كيف يتم عقد الزواج الشرعي طب 21 الشاملة

كيف يتم عقد الزواج الشرعي طب 21 الشاملة

الزواج في الإسلام

يُطلق الزوج في اللغة على كلّ شيءٍ يوجد له قرين، فكلّ شيئين بينهما اقترانٌ أو ارتباطٌ فهما زوجان، والزواج: اقتران الشيء بالآخر،[1] ويُقصد بالزواج لغةً ضمّ الشيء إلى الشيء،[2] ويُطلق لفظ القِران كذلك على الزواج، ويعني لغةً الجمع، أما عقد القران شرعاً فهو الجمع بين الزوجين بالزواج،[3] ومن الألفاظ التي تدلّ على معنى الزواج: النكاح، ويقصد به في اللغة: عقد الرجل على المرأة سواءً أكان بدخولٍ أم لا، أمّا المقصود بالنكاح اصطلاحاً فقد اختلف أهل العلم في ذلك إلى أقوالٍ عدّةٍ، وهي:[4]

أركان عقد الزواج في الإسلام

اختلف الفقهاء الأربعة في اعتبار أركان عقد الزواج، وذهبوا في ذلك إلى أقوالٍ عدةٍ بيانها فيما يأتي:[5]

الصيغة (الإيجاب والقبول)

يُقصد بالإيجاب الطلب الذي يقدّمه أحد طرفي العقد للآخر مع بيان الشروط وجميع التفاصيل، أمّا القبول فهو ردّ الطرف الآخر على طلب الطرف الأول دون التعديل أو التغيير في الطلب أو الشروط، ويُعبّر عن لفظي الإيجاب والقبول باللفظ سواءً بالكتابة أو المشافهة أو بكليهما معاً، ويعبّر عنه بالإشارة أيضاً أو بالرسائل في حال غياب وبُعد أطراف العقد عن بعضهما البعض، إلّا أنّ الفقهاء اختلفوا في ذلك وذهبوا إلى رأيين بيانهما فيما يأتي:[6]

اتفق الفقهاء على انعقاد الزواج بلفظي التزويج والإنكاح؛ إذ إنّهما يدلان بشكلٍ صريحٍ على إرادة وقصد الزواج والنكاح، ويدلان على الزواج فقط دون إرادة غيره، إلّا أنّ الفقهاء اختلفوا في غير لفظي التزويج والإنكاح في انعقاد الزواج بهما وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، وبيان خلافهم فيما يأتي:[7]

الوليّ

الولي في اللغة يُقصد به الدنو والقرب، أمّا الولي في الاصطلاح فمأخوذٌ من الولاية التي يقصد بها تنفيذ الأمر أو القول، ويُقصد بولي المرأة في عقد النكاح مَن يتولّى أمر عقد الزواج عنها،[8] ومن أحق الناس بولاية أمر المرأة في الزواج والدها ثمّ والد والدها وإن علت منزلته، ثمّ ابنها ثمّ ابن ابنها وإن نزل، ثمّ الأخ الشقيق ثمّ الأخ من الأب ثمّ أبناءهم مهما كانت منزلتهم، ثمّ الأعمام، ومن الجدير بالذكر أنّه يشترط في الولي أن يكون عاقلاً بالغاً عدلاً، وإن لم تتحقق تلك الشروط في الولي فإنّها تنتقل لمن بعده، وإن لم تتحقق في جميع الأولياء فيكون القاضي ولي الزوجة، والدليل في ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (السلطانُ وليُّ منْ لا وليَّ لهُ).[9][10]

العاقدان

العاقدان في عقد الزواج هما الزوج أو نائبه وولي المرأة أو من أوكله بمهمة الولاية، ولا يُقبل من المرأة في عقد الزواج أن تزوّج نفسها بنفسها سواءً بإذن الولي أم بغير إذنه.[11]

الشهود

الشهود في اللغة جمعٌ لشاهد، وهو العالم والمبيّن لأمرٍ ما،[12] والشهادة اصطلاحاً يُقصد بها الإخبار والإعلام بأمرٍ ما أو حضوره، والشهادة في عقد النكاح ضرورةٌ للحكم على العقد بالصحة وقد يحتاج إليها في مجلس القضاء في أحوالٍ معينةٍ،[13] ويشترط في شهود عقد النكاح عدّة شروطٍ باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وهي:[14]

حكم الزواج في الإسلام

شُرع الزواج في كتاب الله وسنة نبيّه محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- والإجماع، فقد جاء في قوله -تعالى-: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ)،[15] وقال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ)،[16] وذكر بعض الفقهاء أنّ الزواج كان مشروعاً من زمن آدم -عليه السلام- وبقيت مشروعيته مستمرةً، والحكمة التي شرع الله لأجلها الزواج تتمثل في المحافظة على النسل، وحماية النفس البشرية من الوقوع فيما يُغضب الله -تعالى- من المحرّمات كالزنا،[17] أمّا فيما يتعلق بالأصل في حكم الزواج فقد اختلف العلماء في ذلك وذهبوا في خلافهم إلى رأيين بيانهما فيما يأتي:[18]

ويختلف حكم الزواج بالنظر إلى حال الشخص، وبيان الأحكام التفصيلية فيما يأتي:[18]

حقوق الزوجين

الحقوق المشتركة بين الزوجين

حقوق الزوج

إن حقّ الزوج على زوجته أعظم من حقّها عليه، كما أنّه يختص بحقوقٍ ليست للزوجة مثلها، ومن حقوق الزوج:[21]

حقوق الزوجة

يترتّب على الزوج بعقد النكاح واجباتٍ تجاه زوجته، يُذكر منها:[22]

معيار اختيار الزوج أو الزوجة في الإسلام

إن من الصفات الأساسية المطلوبة في الزوج أن يكون مسلماً؛ فلا يجوز للمسلمة الزواج من كافرٍ، وأن يلتزم بالإسلام فعلاً وقولاً وخُلقاً، مع توفّر القدرة المالية والجنسية وتحمّل المسؤولية، وأمّا اختيار الزوجة فيكون بالنظر إلى المال والدين والجمال والنسب، وأساس تلك الصفات الدين.[26]

خصائص الزواج في الإسلام

إن لعقد الزواج في الإسلام خصائص يتميّز بها، يُذكر منها:[27]

الحكمة من الزواج في الإسلام

شرع الله -عزّ وجلّ- الزواج لحكمٍ عديدةٍ، منها: الحفاظ على الزوجين وإحصان فروجهما وإعفافها من ارتكاب المحرّمات، وبالزواج تتحقّق الراحة والسكينة بين الزوجين، ويُحفظ النوع الإنساني وتتقوّى أواصر الصلة والمحبة بين الأسر المختلفة، ويُرزق كلٌّ من الزوجين بالذرية،[28] وفي الزواج يتحقّق غض البصر، قال -عليه الصلاة والسلام-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ).[29][30]

المراجع

  1. ↑ جمال الدين ابن منظور (2003)، لسان العرب، لبنان: دار صادر، صفحة 76، جزء 7. بتصرّف.
  2. ↑ مهنا نعيم نجم (21-3-2015)، "تعريف الزواج وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  3. ↑ "تعريف ومعنى عقد قران في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  4. ↑ وزارة الأوقاف (1404هــ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 205-206، جزء 41. بتصرّف.
  5. ↑ وزارة الأوقاف (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 233، جزء 41. بتصرّف.
  6. ↑ عباس حسني محمد (14-12-2011)، "صيغة العقد في الفقه الإسلامي(1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  7. ↑ فارس العزاوي (18-8-2014)، "عقد النكاح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  8. ↑ فراس سعدون فاضل (2012)، "غيبة الولي وأثرها في عقد النكاح"، مجلة كلية العلوم الإسلامية، العدد الثاني عشر، المجلد السادس، صفحة 5. بتصرّف.
  9. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2948، صحيح.
  10. ↑ خالد عبد المنعم الرفاعي (10-1-2013)، "من ولي المرأة في النكاح"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  11. ↑ يحيى بن شرف النووي (1991)، روضة الطالبين وعمدة المفتين (الطبعة الثالثة)، بيروت: المكتب الإسلامي، صفحة 50، جزء 7. بتصرّف.
  12. ↑ جمال الدين ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار صادر، صفحة 239، جزء 3. بتصرّف.
  13. ↑ "الشهادة في عقد النكاح"، www.almoslim.net، 1427هـ، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  14. ↑ "ما يُشتَرَطُ وما لا يُشتَرَطُ في الشُّهودِ في النكاح"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  15. ↑ سورة النساء، آية: 3.
  16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5065، صحيح.
  17. ↑ وزارة الأوقاف (2002)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 209، جزء 41. بتصرّف.
  18. ^ أ ب علي أبو البصل (2-4-2016)، "حكم النكاح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  19. ↑ سورة النساء، آية: 3.
  20. ↑ وزارة الأوقاف (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 310-313، جزء 41. بتصرّف.
  21. ↑ وزارة الأوقاف (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 313-316، جزء 41. بتصرّف.
  22. ↑ وزارة الأوقاف (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 316-318، جزء 41. بتصرّف.
  23. ↑ سورة النساء، آية: 4.
  24. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 5135، صحيح.
  25. ↑ سورة البقرة، آية: 233.
  26. ↑ محمد طاهر الجوابي (2000)، المجتمع والأسرة في الإسلام (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار عالم الكتب للطباعة والنشر، صفحة 98-100. بتصرّف.
  27. ↑ وزارة الأوقاف (2002)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 219، جزء 41. بتصرّف.
  28. ↑ عبد المجيد الدهيشي (9-1-2012)، "مشروعية الزواج وفوائده"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2019. بتصرّف.
  29. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1400، صحيح.
  30. ↑ "أهمية الزواج وحكمه والرد على من يرغبون عنه"، www.binbaz.org.، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2019. بتصرّف.