-

كم سنة عاش النبي شعيب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نبي الله شعيب عليه السلام

يعتبر نبي الله شعيب عليه السلام من أنبياء الله العرب الذي اختصّه الله بالنبوّة في فترةٍ من فترات التاريخ ليدعو قومه إلى توحيد الله تعالى وعبادته وعدم الإشراك به، ولم يأل نبي الله شعيب عليه السلام جهداً في سبيل هداية قومه إلى جادة الصواب والطريق المستقيم، ولكن مشيئة الله سبقت، فلم يؤمن معه إلّا قليلٌ من الناس، ثمّ حقّت كلمة العذاب على قوم شعيب حينما استكبروا عن دعوة الله تعالى.

نسب شعيب عليه السلام

يرجع المؤرخون نسب شعيب عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام، وتحديداً إلى مدين بن إبراهيم الذي ينسب إليه أهل مدين قوم شعيب، وقيل كذلك أنّه ابن بنت لوط عليه السلام، حيث جاء شعيب عليه السلام بعد لوط ولم يكن بينهما إلّا فترةٌ قصيرة من الزمن، وذلك مصداق قوله تعالى على لسان شعيب حينما حذّر قومه من حلول عذاب الله فيهم: (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ) [هود:89]. وقد سكن أهل مدين في منطقة في شمال الجزيرة العربية فيما يلي أرض الشام، وقيل أنّها كانت قريبةً من منطقة معان في الأردن، حيث كانت ديارهم تطل على البحر الأحمر. ولم يثبت في أي من الأخبار المدة التي عاش فيها نبي الله شعيب عليه السلام، ولم يرد في ذلك أثرٌ صحيح.

انحراف أهل مدين وإشراكهم بالله

كان أهل مدين في بداية الأمر على دين إبراهيم عليه السلام، وهو دين التوحيد والحنيفيّة، ثمّ ظهرت فيهم الانحرافات العقدية والسلوكية بعد ذلك، حيث أشركوا بالله وعبدوا من دونه آلهة ما أنزل الله بها من سلطان حيث قيل أنّهم أصحاب الأيكة وهي شجرة من الأيك عبدوها من دون الله وقدسوها، كما انتشرت في أهل مدين كثيرٌ من المنكرات، فقد كانوا يطففون المكاييل فيعطون الناس أقلّ ممّا يجب لهم من المقاييس والموازيين، بينما كانوا يستفون الكيل إذا كان ميزان الأشياء لهم، كما كانوا يقطعون الطريق ويتعرضون للقوافل التجارية بالسلب والنهب والإغارة، ويفسدون في الأرض.

دعوة شعيب عليه السلام لقومه

حينما رأى شعيب عليه السلام ما أحدث قومه من المنكرات والإنحرافات بدأ بدعوتهم إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وترك ما هم عليه من الضلالات، وحذرهم من عذاب الله المحيق بالظالمين المستكبرين، ولم يقابل أهل مدين دعوة نبيهم إلّا بالصدّ والاستكبار والتحدي، ولم يؤمن منهم إلّا القليل، فلما استيأس منهم شعيب عليه السلام تولى عنهم ولسانه يردد: (فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف:79]، وحينما أتى أمر الله بعث الله عليهم عذاب يوم الظلّة الذي كان عذاباً شديداً كانت فيه رجفةٌ مزلزلة، وصيحةٌ مرعبة أتت على أولهم وآخرهم