجفة أنها الزلزلة الشديدة التي حلَّت بهم فأصبحوا في ديارهم موتى لا حراك لهم، وكذلك أخذتهم صيحة من السماء فقطعت قلوبهم واهلكتهم.[6]

المراجع

  1. ↑ ابن كثير (1997)، البداية والنهاية (الطبعة 1)، السعودية: دار هجر للطباعة والنشر ، صفحة 304، جزء 1. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الحاقة ، آية: 5.
  3. ↑ سورة الشمس ، آية: 11.
  4. ↑ ابن جرير الطبري (2001)، تفسير الطبري (الطبعة 1)، السعودية: دار هجر للطباعة والنشر ، صفحة 207،208،209، جزء 23. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الأعراف ، آية: 91.
  6. ↑ هدى جعفر صالح العبوسي (1971)، الأنبياء في القرآن قصص وعبر ، بيروت : دار الكتب العلمية ، صفحة 93،94. بتصرّف.