كيف تحقق الإخلاص لله طب 21 الشاملة

كيف تحقق الإخلاص لله طب 21 الشاملة

الإخلاص لله

يعدّ الإخلاص لله -سبحانه- من أعظم وأجلّ الأساسات والأصول في دين الإسلام، كما أنّه أهمّ عملٍ من أعمال القلوب التي نصّ عليها الإيمان الذي يُعرّف بأنّه الإقرار باللسان مع الاعتقاد بالقلب والعمل بالأركان، ولذلك كانت أعمال القلوب أعظم من أعمال الجوارح؛ إذ إنّها الأساس لها، كما أنّ اعتقاد القلب يعد الفارق بين الإيمان بالله والإشراك به، فحقيقة الدين تتمثّل بالإخلاص،[1] وتجدر الإشارة إلى أنّ الإخلاص لله -سبحانه- شرطٌ من شروط قبول العمل من العبد؛ أي أنّ العمل لا يُردّ إن كانت تقوى الله والإخلاص له الأساس فيه، كما أنّ قبول العمل لا يرتبط بقدره، فقد يكون العمل كثيراً إلّا أنه لا يُقبل لعدم الإخلاص فيه، وقد يكون بسيطاً ويُقبل للإخلاص فيه، ولذلك يجدر بالعبد ألّا يزهد في أعماله مهما كانت بسيطةً.[2]

كيفية تحقيق الإخلاص لله

يمكن تحقيق إخلاص النية لله -تعالى- في الأفعال والأقوال وسائر الشؤون بالعديد من الأمور، يُذكر منها ما يأتي:[3]

وإجمالاً فالعبد الذي يسعى إلى نيل الإخلاص في النية عليه النظر في البواعث والأسباب التي تدفعه لأداء العمل، والحرص على أن تكون مشروعةً وصالحةً، وبذلك ينال العبد الإخلاص في النية والصلاح في العمل، مع الحرص على عدم تغيّر وتحوّل تلك البواعث والأسباب بعد الشروع في العمل، وعدم الإشراك في النية، فعلى سبيل المثال من رغب بتلاوة القرآن الكريم يمكن له أن يُخلص في نيته بإرادة وقصد عبادة الله، وعلم الفضيلة المترتبة على قراءة القرآن، ومعرفة المنفعة من التأمّل في آيات الله والتدبّر فيها، والطمع في نيل الشفاعة يوم القيامة، واستحضار أهمية تلاوة كلام الله، وأنّه من أحبّ وأهم الأعمال التي يمكن للعبد من خلالها التقرّب من الله -تعالى-.[12]

تعريف لفظي النية والإخلاص

في تعريف النية الخالصة لله -تعالى- يمكن تعريف لفظي النية والإخلاص كلٌّ على حدة، وتفصيل ذلك فيما يأتي:

تعريف النية

تعرّف النية في اللغة والاصطلاح كما يأتي:[13]

تعريف الإخلاص

يعرّف الإخلاص في اللغة والاصطلاح كما يأتي:[14]

أهمية وآثار إخلاص النية

يعدّ الإخلاص من أعمال القلوب المهمة، وتكمن أهمية أعمال القلوب في كونها الأصل في أعمال الجوارح، ومن أمثلة أعمال القلوب: محبّة الله تعالى ومحبة رسوله عليه الصلاة والسلام، والتوكّل على الله وحده والرجاء والخوف منه، أمّا أعمال الجوارح فتابعةٌ لأعمال القلوب،[15] ولذلك فإنّ للإخلاص في النية أثراً كبيراًَ في الدنيا والآخرة، يُذكر منها:[16]

ويُضاف إلى ما سبق من الآثار المترتبة على الإخلاص أنّه:[17]

حكم النية

إنّ الأعمال معتبرةٌ بالنيات، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)،[18] وقال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)،[19] فدلّ الحديث على أحد القواعد التي تدور عليها الشريعة الإسلامية، والتي تنصّ على أنّ "الأمور بمقاصدها"، والحكمة من إيجاب النية تتمثّل بتمييز الأعمال والأقوال؛ أي تمييز العبادات عن العادات، وتمييز ما لله -تعالى- عن غيره.[20]

أقسام النية

تتفرّع النية إلى نوعين من حيث حكمها، وبيان النوعين فيما يأتي:[21]

أهمية النية وأثرها في الأعمال

تكمُن أهمية النية في كونها أساس أي عملٍ، فإذا صلحت صلح العمل، وإذا فسدت فسد بها، كما أنّ بالنية الصالحة ينال العبد التوفيق والسداد من الله -تعالى- بأعماله،[23] وقد تشفع النية لصاحبها في نيل الأجر على العمل دون القيام به ذلك إن كانت النية حازمةً وجازمةً، فقد ينوي المرء القيام بعملٍ ما إلّا أن بعض الأمور قد تحول دون القيام به، ولكنّه يؤجر عليه بسبب النية وإن لم يفعله، وفي ذلك روى الإمام مسلم في صحيحه أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن سَأَلَ اللَّهَ الشَّهادَةَ بصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنازِلَ الشُّهَداءِ، وإنْ ماتَ علَى فِراشِهِ)،[24][25] كما أنّ العبد قد ينال بالعمل الواحد أجر عدّة أعمالٍ إن تعدّد قصده فيه، ومثال ذلك نيل أجر أداء سنة الفجر وسنة الوضوء وسنة تحية المسجد بأداء ركعتين فقط.[26]

مقاصد النية

شُرعت النية لتحقيق العديد من الغايات والمقاصد، يُذكر منها:[27]

المراجع

  1. ↑ د. قذلة بنت محمد القحطاني، "الإخلاص"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  2. ↑ د. أمين بن عبد الله الشقاوي (19/2/2014)، "قبول العمل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  3. ↑ جمّاز الجمّاز (21-12-2005)، "كيف السبيل إلى تحقيق الإخلاص ؟"، www.almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 3168، صحيح .
  5. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 10/226، إسناده حسن.
  6. ↑ سورة طه، آية: 7.
  7. ^ أ ب ت جامعة المدينة العالمية، كتاب الحديث الموضوعي - جامعة المدينة، صفحة 39-42، جزء 1. بتصرّف.
  8. ↑ سورة الإنفطار، آية: 10-12.
  9. ↑ سورة الإنفطار، آية: 13-14.
  10. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 33+ 37-40، جزء 1. بتصرّف.
  11. ↑ سورة البقرة، آية: 152.
  12. ↑ 20-2-2011 (20-2-2011)، "كيف أنوي العمل لله وكيف أحتسب الأجر فيه ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
  13. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 59-60، جزء 42. بتصرّف.
  14. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 26-27، جزء 1. بتصرّف.
  15. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 28، جزء 1. بتصرّف.
  16. ↑ عبد الله الرحيلي، كتاب طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين، صفحة 41-42. بتصرّف.
  17. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 140، جزء 2. بتصرّف.
  18. ↑ سورة البينة، آية: 5.
  19. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
  20. ↑ أبو العباس أحمد القرافي، الأمنية في إدراك النية ، صفحة 138-140. بتصرّف.
  21. ↑ "ينسى استحضار النية في معظم الأعمال"، www.islamqa.info، 24-1-2007، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  22. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 4344، أورده في صحيحه.
  23. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 29، جزء 1. بتصرّف.
  24. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن حنيف، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.
  25. ↑ "هل النية الحسنة تشفع لصاحبها ؟"، www.islamqa.info، 28-8-2005، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.
  26. ↑ "دليل المسلم الجديد - (18) النية باب الأعمال الصالحة والخيرات الوافرة"،www.ar.islamway.net، 23-10-2015، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.
  27. ↑ ناصر الحلواني (27-4-2009)، "النية روح العبادة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.