-

كم عدد أيام الحج

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عدد أيام الحجّ

قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)،[1] أي أنّ للحج أشهراً محددةً، ولكنّ مناسك الحج لا تستغرقها جميعاً، فهناك أياماً معينةً يؤدّى الحجّ فيها، وهي ستة أيامٍ، وفيما يأتي توضيح الأيام والأعمال التي تؤدّى فيها:[2]

  • اليوم الثامن من ذي الحجّة؛ والذي يسمّى بيوم التروية، وفيه يُحرم الحاجّ إن لم يكن قد أحرم من قبل، ويتوجّه بعد طلوع الشمس إلى مِنى، ويبقى فيها إلى شروق شمس اليوم التالي.
  • اليوم التاسع من ذي الحجّة؛ والذي يسمّى بيوم عرفة، وفيه يقف الحجّاج على جبل عرفة بعد طلوع الشمس، ويصلّون الظهر والعصر جمع تقديمٍ، ويبقون حتى غروب الشمس، فإذا غربت توجّهوا إلى مزدلفة، وصلّوا فيها المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ، ويقومون بجمع الحصيات لرمي الحجرات، ثمّ يبيتون فيها إلى طلوع فجر اليوم التالي.
  • اليوم العاشر من ذي الحجّة؛ وهو يوم عيد الأضحى المبارك، ويسمّى كذلك بيوم النحر، وقبل طلوع شمسه يتوجّه الحجّاج إلى مِنى، للقيام بعدّة أعمالٍ، وهي:
  • اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، أول أيام التشريق، وثاني أيام العيد، حيث يعود الحاجّ في هذا اليوم إلى مِنى، ويترتب عليه فعل أمرين، وهما:
  • اليوم الثاني عشر من ذي الحجّة، ثاني أيام التشريق، وثالث أيام العيد، وفيه يقوم الحاجّ بعدّة أعمالٍ، وهي:
  • الثالث عشر من ذي الحجّة، ثالث أيام التشريق، ورابع يومٍ من أيام العيد، ويقوم الحاجّ به بعملين، وهما:
  • رمي جمرة العقبة.
  • النحر؛ حيث يجب على المتمتع والقارن في الحجّ أن ينحرا الهدي، أمّا المفرد فلا يجب عليه، وإنمّا يستحبّ له أن يضحّي.
  • الحلق أو التقصير؛ فقيام الحاجّ بأحد الأمرين يتحلّل التحلّل الأول، فتُباح له جميع محظورات الإحرام، ما عدا إتيان النساء.
  • طواف الإفاضة أو الزيارة؛ وبعد انتهاء الحاجّ منه، يكون قد تحلل التحلّل الثاني، وتحلّ بعده النساء.
  • رمي الجمرات الثلاث؛ ويبدأ وقت الرمي من بعد زوال الشمس، فيبدأ الحاجّ برمي جمرة العقبة الصغرى بسبع حصياتٍ، ثمّ الوسطى بسبع حصياتٍ، ثمّ الكبرى بسبع حصياتٍ كذلك.
  • المبيت بمِنى، وهو فعل واجب عند جمهور العلماء، وسنّة عند الحنفية.
  • رمي الجمرات الثلاث، حيث يتوجّب على الحاجّ أن يقوم برميها كما فعل في اليوم السابق.
  • النفر الأول؛ وهو التوجّه إلى مكة المكرمة، حيث يجوز للحاجّ بعد رمي الجمرات أن يتوجّه إليها، فإن فعل ذلك قبل غروب الشمس عند الشافعية، وقبل الفجر عند الحنفية، سقط عنه رمي اليوم الثالث، أمّا إن تأخّر عن ذلك الوقت فيبيت بمنى، ويتوجّب عليه حينها رمي الجمرات في ثالث أيام التشريق.
  • رمي الجمرات الثلاث؛ لمن لم ينفر في اليوم السابق.
  • النفر الثاني؛ حيث تنتهي مناسك مِنى، فلا يشرع للحجّاج المكوث فيها بعد الرمي، ويتوجّهون حينها إلى مكة المكرمة.

الحجّ وحكمه

يعرّف الحج لغةً بأنّه القصد، فيُقال: حجّ إلينا فلان؛ أي قدم، أمّا شرعاً: فهو زيارة مكانٍ مخصوصٍ، وهو الكعبة وعرفة، في زمنٍ مخصوصٍ، وهو أشهر الحجّ، بفعلٍ مخصوصٍ، وهو الإحرام بنيّة الحجّ، والحجّ خامس ركنٍ من أركان الإسلام، ويعتبر من أفضل العبادات التي فرضها الله -تعالى- على عباده، حيث فُرض في أواخر السنة التاسعة من الهجرة، وذلك على رأي أكثر العلماء، حيث قال الله تعالى: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).[3][4] وأجمع العلماء على وجوب الحجّ على المستطيع مرةً واحدةً في العمر، وقد دلّ على ذلك كتاب الله، وسنة رسوله، حيث قال تعالى: (فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[3] وأمّا من السنة، فروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّه ذكر عن النبي قوله: (أيها الناسُ، قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا، فقال رجلٌ: أكل عامٍ يا رسولَ اللهِ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتُ: نعم، لوجبت، ولما استطعتم).[5][6]

شروط وجوب الحج

لا يجب الحجّ على المكلّف إلّا بتوفّر شروطٍ معينةٍ، تسمّى بشروط الوجوب، فإن توفّرت كان الحجّ واجباً، وإن لم تتوفّر فلا يجب، وفيما يأتي بيان ذلك:[6]

  • الإسلام:الإسلام فهو شرطٌ لصحة كلّ عبادةٍ، وشرطٌ لوجوب الحجّ، وبالتالي فإنّ الحجّ لا يجب على غير المسلم، ولو قام به فلا يصحّ منه، فقد قال الله تعالى: (وَما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَبِرَسولِهِ).[7]
  • التكليف: ويُقصد به أمرين في حقّ المكلف، وهما: البلوغ والعقل، فالمجنون لا يجب عليه الحجّ، ولا يصحّ منه؛ لأنّه يحتاج إلى قصد ونية وينعدم ذلك في المجنون، أمّا الصغير فلا يجب عليه الحجّ، ولكن لو قام به صحّ، وذلك لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للمرأة التي رفعت إليه صبياً، وقالت ألهذا حج؟ فقال: (نعم، ولكِ أجرٌ).[8]
  • الحرية: فلا يجب الحجّ على الرقيق المملوك، فهو مملوكٌ ومشغولٌ لسيّده.
  • الاستطاعة: وهي القدرة على الحجّ بالمال والبدن، فإن كان المسلم قادراً بماله دون بدنه، فإنّه يوكّل من يحجّ عنه، أمّا الاستطاعة بالمال فالمعتبر لوجوب الحجّ على المسلم ملك ما يكفيه لسفره حتى رجوعه، وأن يكون المال زائداً عن حاجاته الأساسية، وما يحتاجه لسداد ديونه إن وجدت.
  • وجود المُحرم للمرأة: وهو شرطٌ خاصٌ بالمرأة، فإذا لم تجد المُحرم فلا يجب الحجّ في حقّها، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا يحلُّ لإمرأةٍ أن تسافرَ ثلاثاً، إلا ومعها ذو محرمٍ منها).[9]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 197.
  2. ↑ الشيخ طارق عاطف حجازي (19-9-2015)، "الأيام التي تؤدى فيها مناسك الحج ستة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة آل عمران، آية: 97.
  4. ↑ "الحج (تعريفه - منزلته - حكمه - شروطه)"، ar.islamway.net، 27-11-2007، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1337، صحيح.
  6. ^ أ ب "حكم الحج وشروط وجوبه"، www.islamweb.net، 20-12-2004، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2018. بتصرّف.
  7. ↑ سورة التوبة، آية: 54.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1336، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1339، صحيح.