-

كم كان عمر الرسول عندما توفي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حياة الرسول الكريم

ولد نبينا الكريم يوم الاثنين بتاريخ 12 ربيع الأول من عام الفيل، وبُعث وهو في سن الأربعين من عمره، استمرت دعوته صلى الله عليه وسلم لمدة 23 عاماً منها 13عاماً في مكة المكرمة يدعو أقاربه وأبناء عشيرته، و10 سنوات في المدينة المنورة بعد أن هاجر من مكة إلى المدينة مرغماً بعد أن كثر أذى قريش.

مراحل الدعوة المحمدية

لقد مرت دعوة محمد الكريم بمرحلتين رئيسيتين هما:

الدعوة السرية

لقد كانت قريش تمثّل زعامة القبائل العربية، وكانت لمكة بما تحتويه من أصنامٍ قيّمة كبيرة في وجدان أهلها وجزء من كبريائهم بين القبائل، فليس من السهل أن يتنازلوا عن هذه الزعامة، خاصةً وأنّ زعماء قريش هم أعمام الرسول الكريم، لذلك واجه النبي الكريم الكثير من الصعاب، وتحمّل الأذى من أهل مكة عندما علموا بدعوته.

فبعد نزول الوحي على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أول ما أخبر به زوجته خديجة -رضي الله عنها- ثمّ أخبر أصحابه الذين يكتمون السر، فصدّق برسالته -صلّى الله عليه وسلّم- عددٌ قليلٌ من أقرب الناس إليه، تمكن النبي الكريم خلال هذه الفترة من تعليم بعض الدعاة الذين فهموا هذا الدين، وبدؤوا بنشره بين الناس، فلو جهر نبينا بدعوته من البداية لكان من السهل على كفّار قريش قتل المسلمين، فكانت للدعوة السرية حكمةٌ كبيرةٌ.

مرحلة الدعوة الجهرية

بعد تلقي النبي الكريم الأمر الرباني بالجهر بدعوته، وكان قد تبع نبينا الكريم عددٌ ليس بالقليل، وأصبح باستطاعتهم حماية أنفسهم من أذى الكفّار أعلن النبي الكريم دعوته لأهل مكة إلى إنقاذ أنفسهم من النار، إلا أنّ تمسّكهم بعاداتهم وخوفهم على زعامتهم كان أكبر من صوت الحق في قلوبهم وعقولهم فكذّبوا رسالة نبينا الكريم، وأخذوا يساومونه على ترك دعوته والحصول على ما يرغب من المال أو الجاه، إلا أنه رفض كل هذه الإغرائات، وثبت على دعوته، وأصرّ على دعوتهم إلى الإيمان بالله والواحد الأحد.

وبدأت هنا مرحلة المواجهات والتصدّي لكل من يصدّق برسالة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من أهل مكة، وتعرّض المسلمون لأقسى صنوف التعذيب لترك دينهم الجديد، فأمر الرسول الكريم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة للحفاظ على حياتهم.

وبعد هجرة الحبشة هاجر النبي الكريم إلى المدينة المنوّرة بعد تعهّد عددٍ ممن صدّق برسالته بحمايته، ومن هذه المرحلة بدأ تأسيس الدولة الإسلاميّة، وبدأت الدعوة بالانتشار بين القبائل المجاورة حتى عاد النبي الكريم إلى مكة فاتحاً، وعامل أهلَها بالحسنى على عكس ما كانوا يتوقعون، لأنّ رسالة الأسلام هي رسالة محبةٍ وتسامحٍ.

وفاة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-

ذهب نبيّنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مقبرة البقيع ليدعو لأصحابة الذين توفّاهم الله، وعند عودته إلى بيت زوجته ميمونة رضي الله عنها بدأ الرسول الكريم يشعر بصداع في رأسه، وبدأ يزداد هذا الصداع يوماً بعد يوم، فأستأذن الرسول باقي زوجاته ليذهب إلى زوجته عائشة رضي الله عنها بسبب قرب بيتها من المسجد، فزادت الحمّى على نبينا الكريم، وكانت عائشة هي القائمة على رعاية سيدنا محمد حتى توفّاه الله في يوم الاثنين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة، فتوفي وهو في بيتها ودُفن في مكان وفاته، وكان في (63) من عمره بعد أن أتمّ تبليغ رسالة الإسلام.