-

كم عاش سيدنا سليمان عليه السلام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

هو ابن النبي داود الّذي يعود بنسبه إلى سيدنا إسحاق ابن إبراهيم عليهما السلام. ورث سيّدنا سليمان عن أبيه من قبله النبوّة والرسالة، ومنحه الله الحكمة العظيمة، كما أعطاه القدرة على التخاطب مع الطيور والجن والحيوانات وسخّرها جميعاً لخدمته، ومنحه الله من الملك ما لم يكن لأحد من قبله أو من بعده.

صفات سيّدنا سليمان عليه السلام

كان عليه السلام كثيف الشعر وأبيض اللون، يحبّ ارتداء الملابس البيضاء، أورثه الله تعالى الملك وهو في الثانية عشر من عمره، وميّزه عن أقرانه بالحكمة والذكاء والفطنة والسياسة والتدبير والعدل وحسن القضاء، حتى كان سيدنا داوود عليه السلام يأخذ رأيه في العديد من القضايا المهمة على الرغم من صغر سنّه، ذكر سيّدنا سليمان في القرآن الكريم في 16 آية من ضمن 7 سور تدلّ على حكمته وذكائه وملكه العظيم.

حياة سيّدنا سليمان عليه السلام

عاش سيّدنا سيلمان عليه السلام اثنين وخمسين عاماً، حيث حكم فيها مخلوقات الله من الجنّ، والإنس، والطير، والحيوانات لمدّة أربعين عاماً، ذكرت قصّة موت سيّدنا سليمان عليه السلام في القرآن الكريم لتكون دليلاً على العزّة والقوّة والحكم الذي منحه إياه الله تعالى، وبرهاناً على ضعف الجنّ وكذبهم فيما يدّعون بعلمهم بأمور الغيب.

كيف توفي سيدنا سليمان

روي عن الحافظ ابن عساكر عن ابن عباس: في كل مرّة يصلي فيها سيّدنا سليمان عليه السلام يجعل الله بين كفيه نبتة، فيسألها عليه السلام عن اسمها فتخبره به، ويسألها عن نفعها وفائدتها للناس فتجيبه، فإذا ما كانت للغرس غرسها وإذا ما كانت للدواء أنبتها، وفي أحد المرات وهو يصلي، بعث الله بين يديه شجرة، فسألها عن اسمها، فأجابته بأنّ اسمها الخرنوب، وسألها عن فائدتها فأجابت أنها لخراب هذا البيت، ففهم سيدنا سليمان مقصد الله تعالى بذلك، فنحت عليه السلام من هذه الشجرة عصا ليتكئ عليها، كانت إرادة الله عزّ وجلّ بأن يتوفّى عليه السلام وهو يتّكئ على هذه العصا، وتبقى جثته معلقةً على هذه العصا لعام كامل أمام مخلوقات الله جميعها، دون أن يعلم أحد بوفاته.

العبرة من قصة وفاة سيدنا سليمان

بقي الجن في أعمالهم الشاقة التي فرضها عليهم سيدنا سليمان طوال هذا العام دون أن يشكو حتى بوفاته، حتى جاءت دودة الأرض لتقضم عصا شجرة الخرنوب التي يتكئ عليها جسد سيدنا سليمان منذ أكثر من عام، ليتكسر العصا ويقع جسد سيدنا سليمان أرضاً، فيدرك بعدها الجن والإنس حقيقة وفاة سيدنا سليمان منذ وقت طويل دون علمهم بذلك، جائت قصة وفاة سيدنا سليمان عليه السلام دليلاً من الله على نفي قدرة الجنة على معرف الغيب كما كانوا يدعون، ولتكون دليلاً قاطعاً للإنس حتىّ لا يصدقوهم ويتبعونهم في ذلك، فكيف لمن يعلم بالغيب أن يبقى غافلاً عن موت سليمان عليه السلام طوال هذا الوقت.