-

كم سنة صبر النبي أيوب على المرض

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قصص الأنبياء

كان في قصص الإنبياء والرسل التي ذكرت في القرآن الكريم كثيرٌ من العبر والدروس والآيات، فقد ضرب أنبياء الله ورسله الأمثلة والنماذج في كثيرٍ من المواقف التي مرّت بهم في سنيّ حياتهم ودعوتهم، كما كانوا نموذجاً حقيقياً في الصبر على البلاء والمحن والأذى ابتغاء مرضاة الله ورضوانه. ومن بين أنبياء الله الذي اشتهر بصبره العظيم الذي ذهب كمثالٍ على ألسنة الناس عبر العصور نبيّ الله أيوب عليه السلام، فقد امتحن وابتلي بلاءً عظيماً وصبر على ذلك كله حتّى فرّج الله ما فيه من الشدة، وجعل عاقبة صبره خيراً كثيراً.

نسب أيوب عليه السلام

يعود نسب أيوب عليه السلام إلى إسحق بن إبراهيم عليهما السلام كما دلت على ذلك آيات كتاب الله، فهو من أنبياء بني إسرائيل الذين اصطفاهم الله تعالى في مرحلةٍ من مراحل التاريخ لدعوة الناس وتذكيرهم بمنهج الله وشريعته.

ابتلاء نبي الله أيوب عليه السلام

أنعم الله على أيوب عليه السلام بكثيرٍ من النعم والخيرات، فقد كان يملك الأراضي الواسعة في منطقة حوران من أرض الشام، كما كان يملك البساتين الكثيرة، والخدم، والمال الوفير، وقد أنعم الله عليه بذريةٍ صالحةٍ كثيرة.

ابتلي نبي الله أيوب عليه السلام ببلاءٍ عظيم حينما ذهب ماله وكل ما يملكه، كما ابتعد عنه القريب والبعيد، ولم يبق بجانبه إلّا زوجته الوفية التي ظلّت تخدمه طيلة سني بلائه حتّى فرج الله عنه، ولم يكن بلاء أيوب عليه السلام فيه إساءةٌ إليه أو بما ينافي مكانته كنبي، كما صورت ذلك روايات أهل الكتاب حينما قالوا أنّه أصيب بمرض الجذام أو تساقط لحمه فلم يبق عليه شيء منه، وإنّما كان بلاؤه ومرضه ممّا اعتاده الناس من الأمراض والأوجاع.

مدة مكث أيوب في البلاء

مكث نبي الله أيوب عليه السلام في بلائه ثمانية عشر عاماً، كما ورد في الحديث الذي رواه أنس بن مالك وكان ممّا فيه: (إنَّ نبيَّ اللهِ أيُّوبَ لبث به بلاؤُه ثمانيَ عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ ، إلَّا رَجلَيْن من إخوانِه...) [صحيح] .

حينما اشتد البلاء بأيوب عليه السلام وضاقت عليه الأرض بما رحبت رفع يديه إلى السماء ودعا ربه قائلاً: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]، فأوحي إليه الله تعالى أن يضرب برجله الأرض مرّتين، حيث انبجس من باطن الأرض أول مرة نبع ماءٍ اغتسل منه أيوب عليه السلام فذهبت أدران جسمه الظاهرة، ثمّ شرب من النبع الثانية ماءً أذهب أوجاعه الباطنة، فد قال تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) [ص:42]، ثمّ أعطاه الله أهله ومثلهم معهم، وأغدق عليه الله بالمال والذهب والخير الكثير جزاءً وفاقاً على صبره وعزيمته، كما في قوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [ص:43].