-

كيف تتم عملية زراعة الكلى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

زراعة الكلى

تعمل الكليتان في جسم الإنسان على تصفية الدم من الشوائب والفضلات، كما تعمل على تنظيم مستوى الكهارل والسوائل في الجسم، وفي حال توقف عمل الكلى نتيجة الإصابة بالفشل الكلوي تتراكم الفضلات داخل الجسم ممّا يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية. وفي الحقيقة، يخضع الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي عادةً لغسيل دوري للكلى؛ حيثُ يتمّ استخدام أجهزة طبّية خاصّة للمساعدة على تنقية الدم من الفضلات، كما يمكن اللجوء إلى عملية زراعة الكلى (بالإنجليزية: Kidney transplant) بعد أن يتم التأكد من أنّ هذه العملية تناسب المريض؛ إذ إنّها لا تلائم جميع الأشخاص بما فيهم الأشخاص الذين يعانون من أحد أنواع العدوى النشطة، أو الأشخاص الذين يعانون من السُمنة مثلاً. ويمكن تعريف زراعة الكلى على أنّها إجراءٌ جراحيٌ تتمّ فيه زراعة كليةٍ سليمةٍ أو اثنتين في جسم المريض المصاب بالفشل الكلوي، حيث يتم الحصول على الكلية السليمة من قِبَل أحد المتبرعين الأحياء أو من قِبَل شخص متوفى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسان يمكن أن يعيش حياة صحية بكِلية واحدة سليمة حيث إنّها تؤدي الدور المطلوب وإن فُقدت الأخرى.[1]

عملية زراعة الكلى

إجراءات ما قبل الزراعة

قبل إجراء عمليّة زراعة الكلى يُقيّم الطبيب المختصّ حالة المريض الصحية وإمكانية إجراء هذه العملية، وذلك بعد القيام بعدد من اختبارات الدم واختبارات الكشف عن صحة القلب وأعضاء أخرى في الجسم، إذ إنّ بعض المشاكل الصحية والأمراض قد تؤثر في نسبة نجاح عملية الزراعة مثل الإصابة بمرض السرطان، وغيرها من المشاكل الصحية، كما يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض النفسية والعقلية للتأكد من حرص المريض على الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب والحرص على اتباع تعليمات الطبيب حول كيفية رعاية الكلى بعد الزراعة لتجنب فشل العملية، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه يجب على الشخص الراغب بالتبرع بالكلية إجراء عدد من الفحوصات الطبية للتأكد من حالته الصحية قبل إجراء العملية، كما يتم إجراء عددٍ من الاختبارات الأخرى للتأكّد من أنّ كلية المتبرع مناسبة للمريض، وأنّ جسم المريض لن يرفضها، وفي ما يلي بيان لبعض هذه الاختبارات:[2][3]

  • اختبار تنميط الدم: (بالإنجليزية: Blood typing)؛ وذلك من خلال فحص زمرة الدم؛ إذ يُفضَل أن يمتلك المتبرّع زمرة دم متوافقة مع زمرة دم المريض، وتجدر الإشارة إلى أنّ عدم توافق زمرة الدم لا يعني عدم القدرة على زراعة الكلية وإنّما يحتاج المريض في هذه الحالة لعلاجٍ طبيٍ إضافيٍ قبل إجراء العملية الجراحية وبعد الانتهاء منها لخفض خطر رفض جسمه للكلية المزروعة.
  • اختبار التنميط النسيجي: (بالإنجليزية: Tissue typing)؛ إذ يتم إجراء اختبار التنميط النسيجي المعروف باختبار تنميط مستضدات الكريات البيضاء البشريّة (بالإنجليزية: The human leukocyte antigen typing)، ويقارن هذا الفحص بعض العلامات الجينيّة للمساعدة على التنبؤ بنسبة رفض جسم المريض للكلية السليمة.
  • اختبار التوافق: ويقوم مبدأ اختبار التوافق (بالإنجليزية: Cross-matching) على أخذ عينة دم من كلٍّ من المتبرّع والمريض وخلطهما معاً في المختبر للكشف عن مدى مهاجمة الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) في دم المريض لمولدات الضد (بالإنجليزية: Antigens) في دم المتبرّع.

آلية زراعة الكلى

قبل البدء بالعملية الجراحية يقوم الطبيب بتخدير المريض تخديراً كاملاً عن طريق دواء مخصّص يتمّ حقنه بالوريد في اليد أو الذراع، ثمّ يقوم الطبيب بعمل شقٍّ في أسفل البطن؛ حيثُ يَسهُل وصل الكلية السليمة مع الأوعية الدمويّة والمثانة في هذه المنطقة، كما أنّ وضع الكلية الجديدة في منطقة البطن يسهّل التّعامل مع المشاكل الصحيّة التي يمكن أن تستجد، ومن الجدير بالذكر أنّه لا تتمّ إزالة الكلى التالفة من جسم المصاب بالفشل الكلوي إلّا في حال تسببها بإحدى المشاكل الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو العدوى، وتحتاج عملية زراعة الكلى ما يقارب أربع ساعات، ويمكن للمريض النهوض من الفراش بعد يوم واحد من العملية على الأرجح، وقد يتمكن من الخروج من المستشفى إلى المنزل خلال أسبوعٍ تقريباً، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال الحصول على الكلية السليمة من شخصٍ متوفى فإنّها تحتاج إلى مدّة قد تصل إلى شهر أو أكثر حتى تبدأ بالعمل بشكلٍ سليم؛ لذا يحتاج المريض لإجراء غسيلٍ للكلى خلال هذه الفترة، أمّا في حال الحصول على الكلية السليمة من متبرّع حي فغالباً ما تبدأ بالعمل بشكلٍ سليم خلال مدّة زمنية قصيرة.[1][4]

ما بعد زراعة الكلى

بعد الانتهاء من زراعة الكلية السليمة ومغادرة المستشفى يجدر الاستمرار بمراقبة الحالة الصحية للمريض؛ فقد يحتاج المريض لعمل اختباراتٍ للدم عدة مرات في الأسبوع وتناول بعض الأدوية؛ وذلك لأسابيع محدودة بعد إجراء العملية، كما يحتاج الشخص لتناول عدد من الأدوية يطلق عليها مثبّطات المناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressants) لبقية حياته، حيثُ تمنع هذه الأدوية مهاجة الجهاز المناعي في جسم المريض للكلية المزروعة، كما يحتاج المريض لتناول بعض الأدوية الأخرى للتّقليل من خطر بعض المضاعفات الصحية كالإصابة بالعدوى، مثل الأدوية المضادّة للفيروسات، والبكتيريا، والفطريّات، حيث تزيد الأدوية المثبطة للمناعة من خطر الإصابة بأنواع العدوى المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة رفض الكلية المزروعة والتي يتم الحصول عليها من شخص متوفى تصل إلى 4% من الحالات خلال السنة الأولى من الزراعة، بينما ترتفع النسبة إلى 21% بعد خمس سنوات من إجراء عملية الزراعة، أمّا بالنسبة لعمليات الزراعة التي يتم فيها الحصول على الكلية السليمة من شخص حي فتصل نسبة رفض الكلية من قِبَل الجسم إلى 3% خلال السنة الأولى من الزراعة، و13% بعد خمس سنوات من إجراء عملية الزراعة.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب Debra Stang, Megan McCrea, "Kidney Transplant"، www.healthline.com, Retrieved 3-10-2018. Edited.
  2. ↑ "Kidney Transplant", www.niddk.nih.gov, Retrieved 3-10-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Kidney transplant", www.mayoclinic.org,22-3-2018، Retrieved 3-10-2018. Edited.
  4. ↑ "Kidney Transplant", www.kidney.org, Retrieved 3-10-2018. Edited.