-

كيف يحدث التلقيح

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

البويضة والحيوان المنوي

تولد الأنثى وفي مبيضيها ما يقارب 2 مليون بويضة غير ناضجة، تحاط كل منها بحويصلة مملوءة بالسوائل تُعرف بالجريبات (بالإنجليزية: Ovarian follicle)، وبوصولها لسنّ البلوغ يكون قد تبقى لها حوالي 200-400 ألف بويضة في كل مبيض، ينضج منها ما يقارب 300-500 بويضة طوال فترة الخصوبة وحتى الوصول إلى سنّ اليأس، بحيث تنضج بويضة واحدة في كل دورة شهريّة من أحد المبيضين، لتنطلق عبر قناة فالوب باتجاه الرحم في عملية تُعرف بالإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، وفي تلك الأثناء يزداد إفراز هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، الذي يقوم بدوره بتهيئة بطانة الرحم وزيادة سمكها، تمهيداً لانغراس البويضة في حال تخصيبها من قِبل أحد الحيونات المنويّة، أمّا في حال عدم تخصيب البويضة سينخفض مستوى هرمون البروجيستيرون، وتُذرف بطانة الرحم في فترة الحيض.[1][2]

يختلف الأمر قليلاً عند الذكور، إذ يُولد الذكر دون أن يوجد في جسمه أيّ حيوانات منويّة، لتبدأ عمليّة إنتاجها من الخصيتين عند البلوغ، إذ تقوم الخصيتين بإنتاج ملايين الحيوانات المنويّة يوميّاً، بمعدّل يصل إلى 1500 حيوان منويّ في الثانية الواحدة، وعند القذف تنطلق الحيوانات المنويّة ممزوجة بالسائل المنويّ (بالإنجليزية: Seminal fluid)؛ وهو سائل أبيض اللون، يساعدها على الحركة، ويمدّها بالتغذية اللازمة.[3][4]

كيفية حدوث التلقيح

بحدوث الإباضة، تنطلق البويضة إلى قناة فالوب، وتقضي فيها بعض الوقت، بحيث تكون قابلة للتلقيح لمدة 12-24 ساعة، تفقد بعدها فرصتها في حدوث التلقيح؛[5] ويمكن تعريف التلقيح (بالإنجليزية: Fertilization) على أنّه اندماج حيوان منويّ وبويضة، يحتوي كل منهما على نصف عدد الكروموسومات الطبيعيّ في الخلية البشريّة، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج بويضة مخصبة تحتوي على العدد الكامل من الكروموسومات، ويُطلق عليها مصطلح الزيجوت (بالإنجليزية: Zygote)،[6] وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية التلقيح صعبة ومعقدة، وتحدث على أربع مراحل رئيسية، وفيما يلي بيان لها:[7]

  • إعداد الحيوانات المنويّة: يُغلف رأس الحيوان المنوي بغشاء بلازمي، ويحتوي على عضي يُعرف بالأكروسوم أو الجسم الطرفي (بالإنجليزية: Acrosome)، يوجد في مقدمة الرأس، ويُعدّ مسؤولاً عن اختراق البويضة والسماح بحدوث الإخصاب، وفي الحقيقة عند دخول الحيوانات المنوية إلى المهبل، تكون غير قادرة على تخصيب البويضة، إلا بعد قضائها بعض الوقت في الجهاز التناسليّ الأنثويّ، واختلاطها بإفرازاته، لتحدث عملية تُعرف بتفعيل الحيوانات المنويّة (بالإنجليزية: Capacitation)، تتمثل بحدوث مجموعة من التغيرات تجعل الحيوانات المنويّة قادرة على اختراق البويضة.
  • ارتباط البويضة والحيوان المنوي: يحيط بالغشاء البلازميّ الخاص بالبويضة غطاء سميك يُعرف بالمنطقة الشفافة (بالإنجليزية: Zona pellucida)، يصعّب من وصول الحيوانات المنويّة إلى غشاء البويضة البلازميّ لتخصيبها، وبمجرد ارتباط رأس الحيوان المنوي بهذه المنطقة، يُحفّز حدوث تفاعل يُعرف بتفاعل الأكروسوم (بالإنجليزية: Acrosome reaction)، يفرّغ فيه الأكروسوم أو الجسم الطرفي ما يحتويه من إنزيمات تمكّنه من اختراق الطبقة السميكة الشفافة، وتتيح ارتباط الغشاء البلازميّ الخاص بالحيوان المنويّ بغشاء البويضة البلازميّ.
  • اندماج الحيوان المنوي والبويضة: بعد ارتباط غشائيّ البويضة والحيوان المنويّ ببعضهما البعض، يمكن أن تنتقل نواة الحيوان المنويّ وباقي العضيات المنويّة إلى سيتوبلازم البويضة، كما تتشكّل في هذه المرحلة طليعة النواة (بالإنجليزية: Pronucleus) الذكرية، وتندمج مع طليعة النواة الخاصة بالبويضة، ليشكلان معاً نواة واحدة محاطة بغشاء نووي جديد.
  • التنشيط أو استجابة البويضة: يحدث التنشيط بعد أن تتمّ عمليّة الإخصاب بشكلٍ مباشر، إذ تحدث تغيّرات في الطبقة السمكية الشفافة المحيطة بالبويضة تمنع اختراقها من قبل أيّ حيوان منويّ آخر.

ما بعد التلقيح

بمجرد حدوث التلقيح تبدأ البويضة الملقّحة بالانتقال عبر قناة فالوب وصولاً إلى الرحم، وتمر في عمليات من الانقسامات المتتالية لتشكّل ما يُعرف بالكيسة الأريميّة (بالإنجليزية: Blastocyst)، ويحدث الإنغراس في بطانة الرحم، وذلك بعد مضي 5-6 أيام من حدوث التلقيح، وتجدر الإشارة إلى أنّ 50% من الحالات تُفقد البويضة الملقّحة قبل موعد الدورة الشهريّة للمرأة ولا تستمر عمليّة الحمل، لذلك لا تشعر المرأة بحدوث التلقيح في هذه الحالة.[5]

أعراض الحمل الأولية

تختلف أعراض الحمل بين امرأة وأخرى، كما أنّها قد تتفاوت بين كل حمل والآخر لدى المرأة ذاتها، ومن المهم أن تتعلّم الحامل عن أعراض الحمل وطبيعتها، ومن الأعراض الأوليّة الشائعة لحدوث الحمل نذكر الآتي:[8]

  • غياب الدورة الشهريّة: يُعتبر غياب الدورة الشهريّة أو تأخرها عن موعدها أكثر أعراض الحمل الأولية شيوعاً، وهو ما يدفع أغلب النساء للقيام بفحص الحمل.
  • الغثيان: إذا إنّ الغثيان ثاني أكثر أعراض الحمل شيوعاً، وغالباً ما يبدأ بعد مضي 2-8 أسابيع من التلقيح، وعلى الرغم من أنّ الغثيان المرافق للحمل يُعرف بغثيان الصباح إلّا أنّه ممكن أن يحدث في أي وقت من اليوم.
  • حدوث تغيّرات في الثدي: يُعتبر هذا العرض ثالث أكثر أعراض الحمل شيوعاً، وتتمثل التغيّرات الحاصة في الثديين بانتفاخهما وزيادة حساسيّتهما، وقد تبدأ هذه التغيرات في وقت مبكر جداً؛ فقد تبدأ منذ الأسبوع الأول أو الثاني للحمل.
  • التنقيط أو النزف الخفيف: فمن الممكن أن تلاحظ الحامل حدوث تنقيط أو نزف خفيف بعد 6-12 يوم من الحمل، وهذا أمر طبيعي ولا يستدعي القلق أو الخوف، ويُعزى لانغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، إلّا أنّ النزف الشديد قد يدلّ على وجود مشكلة حقيقية ويستدعي مراجعة الطبيب على الفور، خاصة إذا رافقته أعراض أخرى مثل الحمّى، والقشعريرة، والمعاناة من تقلّصات تزداد شدتها مع مرور الوقت.[8][9]

المراجع

  1. ↑ "Understanding the Function of Your Ovaries", www.verywellhealth.com, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  2. ↑ "NCI Dictionary of Cancer Terms", www.cancer.gov, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  3. ↑ "How Is Sperm Produced?", www.healthline.com, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  4. ↑ "How Long Does It Take for Sperm to Regenerate? What to Expect", www.healthline.com, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  5. ^ أ ب "Conception: How It Works", www.ucsfhealth.org, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  6. ↑ "Fertilization", www.britannica.com, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  7. ↑ "FERTILIZATION", www.columbia.edu, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  8. ^ أ ب "Pregnancy Symptoms — Early Signs Of Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 22-11-2018. Edited.
  9. ↑ "Implantation Bleeding", www.webmd.com, Retrieved 22-11-2018. Edited.