كيف غرقت تايتانيك في الحقيقة
سفينة تايتنك
تُعتبر سفينة تايتنك أحد أكبر وأعظم الأجسام المُتحركة التي صُنعت في عصرها، حيث بدأ العمل على بنائها من قِبل شركة خط النجم الأبيض (بالإنجليزية: White Star Line) بمدينة بلفاست الواقعة في إيرلندا (المعروفة حالياً إيرلندا الشمالية)، واستمرت عملية الإنشاء والتأسيس مدة أكثر من عامين، ليَكتمل بناء السفينة العظيمة أخيراً في 1912م، وبلغت التكلفة الكاملة لبناء السفينة ما يُقارب 7.5 مليون دولار. ويصل طول السفينة إلى 270م، ويبلغ ارتفاعها أكثر من 28م،[1] واحتوى هذا البناء العظيم على عشرة طوابق، وثلاثة محركات ضخمة تعمل من خلال احتراق الفحم.[2]
بدأت سفينة تايتنك رحلتها الأولى من مدينة ساوثامبتون في إنجلترا نحو فرنسا، ومدينة كوينزتاون، وإيرلندا، ثمّ اتّجهت إلى الغرب نحو مدينة نيويورك، وقد حملت السفينة على متنها 1316 راكباً و885 من أفراد طاقمها، ولم يكن جميع الركاب من طبقة الأثرياء بل كان من بينهم عدد من المهاجرين من إيرلندا وألمانيا وبعض المناطق الأخرى، وقد انتهت رحلة هذه السفينة العظيمة بحادثة مأساوية أدت إلى وفاة 1514 شخصاً؛ بسبب اصطدامها بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي.[1]
كيف غرقت سفينة التايتنك
بدأت سفينة تايتانك رحلتها الأولى في 10 أبريل من عام 1912م،[3] حيث انطلقت من مدينة ساوثامبتون في إنجلترا متّجهة إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء الرحلة تلقى طاقم السفينة تحذيرات عبر الراديو اللاسلكي بوجود جبال جليدية بالقرب من السفينة مما دفع قبطان السفينة إلى تغيير مسارها إلى الجنوب مع إبقاء السرعة كما هي (22 عقدة)، واعتقد الطاقم أن باستطاعتهم تفادي الاصطدام بالجبل الجليدي بملاحظة التغيّر في حركة المياه عند الاقتراب منه، إلّا أنّهم لم يستطيعوا تحقيق ذلك؛ بسبب هدوء مياه المحيط في تلك الليلة، وسرعان ما شوهد جبل جليدي بالقرب من جزيرة نيوفاوندلاند في كندا، وبسبب السرعة العالية لم يتمكن القبطان من تغيير مساره، حيث اصطدم الجزء الأيمن من السفينة بالجبل الجليدي، وأدى الاصطدام إلى تلف كبير في أجزاء السفينة وتسرّب مياه البحر داخلها. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن السفينة غير قابلة للغرق، إلا أنها غرقت بعد بضع ساعات فقط من اصطدامها، حيث إن تصميم السفينة المتطور آنذاك واحتواءها على العديد من المقصورات المانعة لتسرب الماء لم يكن كافياً لإنقاذ السفينة من الغرق.[4]
تسلسل أحداث غرق التايتنك
فيما يأتي أهم الأحداث التي مرت بها سفينة تايتنك بداية من اصطدامها بالجبل الجليدي إلى أن وصلت قاع المحيط:[5]
- اصصدام سفينة تايتانك بالجبل الجليدي بتاريخ 14-04-1912 (الساعة 23:40): بدأت الأحداث المأساوية لغرق سفينة تايتنك بعد دقائق معدودة من اصطدامها بالجبل الجليدي، حيث بدأت كميات كبيرة من مياه البحر بالتسرب داخل السفينة مما أدى إلى طفو خمسة من الأعمدة المائية في السفينة والبالغ عددها 16 عموداً، وبناءً على ذلك قرر مهندس السفينة توماس أندروز بأن السفينة ستغرق قريباً.
- إطلاق قوارب النجاة بتاريخ 15-04-1912 (الساعة 12:30 بعد منتصف الليل): أصدر كابتن السفينة إدوارد جي سميث أوامر بإنزال مراكب النجاة لإنقاذ الركّاب، وتم إطلاق أول مركب محمَّل بالأطفال والنساء بعد عشر دقائق من وقت إصدار الأمر.
- انطفاء أضواء السفينة (الساعة 02:10 بعد منتصف الليل): استمرت عملية إخلاء الركاب إلى قوارب النجاة، حيث تم إطلاق 18 قارباً نجاة من أصل 20 قارباً متبقياً على السفينة، وغُمرت مقدمة السفينة بالمياه، وبدأ الجزء الخلفي من السفينة بالارتفاع والخروج من الماء، وحلّ الظلام في السفينة؛ بسبب انطفاء أضوائها.
- انقسام السفينة إلى جزأين (الساعة 2:17 بعد منتصف الليل): أدى الارتفاع الكبير في الجزء الخلفي من السفينة وزيادة الضغط عليها، إلى انقسام جسمها في الجزء الواقع بين المدخنتين: الثالثة، والرابعة، حيث انشطرت إلى نصفين.
- غرق مقدمة السفينة (الساعة 02:19-02:20 بعد منتصف الليل): بعد أن انشطرت السفينة إلى قسمين منفصلين، بدأ جزء المقدمة بالاختفاء تدريجياً ليصبح تحت الماء، وبقي الجزء الخلفي طافياً فوق الماء إلى أن غمرت المياه الغرف الخاصة بالماكينات، وفقدت المؤخرة توازنها، مما أدى إلى هبوط المرساة نحو قاع البحر.
- وصول أجزاء السفينة إلى قاع البحر (الساعة 02:22-02:24): هبط الجزء الأمامي من السفينة نحو القاع بسرعة تتراوح بين 40-64 كم/ساعة، إلى أن ارتطم بالقاع مما أدى إلى التوائه، أما الجزء الخلفي من السفينة فقد هبط نحو الأسفل بسرعة 96 كم/ساعة، ليرتطم أخيراً بالقاع عند عمق 2000 قدم بعيداً عن المقدِّمة.
التحقيقات التي أجريت حول غرق التايتنك
بعد حدوث مأساة غرق سفينة تايتنك والنتائج الكارثية التي نجمت عن ذلك، ظهرت الحاجة إلى معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى غرق السفينة، فتولت الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية التحقيق في ملابسات الحادثة، وبذلك بدأت الولايات المتحدة التحقيقات في 19 أبريل واستمرت إلى 25 مايو 1912، حيث أجريت مقابلات مع 80 شخصاً من الناجين، وقال أحدهم إن قبطان السفينة "سميث" لم يقلل من سرعة السفينة رغم وجود تحذيرات بوجود جبل جليدي، كما أن رُكاب السفينة أُصيبوا بحالة من الهلع والارتباك، وتم توزيع قوارب النجاة بصورة عشوائية وغير منظمة، وانتقدت التحقيقات الأمريكية الإجراءات المتسرعة لمجلس التجارة البريطاني وتساهله في التنظيم؛ إذ توصّلوا إلى أن السبب الرئيس الذي أدى إلى اصطدام السفينة هو عدم قيام كابتن السفينة بإبطاء سرعتها قبل حدوث الاصطدام، أما التحقيقات البريطانية فقد بدأت في أيار/مايو عام 1912م، وتوصلوا من خلال التحقيقات أن اصطدام السفينة كان بسبب السرعة الكبيرة التي كانت تسير بها.[4]
المرجع
- ^ أ ب "The Titanic: Facts About the 'Unsinkable' Ship", www.livescience.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
- ↑ "Titanic facts and figures", bbc.co.uk, Retrieved 20-7-2018.
- ↑ "The R.M.S. Titanic", www.nationalgeographic.org, Retrieved 17-7-2018. Edited.
- ^ أ ب "Titanic ship", www.britannica.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
- ↑ "مئوية سفينة تايتنك: رحلة إلى قاع المحيط"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.