-

كيف تكون العمرة صحيحة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أركان العمرة وواجباتها

إنّ لأداء مناسك العمرة كما يجب، لا بدّ من معرفة أركانها التي لا تصحّ إلّا بها، وهي: الإحرام، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، بالإضافة إلى معرفة واجبات العمرة التي يوجب تركها الدم؛ وهي الإحرام من الميقات في حال كان بين المعتمر والحرم ميقاتاً، والحلق أو التقصير، وخلع المخيط من الثياب للرجال، وغير ذلك من الأعمال فهي من المستحبّات.[1]

أداء العمرة الصحيحة

لأداء عمرةٍ صحيحةٍ لا بدّ من اتباع الخطوات الآتية:[2]

  • الإحرام: تبدأ أعمال العمرة بالإحرام عند الوصول إلى الميقات، حيث يُستحبّ الاغتسال، والتطيّب في البدن دون الملابس، وخلع جميع الملابس المخيطة، وارتداء إزارٍ ورداءٍ أبيضين للرجال، بينما تبقى النساء بالزي الشرعي، من غير تبرجٍ ولا زينةٍ، ثمّ يُنوى الإحرام بالقلب، ويُقال: (اللهم لبيك عمرةً)، وفي حال الخوف من عدم إكمال النسك، بسبب مرضٍ أو خشية العدو، يجوز الاشتراط بقول: (فإن حبسني حابسٌ فمحلّي حيث حبستني)، ثمّ يُشرع بالتلبية، وهي قول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويُستحبّ الاستمرار بالتلبية إلى حين وصول البيت الحرام.
  • دخول المسجد الحرام: عند وصول المسجد الحرام يُستحبّ الدخول بالقدم اليمنى، وقول: (أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ)، ثمّ التوجّه إلى الحجر الأسود، واستقباله باليد اليمنى، وتقبيله إن أمكن، وفي حال صعوبة الوصول إلى الحجر الأسود، بسبب التزاحم، وخشية إيذاء الناس، يمكن استقباله باليد، أو بعصا، أو ما شابه ذلك، فإن كان بالأمر صعوبةٌ، يجوز الإشارة إليه من بعيدٍ، وقول: (الله أكبر).
  • الطواف: يجب التأكّد من الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر قبل الشروع في الطواف؛ لأنّ الطهارة شرطٌ لصحّة الطواف، ثمّ جعل الكعبة من جهة اليسار، والبدء بالطواف، ويُستحبّ عند الوصول إلى الركن اليماني استلامه باليد اليمنى، وقول: (بسم الله والله أكبر)، ويستحبّ أيضاً الرمل في الأشواط الثلاث الأولى للرجال دون النساء، والرمل: هو الإسراع في المشي من تقارب الخطى، والاضطباع في جميع الأشواط، والاضطباع: هو جعل وسط الرداء تحت المنكب الأيمن، ووسطاه فوق عاتقه الأيسر، ومن الجدير بالذكر أنّه ليس للطواف دعاءٌ أو ذكرٌ مخصوصٌ، ولكن يُستحبّ الإكثار من الدعاء بشكلٍ عامٍ، وذكر الله تعالى، والقول بين الركنين: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،[3] وتجدر الإشارة إلى أنّ الطواف بالكعبة يكون سبعة أشواطٍ، ويُستحبّ استقبال الحجر الأسود، وتقبيله إن أمكن في الشوط الأخير.
  • صلاة ركعتين: بعد الطواف يُستحبّ صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، وقراءة سورة الكافرون، والإخلاص فيهما، بعد قراءة سورة الفاتحة، فإن تعذّرت الصلاة خلف المقام، يصحّ أن تُصلّى في أيّ موضعٍ في الحرم، ثمّ يُقصد الحجر الأسود إن أمكن.
  • السعي بين الصفا والمروة: بعد الانتهاء من الطواف يجب التوجّه إلى الصفا، وعند الوصول إليه يستحبّ قراءة قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا)،[4] واستقبال القبلة وقول: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحمدُ، يُحيي ويميتُ، وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ أنجزَ وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وَهَزمَ الأحزابَ وحدَهُ)، ثمّ الدعاء بما تيسّر، ثمّ النزول والمشي باتجاه المروة، ويستحبّ للرجال الإسراع في المشي بين العلمين، وعند الوصول إلى المروة، يُكرّر الدعاء والذكر الذي قيل على الصفا، ويكون بذلك تمام الشوط الأول، ثمّ العودة إلى الصفا، وكذلك حتى تتم سبعة أشواطٍ، في الذهاب شوطٌ، وفي الإياب شوطٌ، ويجوز السعي ركوباً، وبالأخصّ عند الحاجة لذلك، ومن المستحبّات في السعي الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
  • الحلق أو التقصير: بعد الانتهاء من السعي بين الصفا والمروة، يكون الحلق أو التقصير، والحلق أفضل؛ إلّا في حال كانت العمرة قريبةً من وقت الحجّ، وكان المعتمر يريد الحجّ، فالأولى التقصير؛ حتى يتمكّن من الحلق في الحج، وبعد الانتهاء من الحلق أو التقصير تكون العمرة قد تمت، وتحلّل المعتمر من الإحرام.

محظورات الإحرام

ثمّة أمورٍ يجب على المُحرم للحج أو العمرة اجتنابها؛ لأنّها تُبطل إحرامه، وفيما يأتي بيان بعضها:[5]

  • لبس الرجال للمخيط من الثياب: فلا يجوز لبس المخيط؛ كالسراويل، والعمائم، والقمصان، والبرانس، وكلّ ما يفصّل البدن خلال الإحرام، فقد أجاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين سُئل عن لباس المحرم قائلاً: (لا يلبَسُ القميصَ ولا العمائمَ ولا السَّراويلاتِ ولا البَرانسَ ولا الخِفافَ، إلَّا أحدٌ لا يجِدُ النَّعلينِ فلْيلبَسِ الخُفَّينِ، وليقطَعْهما أسفلَ مِن الكعبينِ، ولا تلبَسوا مِن الثِّيابِ شيئًا مسَّه الوَرْسُ والزَّعفرانُ).[6]
  • استعمال الطيب: لا يجوز استعمال الطيب بعد الإحرام، لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للرجل الذي وقصته دابته وهو محرمٌ: (اغسِلوه بماءٍ وسِدرٍ، وكفِّنُوه في ثَوبيْهِ، ولا تُمِسُّوه طِيباً، ولا تُخمِّرُوا رأسَه، ولا تُحنِّطُوه، فإنَّ اللهَ يبعثُه يومَ القِيامةِ ملبِّيًا)؛[7] والتحنيط هو وضع الطيب على الميت.
  • حلق الشعر: لا يجوز حلق شعر الرأس أو الجسم، أو قصّ الأظافر بعد الإحرام، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).[8]
  • الجِماع: ويدخل بذلك مباشرة الزوجة بشهوةٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).[9]
  • قتل الصيد: ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ).[10]

المراجع

  1. ↑ "العمرة، أركانها واجباتها ومستحباتها"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "أعمال مناسك العمرة"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2108. بتصرّف.
  3. ↑ سورة البقرة، آية: 201.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 158.
  5. ↑ "محظورات الإحرام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 3784، أخرجه في صحيحه.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1079، صحيح.
  8. ↑ سورة البقرة، آية: 196.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 197.
  10. ↑ سورة المائدة، آية: 95.