يتكوَّن الهَيكل العظمي في الجسم من جزأين هما: الهيكل العظمي المحوريّ، والهيكل العظمي المفصليّ، ويُعدُّ القفص الصَّدري جزءاً من الهيكل العظميِّ المحوريّ، الَّذي يتكوَّن بدوره من الجمجمة، والقفص الصَّدري، والعمود الفقريّ، والحوض، ويتكوَّن القفص الصَّدريُّ من عدد من الأضلاع المُنحنية الَّتي تأخذ شكل القفص، وتتَّصل بالعمود الفقري من الخلف، وبعظمة القصِّ من الأمام.
للقفص الصَّدري أهمِّيَّة كبيرة لجسم الإنسان؛ فهو يحمي الأعضاء الداخليَّة مثل: القلب، والرِّئتين من الصَّدمات والعوامل الخارجيَّة، بالإضافة إلى أنّه يحمي الأوعية الدَّموية الرَّئيسيَّة، كما يساعد أيضاً على التنفُّس؛ وذلك من خلال القيام بعملتي الشَّهيق والزَّفير؛ عن طريق السَّماح للرَّئتين بالتمدُّد وزيادة حجمهما، فيؤدِّي إلى تقليل الضَّغط فيهما، والسَّماح للهواء بالاندفاع إلى الدَّاخل.
يتكوَّن القفص الصَّدري عند الإنسان بشكل رئيسيّ من العظام الآتية وهي: الأضلاع، وعظمة القصّ، والفقرات الظَّهريَّة، ليصل بذلك العدد الكلي لعظامه إلى سبعٍ وثلاثين عظمة، تتكوَّن من أربعةٍ وعشرين ضلعاً، وعظمة قصٍّ واحدة، واثنتي عشرة فقرة عظميَّة من فقرات العمود الفقريّ، وفي حال إهمال فقرات العمود الفقريِّ واعتبارها جزءاً من العمود الفقريّ فقط، وليست جزءاً من القفص الصَّدري، يُصبح العدد الكليُّ لعظامه خمسةً وعشرين عظمة، وفي الآتي بيان لكلٍّ منها:
تُقسم أضلاع القفص الصَّدري عند الإنسان إلى قسمين؛ يُطلق على القسم الأوَّل منها اسم الأضلاع الحقيقيَّة، وهي تُمثِّل الأزواج السَّبعة الأولى من أضلاع القفص الصَّدريّ؛ بسبب اتِّصالها المباشر مع القص عن طريق الغضاريف، ويُعرَف القسم الثَّاني منها باسم الأضلاع الكاذبة، وهي تُمثِّل الأزواج الخمسة المتبقية من الأضلاع، وتُعرف بالكاذبة بسبب عدم اتِّصالها المباشر مع القصّ.
يتَّصل الزَّوجان الثَّامن، والتَّاسع، والعاشر، بعظمة القص عن طريق الاتِّصال بغضروف الضِّلع السَّابع والاتِّحاد معه، ويبقى كلٌّ من الزَّوجين الحادي والثَّاني عشر من الأضلاع حُرَّين، بلا اتِّصال مباشر مع القصّ، ويُطلق على هذه الأضلاع اسم الأضلاع العائمة أو السَّابحة، وهذان الزَّوجان لا يتَّصلان إلَّا بالعمود الفقريّ من الجهة الخلفيَّة فقط.