كم عدد الغزوات التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم
تعريف الغزوة
الغَزْوُ هو السيرُ إِلى قِتالِ العَدُو، والغزوة المرَّةُ من الغزو، وجمع غزوةٍ غزوات، وجمع الغازي: غُزاة، وغُزًّى وغِزِيٌّ، والمَغْزَاة: موضع الغزو، وغزو العدو إنما يكون في بلاده، بينما السَريَّة هي جزءٌ من الجيش يتألف من خمسة أشخاص إلى ثلاثمئةٍ أو أربعمئة شخص، وهي التي تخرج ليلاً، والجمع سرايا وسرايات.
شارك النبيُ محمّد صلى الله عليه وسلّم في عددٍ من الغزوات بنفسه، بينما أرسل السرايا من الصحابة المسلمين لقتال العدوّ، والدفاع عن أنفسهم، قال تعالى: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) [التوبة: 29]
عدد الغزوات التي شارك بها النبي
اختلف العلماء في عدد الغزوات التي غزاها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، فمنهم من يرى أنها سبعٌ وعشرون، وآخرين يرون أنّها ستٌّ وعشرون، ومنهم من قال أنّها ثماني عشرة، ولكنّ الراجح هو ما ذهب إليه ابن هشام بأنّها سبع وعشرون، ولكنّه شارك فعلياً بالقتال إلى جانب المسلمين في تسع غزواتٍ، بينما بقية الغزوات كان يديرها وينظمها، أمّا ما بعثه للقتال من الصحابة المؤمنين فكان يناهز خمسين سريّةً.
أشهر الغزوات التي شارك بها النبي
غزوة بدر
وقعت في السنة الثانية من الهجرة بين المسلمين وكفار قريش عند منطقة بدر، وكانت الغزوة الأولى التي يخرجها المسلمون في سبيل الله تعالى للقتال بعد الهجرة النبويّة، وانتصر فيها المسلمون، وحققوا الكثير من الغنائم، كما بثوا الرعب في قلوب المشركين والقبائل المعادية للإسلام.
غزوة أحد
وقعت في السنة الثالثة من الهجرة بين المسلمين وكفار قريش عند منطقة جبل أحد، وكان سببها محاولة قريش الثأر لما حدث في غزوة بدر؛ لإعادة الهيبة لعشيرتهم بين القبائل، والقضاء على الدين الإسلامي بعدما بدأ بالانتشار، وكانت نتيجة المعركة انتصار المشركين بسبب مخالفة رماة جبل أحد لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلّم عند مشاهدتهم انتصار المسلمين في المعركة، وبذكاءٍ من خالد بن الوليد أحد قادة جيش المشركين في ذلك الوقت، استطاع الالتفاف حول الجبل، ومحاصرة المسلمين، وإيقاع الأذى بهم.
غزوة الخندق
حدثت في السنة الخامسة للهجرة؛ حيث حفر النبي صلى الله عليه وسلّم خندقاً حول المدينة المنوّرة؛ لحمايتها من هجوم المشركين، بالإضافة إلى وجود ثلاثة آلاف مقاتل للمواجهة، واستمر القتال شهراً كاملاً إلى أنْ انتصر المسلمون في النهاية.
غزوة بنو قريظة
حدثت في السنة الخامسة للهجرة، فقد خرج إليهم النبي عليه الصلاة والسلام مع الصحابة؛ بسبب خيانتهم في غزوة الخندق، وحاصروهم حتى قذف الله تعالى الرعب في قلوبهم، فاستسلموا، وخرجوا من ديارهم.
غزوة المصطلق
حدثت في السنة الخامسة للهجرة، حيث خرج النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه لملاقاة جيش بني المصطلق الذي تجمّع بقيادة الحارث بن أبي ضرار، وبعض القبائل التي عاونتهم، لتنتهي الغزوة بانتصار المسلمين دون قتالٍ.
غزوة خيبر
حدثت في السنة السابعة للهجرة، فبعد أن عاد النبي والصحابة من صلح الحديبية قررّ عليه الصلاة والسلام الخروج إلى خيبر، والقضاء على اليهود الذين يبثون الفتن، ويعقدون المؤامرات ضدّهم، فحاصرهم عليه الصلاة والسلام، ثم بدأ القتال بين الجمعان حتى انتصر المسلمون، وحققوا غنائم كثيرةً.
غزوة فتح مكة
كانت في السنة الثامنة من الهجرة بين المسلمين وكفار قريش، حيث فتح عليه الصلاة والسلام مكة المُكرّمة دون قتالٍ، وكان سببها نقض قريش لصلح الحديبية الذي أبرمته مع المسلمين، إذ أعانت حلفائها من بني بكرٍ على حلفاء المسلمين من قبيلة خزاعة.
غزوة حنين
حدثت في السنة الثامنة للهجرة، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلّم والصحابة لملاقاة جيش هوازن الذي كان على استعدادٍ للهجوم على المسلمين، ولكن نظراً لاغترار بعض المسلمين بأنفسهم بعد فتح مكة، فقد قللوا من شأن العدوّ، وما إن دخلوا وادي حُنين حتى انهالت عليهم السهام، وحاصرهم المشركون حتى فرّوا وانهزموا في البداية، وكانت درساً قاسياً للمسلمين، ولكن بعد ذلك ثبت القليل من المسلمين بعد أن ناداهم عليه الصلاة والسلام، وألحقوا الخسائر بجيش المشركين، ففرّوا من أرض المعركة هاربين.
غزوة الطائف
انتصر فيها الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمون دون قتالٍ يُذكر، فقد حدثت بعد أن انهزم جيش هوازن من حنين إلى الطائف، وتحصّنوا بحصونها، ولم يقبلوا الخروج لقتال الجيش الإسلامي.