كم مدة حمل الفيل
الثروة الحيوانيّة
يعيش على كوكب الأرض ملايين الكائنات الحيّة، وكل كائن حيّ له طريقة تكاثر خاصّةً فيه حتى لا ينقرض ولا تقلّ أعداده. تعيش هذه الحيوانات في مُجتمعات مترابطة كالإنسان تماماً، لها نظام يُجمّعُها ويسيّرها لتعيش حياتها ضمن بيئات مُختلفة كُلّاً حسب موطنه ونشأته، وتتكيّف لتستطيع مُجاراة البيئة التي تعيش فيها، فمنها ما يعيش في الماء، ومنها ما يعيش على اليابسة، ومنها ما اتّخذ الماء واليابسة معاً موطناً له.
تتفاوت الحيونات في كثير من الأمور من ناحية حجمها، ونوع غذائها، وطبيعة حياتها، ورغم اختلافها، فإنّها تشكّل سلسلة طبيعيّة تُكمّل بعضها البعض، إذ لا يكتمل النّظام البيئيّ إلا باكتمال حلقات تلك السّلسلة، وسيتناول هذا المقال الحديث عن أضخم الحيونات التي تعيش على اليابسة، وهو الفيل، وذلك بهدف دراسته من كافّة الجوانب. إن المُعتقد السّائد أنّ الفيل هو أضخم الحيوانات على الإطلاق من ناحية الحجم والوزن غير الصحيح، فبعد أن أسهب العلماء في دراسة عالم الحيوان تبيّنوا أنّ الحوت الأزرق أضخم من الفيل، لذا صُنّف الفيل ثاني أكبر الحيوانات على سطح الأرض، لكنّه أكبر حيوان بريّ يعيش على اليابسة.[1]
حجم ومواصفات الفيل
يبلغ ارتفاع أكبر أنواع الفيلة 3.5 متراً، ويزن 8 طُنّاً، ومتوسط عمر (60-70 سنة)، جلده خشن يميل إلى التُّشقُق، وهو خالٍ من الشّعر، ويحرص على التمرّغ على بطنه بعد الاستحمام؛ وذلك للمحافظة على حيويّة جسمه. تكون أطراف الفيل كبيرة أُسطوانيّة الشّكل، وقصيرة ومُستديرة الحواف، وهي تُعتبر كالأعمدة التي يستند عليها بناء هائل، في أسفل أقدامها تملك خمسة أصابع، وبباطن أسفل القدم توجد بطانة جلدية خشنة ومرنة، وهي عبارة عن عِدّة طبقات جلديّة لحماية أسفل القدم من الضّغط العالي عليها.[1]
خرطوم الفيل طويل، وهو امتداد للأنف والشّفة العلويّة، ويستخدمه لجمع الطّعام، وامتصاص الماء للشّرب أو الاستحمام. عند طرف خرطوم الفيل هُناك نُتوءات إصبعيّة لالتقاط الأشياء الصّغيرة. للفيل نابان كبيران يُعتبران امتداد لقاطعيه العلوييّن (أسنانه العلويّة) ضمن 32 سنّاً، وبسببهما تعرّض الفيل للقتل للحصول على العاج، وهي المادة المُكوّنة للنّابين. يبلغ طول النّاب عند الفيل الإفريقيّ ما بين (7-8) أقدام، ووزنه حوالي 9 كغم.[1]
أمّا أذن الفيل فهي تعمل كمروحة لتلطيف الجو حول جسمه، ويمكن أن تخفض درجة حرارة الجسم بمقدار 9 درجات مئوية؛ لغزارة تغذيتها بالأوعية الدمويّة، ممّا يُسهّل انتقال الحرارة إلى الهواء حولها، ويأتي هذا التكيّف لوجود الفيل في المناطق الحارّة كالهند وأفريقيا. أما عيون الفيل فهما صغيرتان بالنّسبة لحجمه ومُتباعدتان؛ ليتمكّن من رؤية أكبر مساحة مُمكنة.[1]
أماكن تكاثر الفيلة وأنواعها
للفيلة نوعان رئيسان: الفيلة الأسيويّة (الهندية)، والفيلة الأفريقيّة. وتُعتبر براري أفريقيا الشرقيّة موطن الفيلة الأفريقيّة الضّخمة ، وتعيش في مُواطن متنوّعة: كالأحراش والغابات، والسّافانا، والمُستنقعات، وحتى الصّحراء. تعيش الفيلة ضمن جماعات، ونادراً ما يُسافر القطيع بعيداً عن المياه، وبشكل عاديّ تستغرق عمليّة الشّرب من الفيلة يوماً كاملاً، وهي تستطيع البقاء من دون ماء لفترة طويلة أثناء السّفر لمسافات كبيرة بعيداً عن مصادر الماء للبحث عن الغذاء.
الفيل الأفريقيّ أكبر من الفيل الأسيويّ، كما أن أُذُنيه أكبر حجماً. ومن الصّعب ترويض الفيل الأفريقيّ، أما الفيل الأسيويّ فيتم تدريبه على حمل كُتَل الأخشاب، والسّير في المواكب والألعاب البهلوانيّة.[1]
الحياة الإجتماعية للفيل
تعيش الفيلة تحت حكم القائد، وعلى الأغلب تكون أنثى الفيل هي القائد، حيث يتمّ اختيارها بناءً على الحجم، والعمر، والخبرة التي توجّه القطيع نحو مصادر الماء والغذاء. عندما يبلغ الفيل من العمر ما بين خمس وعشرين وثلاثين سنة يُصبح ضخماً بما يكفي ليأخذ مكانةً بين القطيع، حيث إنّ مجتمع الفيلة قائم أيضاً على الاحترام والتّفاهم المُجتمعيّ. تعيش الفيلة ضمن قطعان يتراوح أعداد الفيلة فيها بين (10 - 50 فيل) معظمهم أقرباء.
تبكي الفيلة عندما تكون حزينة، ولديها مشاعر تتبادلها مع أفراد القطيع. وهي تسير طويلاً للحصول على كفايتها من الغذاء؛ إذ يأكل الفيل 5% من وزنه، ويشرب 180 لتراً من الماء في اليوم، ويمصّ 9 لترات مرة واحدة بخرطومه. يتجول القطيع طولاً وعرضاً، ويزور مناطق الطّعام المُفضّلة في أوقاتٍ مُختلفة من السّنة، وخلال موسم الجفاف يُهاجر إلى الغابات، أو يبقى قريباً من مورد ماء جيّد. وعندما يحلّ موسم الأمطار يتجوّل في الخارج نحو السّهول العشبيّة.[1]
طريقة غذاء الفيل
الفيلة آكلة للأعشاب، ويُمكنها أن تقضي ثلاثة أرباع وقتها نهاراً وليلاً وهي تنتقي، وتقطف، وتُحضّر طعامها من النباتات، إذ يُمكن للفيلة البالغة أن تأكل مئتي كيلو غرام مُنتقاة من تسعين نوعاً من النباتات يوميّاً اعتماداً على موطنها، والموسم، وحجمها، وهي تؤثّر في بيئتها بتدميرها للأشجار، لكنّها في المُقابل تُساهم في نثر بذور هذه الأشجار في روثها، ممّا يدعم عملية نموّها لأجيال أخرى، وغالباً ما تحتشد الفيلة في الأحراش لانتقاء أوراق الأشجار والشُّجيرات، وتعيش حياة تشاركيّة مع الزرافات دون أيّ نزاع.
مدّة حمل أنثى الفيل والولادة
تعيش الفيلة ضمّن مجتمع مُتعاون وعائلة مُتماسكة، فيكون دور الذّكور البالغة حديثاً حصولها على مكانة مُعيّنة تُمكّنها من تلقيح الإناث في موسم التّزواج. وتتواصل الفيلة عن طريق اللّمس، والصّوت، والضّوء، وتقوم الذّكور بالعديد من المُناوشات للحصول على الأنثى، وفي وقت التّزواج تهيج الفيلة الذكور بفعل هرمون التّستوستيرون، لتحمل أنثى الفيل بعدها ويستمرّ حملها من (19 - 22) شهراً،[2] أي ما يُقارب السّنتين، لتُنجب بعدها صغاراً يحتاجون لرعاية الأمّهات مدّة لا تقلّ عن ثلاث سنوات من فترة حياة طويلة يعيشها الفيل والتي قد تمتدّ لسبعين سنة.
الولادة
عندما يقترب موعد ولادة الفيل تذهب الأم إلى المياه؛ لأنها تُعتبر الحيوان الوحيد الذي يلد واقفاً. ولأن المسافة بعيدة بين الفيل والأرض، فتخاف على طفلها من السّقوط على سطح صلب فينكسر أو ينصدع شيء فيه، لذلك تكون الولادة في الماء أو على سطح لين.[3]
الفيلة مهددة بالانقراض
يعيش الفيل حياة طويلة واجتماعيّة وبقوّة في الغابات، لكنها لا تستطيع الوقوف بوجه القوّة البشريّة التي تقوم بقتلها بشتّى الطّرق غير الشرعيّة للحصول على العاج والجلد من أجل استخدامها بعدّة صناعات فاخرة، كما أنّهم يقومون باستعباد الفيل للعمل في السّيرك والتنقّل كما يحصل في الهند. ويُقتَل سنوياً أكثر من 35 ألف فيل، بمعدل فيل واحد كلّ 15 دقيقة.[4]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح سحرأمين حسين (2008)، موسوعة حيوانات العالم (الطبعة الأولى)، عمّان: دار دجلة، صفحة 113. بتصرّف.
- ↑ "الحمل عند الحيوانات : مدة الحمل عند الحيوانات"، العالمية للأدوية البيطرية، 30-9-2009.
- ↑ سحرأمين حسين (2008)، موسوعة حيوانات العالم (الطبعة الأولى)، عمّان: دار دجلة، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ "الفيلة مهددة بالانقراض بعد 20 عاما"، The Lebanese Forces.