كم عدد غزوات الرسول في رمضان
أهمية الغزوات
تُعتبر الغزوات والمعارك التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم والمسلمين هي الركيزة الأساسيّةُ في نشر الدين الإسلاميّ، وبسط نفوذ الدولة الإسلاميّة وحمايتها، فيجب العلم بأنّ الغزوة هي الحرب التي شارك فيها الرسول عليه والسلام القتال مع المسلمين، أمّا المعركة فهي القتال الذي لم يشارك به الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فالقتال في النهاية يهدف لنيل الشهادة، وإعلاء كلمة الله، والحصول على الغنائم، وبسط النفوذ، وقاد الرسول عليه الصّلاة والسّلام الكثير من الغزوات قبل مماته، وتعتبر غزوة بدر، وغزوة الفتح هما الغزوتان الوحيدتان التي قادهما الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان المبارك.
غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان
غزوة بدر
غزوة بدر هي أول غزوة في الإسلام، وقعت في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة، حيث قاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين، وقاد أبو جهلٍ جيش قريش، وسُمّيت هذه المعركة ببدرٍ نسبة إلى المكان الذي وقعت فيه، وهو بئر بدرٍ الذي يقع بين المدينة المنورة ومكة المُكرّمة.
تُعتبر هذه الغزوة هي الفيصل الذي غير تاريخ الإسلام، فأصبح للإسلام كيانٌ وشأنٌ في الجزيرة العربيّة بعد انتصار المسلمين بعددهم القليل الذي كان حوالي 313 رجلاً على جيش قريش بعددهم الكبير الذي كان مؤلفاً من 1000 رجلٍ، حيث استُشهد 13 رجلاً من المسلمين، وقُتل من قريش 70 رجلاً من بينهم قائدهم أبو جهل، وأُسر منهم 70 رجلاً، ومع هذه النتائج زادت ثقة المسلمين بأنفسهم، وأصبح لدولتهم دخلٌ من غنائم المعارك.
غزوة فتح مكة
وقعت غزوة فتح مكة أو الفتح العظيم في العشرين من شهر رمضان عام 8 للهجرة، وسُميت بالفتح العظيم نسبةً لفتح مكة المكرمة التي لم يدخلها المسلمون منذ الهجرة منها، وقد قاد الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الغزوة نتيجة نقض قريش لصُلح الحُديْبية الذي عُقد بينها وبين المسلمين، حيث هجمت قبيلة بن بكر حليفة قريش على قبيلة خزاعة حليفة المسلمين.
جهز النبي عليه الصلاة والسلام جيشاً من المسلمين عدده 10.000 مقاتل، ودخل مكة من جميع الجهات سلماً، حيث لم يقاتل أحداً، ما عدا جيش خالد بن الوليد الذي تصدّى لجيش عكرمة بن أبي جهل، فعندما وصل النبي عليه الصلاة والسلام الكعبة المشرفة حطّم ما حولها من أصنام وتماثيل، وطاف حول الكعبة، ورفع بلال بن رباح الأذان من أعلى الكعبة المشرفة، فاطمأنّ أهل قريش بهذا التصرُّف العظيم، واعتنق الكثير من أهلها الإسلام كأبي سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وهند بنت عتبة، وأبي قحافة والد الصحابيِّ أبي بكر الصديق، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية.