كم عدد الغزوات التي غزاها الرسول
الغزوة
عند الحديث عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بدّ من معرفة معنى كلمة غزوة والتفريق بينها وبين كلمة سريّة؛ كي لا يحدث لَبساً في فهم المقصود، فكلمة غزوة تعني الجيوش التي قادها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنفسه لمقابلة ومقاتلة العدو؛ سواء حدث اشتباك بين الجيشين أم لم يحدث، أمّا السرية فهي الجيوش التي أسندها الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أحد الصحابة لقيادتها والإشراف عليها وتولّي أمورها نيابةً عنه، ويبلغ عدد الغزوات التي غزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبعاً وعشرين غزوة من أهمّها: غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة بني النضير، وغزوة الخندق، وغزوة حُنَين، وغزوة تبوك، وقد قاتل بنفسه في تسع غزوات فقط.
الغزوات التي قاتل فيها الرسول بنفسه
غزوة بدر
وهي غزوة وقعت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة، وكان الملسمون -بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم- الطرف الأول فيها، وقريش ومن حالفهم من باقي القبائل بقيادة عمرو بن هشام الطرف الثاني فيها، وسُمّيت بهذا الاسم نسبة للمكان الذي وقعت فيه وهو مكان بين مكة والطائف، وبلغ عدد جيوش المسلمين فيها ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، كان معهم فَرَسان فقط وسبعون جملاً، بينما بلغ عدد جيش قريش ألف رجل وكان معهم مئتي فرس، وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين واستشهاد أربعة عشر رجلاً منهم، بينما قُتِل من قريش سبعون رجلاً وأُسِرَ سبعون آخرين، وقُتِلَ قائدهم عمرو بن هشام.
غزوة أحد
وقعت هذه الغزوة في اليوم السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة، وكان جيش المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما كان جيش قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب، وسُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى جبل أُحُد الذي وقعت على أحد سفوحه الجنوبية الغزوة، وبلغ عدد المسلمين فيها سبعمئة رجل بينما بلغ عدد جيش قريش ومن حالفها ثلاثة آلاف رجل، وانتهت غزوة أُحد باستشهاد سبعين رجلاً من المسلمين ومقتل اثنين وعشرين رجلاً من الطرف الآخر.
غزوة الخندق
وقعت هذه الغزوة في شهر شوال في السنة الخامسة من الهجرة، وقد قاد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الغزوة بنفسه لقتال الأحزاب التي تجمعت لقتال المسلمين والقضاء عليهم وعلى الدولة الإسلامية، ولذلك سُمّيت بغزوة الأحزاب، وانتهت هذه الغزوة بانسحاب جيوش قريش بعد أن حاصرت المسلمين مدة ثلاثة أسابيع في المدينة المنورة.
غزوة بني قريظة
وهي غزوة خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام ضد يهود بني قريظة في المدينة المنورة؛ بسبب نقض بني قريظة للعهد الذي كان بينهم وبين المسلمين في غزوة الخندق، وانتهت هذه الغزوة باستسلام بني قريظة بعد أن حكم فيهم سعد بن معاذ، والذي حكم بقتل رجالهم، وسبي الذراري، وتوزيع أموالهم وأراضيهم على المسلمين.
غزوة بني المصطلق
وقعت هذه الغزوة في اليوم الثاني من شهر شعبان في العام السادس من الهجرة، وذلك بعد أن اجتمعت هذه القبيلة واتّفقت لغزو المسلمين، فجمع المسلمون جيشهم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وخرجوا لقتالهم، وانتهت بانتصار المسلمين وغنيمتهم لغنائم وأموال باهظة، ومن ضمن غنائمهم كانت جويرية بنت الحارث التي تزوجها الرسول عليه السلام فيما بعد.
غزوة خيبر
وقعت هذه الغزوة في شهر محرم من السنة السابعة للهجرة بعد عشرين يوماً من توقيع صلح الحديبية، كان عدد المقاتلين فيها من المسلمين ألفاً وثمانمئة مقاتلٍ فقط، فقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقاتل فقط هو ومن كان معه في صلح الحديبية وتتوزّع عليهم الغنائم، أما الباقين من أراد أن يخرج للقتال معه فله أجر الجهاد وليس له في الغنائم من شيء، وقد كان عدد جيش اليهود عشرة آلاف مقاتل حينذاك، وكان السبب وراء هذه الغزوة أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أَمِن من خطر قريش وأتباعها بعد صلح الحديبية أراد أن يتفرّغ لنشر الدعوة الإسلامية في كافة البلدان، وكانت خيبر هي الخيار الأول في ذلك.
غزوة حنين
وقعت هذه الغزوة في العاشر من شهر شوال للسنة الثامنة للهجرة بين المسلمين وبين قبيلتي هوازن وثقيف، وقد كان سبب المعركة رجلاً يُسمّى مالك بن عوف النصري من قبيلة هوازن؛ حيث جمع جيشه وسار به نحو مكة المكرمة، وعندما وصل الخبر للمسلمين حشدوا جيوشهم التي كان فيها عدد كبير ممّن أسلم بعد فتح مكة، وسار الجيشان حتى التقيا في وادٍ يُسمّى حُنَين يقع بين الطائف ومكة المكرمة.
غزوة الطائف
وقعت هذه المعركة في السنة الثامنة للهجرة، وقد جاءت هذه المعركة امتداداً لغزوة حنين؛ حيث حشد الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقارب اثني عشر ألف مقاتلاً من المسلمين لمواجهة قبيلة ثقيف والفارّين من قبيلة هوازن، وكان الهدف من هذه الغزوة هو فتح الطائف والقضاء على شوكة قبيلتي ثقيف وهوازن الذين فروا وهربوا وتحصنوا في الطائف.
غزوة الفتح
أو كما تُسمّى الفتح الأعظم؛ لأنّها هدفت إلى فتح مكة المكرمة، وكانت قد حدثت هذه المعركة في العشرين من شهر رمضان المبارك في السنة الثامنة للهجرة، وكان سبب هذه الغزوة أنّ قريشاً انتهكت الهدنة التي بينها وبين المسلمين عندما أعانت قبيلة بنو نفاثة في غارتها على قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين، فجهّز الرسول صلى الله عليه وسلم جيشاً من عشرة آلاف مقاتل، وسار نحو مكة لفتحها فدخلها سلميّاً دون قتالٍ، وكان من نتائج هذا الفتح أن دخل الكثير من أهلها الإسلام من بينهم: أبو سفيان بن حرب وزوجته، وهند بنت عتبة، وعكرمة بن أبي جهل، وقحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم دخل الرسول عليه الصلاة والسلام مكة، وطاف بالكعبة، وبدأ بطعن وتكسير الأصنام والتماثيل فيها حتى حان موعد الصلاة فيها، فأمر بلال أن يقوم ويؤذّن.