-

كم عدد ركعات صلاة عيد الأضحى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عيد الأضحى المبارك

شرع الله -تعالى- للمسلمين عيدين اثنين؛ أحدهما عيد الأضحى المبارك، الذي يأتي بعد فريضة الحج، ويُعد أحد الأركان التي يقوم عليها الدّين الإسلامي، والآخر عيد الفطر، حيث إنّه يلي خير الشهور؛ وهو شهر رمضان المبارك، الذي ضمّ في ثناياه فريضة الصيام، حيث إنّ كِلا العيدين يأتيان بعد أيامٍ امتلأت بالطاعات، والتقرّب إلى الله تعالى؛ ليكونا فرحاً، وابتهاجاً للمسلمين؛ لما قدّموه لله -تعالى- من صالح الأعمال، وجميل الطاعات، حيث تتسم أيّام عيد الأضحى لدى المسلمين بكثرة ذكر الله، من تكبيرٍ وتحميدٍ وتهليلٍ، وجاء عيد الأضحى المبارك؛ ليذكّر المسلمين بقصة النبي إبراهيم عليه السلام، ورؤياه الحقّ بذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام- وتصديقهما، وامتثالهما لأمر الله تعالى، ليفديه الله بكبشٍ عظيمٍ.[1]

عدد ركعات صلاة عيد الأضحى

إنّ عدد ركعات صلاة العيد ركعتان، حيث يبدأ وقتهما من بعد ارتفاع الشمس قدر رمحٍ؛ والذي حدّده العلماء بزوال حُمرة الشمس، إلى وقت زوال الشمس، وتبتدئ الركعة الأولى بسبع تكبيراتٍ من غير تكبيرة الإحرام، ويقرأ الإمام سورة الأعلى، أو سورة ق، بعد قراءة سورة الفاتحة، ويكبّر في الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ من غير تكبيرة القيام، يقرأ فيها سورة الغاشية، أو سورة القمر، بعد قراءة سورة الفاتحة، ومن بعد الصلاة يقوم الإمام، ويخطب بالمسلمين، ويعظهم ويوصيهم، ويذكّرهم بالامتثال لأوامر الله تعالى، وإقامة شعائره، ودليل ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: (كان رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- يخرجُ يومَ الفطرِ والأضحى إلى المصلى، فأولُ شيءٍ يبدأُ به الصلاةُ، ثم ينصرفُ، فيقومُ مقابلَ الناسِ، والناسُ جلوسٌ على صفوفِهم، فيعِظُهم ويوصيهم ويأمرُهم: فإن كان يريدُ أنْ يقطعَ بعثاً قطعَه، أو يأمُرَ بشيءٍ أمرَ به، ثم ينصرفُ).[2][3]

حكم صلاة العيد

اختلف العلماء في حكم صلاة العيد، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ متلخصةٍ فيما يأتي:[4]

  • القول الأول: إنّ حكم صلاة العيد أنّها واجبةٌ على كلّ فردٍ، وهو ما ذهب إليه الحنفية في الصحيح عندهم، واستدلوا على قولهم بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمواظبة على أدائها، من غير تفريطٍ، كما أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم - لم يؤدِ صلاة التطوع في جماعةٍ، إلّا أنّ صلاتي الخسوف والتراويح مستثنيتان من ذلك، ولو أنّ صلاة العيد سنّةٌ لاستثناها الشارع من جماعة التطوّع كما استثنى صلاتي الخسوف والتراويح.
  • القول الثاني: إنّ حكم صلاة العيد أنّها سنةٌ مؤكدةٌ، وهو ما ذهب إليه كلاً من الشافعية والمالكية، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للأعرابي في الحديث الصحيح الذي رواه طلحة بن عبيد الله عندما قال: (خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ، قالَ: هل عليَّ غيرُهنَّ؟ قالَ لا، إلَّا أن تطَّوَّع).[5]
  • القول الثالث: إنّ حكم صلاة العيد أنّها فرض كفايةٍ، وهو ما ذهب إليه الحنابلة، واستدلوا على ذلك بقول الله -تعالى- في كتابه الكريم: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[6] فقد أخذوا الآية الكريمة على عمومها، وأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يداوم على صلاة العيد، وكما أنّها تعدّ من شعائر الدين الإسلامي الظاهرة.
  • القول الراجح: إنّ الراجح من القول في حكم صلاة العيد هو ما ذهب إليه جمهور العلماء من الشافعية والمالكية، على أنّ حكم صلاة العيد سنةٌ مؤكدةٌ.

حكم الأُضحية

تُعرّف الأُضحية بأنّها ما يقوم المسلمون بذبحه من بهيمة الأنعام؛ من الإبل، والبقر، والغنم؛ توحيداً لله تعالى، وتقرّباً إليه، ويكون الشروع في الذبح بنية الأُضحية، من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك إلى آخر أيام التشريق؛ أي اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة، وأمّا ما يتعلق في حكم الأُضحية، فقد اختلف العلماء في ذلك إلى قولين:[7]

  • القول الأول: إنّ حكم الأُضحية واجبةٌ، وذهب إلى هذا القول: أبو حنيفة النعمان، والأوزاعي، والليث، وهو إحدى روايتي الإمام أحمد، كما أنّه قولُ شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الظاهر من مذهب الإمام مالك، واستدلوا على قولهم بما يأتي:
  • القول الثاني: إنّ حكم الأضحية سنةٌ مؤكدةٌ، وهذا القول ذهب إليه جمهور العلماء، من الشافعية والمالكية، والإمام أحمد في المشهور عنده، وكما قالوا بأنّه يُكره تركها للقادر عليها، وقد استدلوا على قولهم بما يأتي:
  • قول الله تعالى في كتابه الكريم: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[6] فالآية السابقة ورد فيها فعل الأمر وانحر؛ وفعل الأمر يفيد الوجوب.
  • حديث جندب بن عبد الله، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: (من كان ذبح أُضحيتَه قبل أن يُصلِّيَ، فلْيذبَحْ مكانَها أُخرى، و من لم يكن ذبح، فلْيذْبَحْ باسمِ اللهِ).[8]
  • حديث جابر بن عبد الله، حيث قال: (قال شهدتُ مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الأضحَى بالمُصلَّى، فلمَّا قضَى خُطبتَهُ، نزلَ من منبرِهِ، وأَتَي بكبشٍ، فذبحَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه، وقال: بسمِ اللهِ، واللهُ أكبرُ هذا عنِّي وعمَّن لم يُضَحِّ من أمتي).[9]
  • حديث أم سلمة هند بنت أبي أمية، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن رأى منكم هِلالَ ذي الحِجَّةِ، فأراد أن يُضَحِّيَ، فلا يأخُذْ من شعرِه وأظفارِه حتى يُضَحِّيَ).[10]
  • ترجيح حكم المسألة كما قاله ابن عثيمين: (ولمّا كانت أدلة القائلين بوجوبها، والقائلين بأنّها سنة مؤكدة، ما يقارب أنْ تكون مكافئة، كان من باب الاحتياط، عدم تركها مع القدرة على ذلك؛ لما فيها من تعظيمٍ لشعائر الله، والتقرّب إليه، وبراءةٌ للذمة).

حكم صلاة العيد وصلاة الجمعة في اليوم الواحد

يجب على الإمام أن يقيم صلاة الجمعة، ويؤم بالمصلين الحاضرين في المسجد، ويدلّ على ذلك ما فعله النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّه صلّى العيد والجمعة، إلّأ أنّه يجوز للمسلم الذي صلّى العيد أن يترك صلاة الجمعة، وأن يصلّي الظهر لوحده، أو مع غيره، إلّا أنّ الأفضل والأكمل صلاة الجمعة.[11]

المراجع

  1. ↑ محمد شعبان أبو قرن، "" يَا بُنَيَّ.. إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ " *خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1430 هـ"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-7. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 956، صحيح.
  3. ↑ "كيفية صلاة العيدين"، www.islamweb.net، 1999-12-12، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-7. بتصرّف.
  4. ↑ "مذاهب العلماء في حكم صلاة العيدين"، www.islamweb.net، 2003-2-27، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-7. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 391، صحيح.
  6. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  7. ↑ "أحكام الأضحية في الإسلام"، www.islamway.net، 2005-1-14، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-7. بتصرّف.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 6482، صحيح.
  9. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 4/349، صحيح الإسناد.
  10. ↑ رواه الطحاوي، في شرح مشكل الآثار، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 14/129، صحيح.
  11. ↑ "حكم إقامة الجمعة يوم العيد"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2018. بتصرّف.