-

كيف تحقق الراحة النفسية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الراحة النفسية والصحة النفسية

إن الراحةَ النفسيّة أو التي يُطلق عليها في علم النَّفس الصحة النفسيّة مطلبٌ مهمٌ وضروري لتحقيقِ الاستقرار النفسي، والابتعاد عن الأمراض والاضطرابات النفسيّة، ويؤدي ذلك إلى تحقيق التوازن بين الصحة النفسيّة والاجتماعيّة والجسميّة، والمُحافظة على ديمومة هذا التوازن، بالإضافة إلى أن الفرد الذي يمتلك الرّاحة النفسيّة ويعيش بها يكون أكثر تمتعاً بعلاقاتٍ أُسرية واجتماعيّة سليمة، ويزيد ذلك من قدرته على الإنتاج والتعلّم، أمّا الطرف النقيض الذي يشير إلى وجودِ اختلالٍ في توازنِ واستقرار الحالة النفسيّة عند الفرد، وتعرضه للمشكلات المختلفة سواء كانت عاطفية ذاتيّة أو سلوكية، فهي تظهر بسبب عدّة عوامل بيئيّة وأسريّة وفرديّة تؤثّرُ في أداء الفرد العائلي والأكاديمي والاجتماعي، فتزعزع الاستقرار النّفسي وتدخل الفرد في دوامة من القلق والتوتر.[1]

كيفية تحقيق الراحة النفسية

تظهر المشكلة الحقيقيّة عند الفرد في مدى قدرتهِ على توظيف إرادتهِ الذاتية للوصول إلى حالةٍ من التوافق الذاتي؛ من خلال الالتزام بالتعاليم دينية، والأعمال المتنوّعة، والكفاح والصبر عند الإخفاق في توظيف الذات بشكلٍ تكيفي متلائم، فقد يدخل الفرد في حالةٍ من الضياع والضّعف لا تعود إلّا بعائداتٍ غير مفيدة له ولمجتمعه؛[2] لذلك ظهرت الكثير من الطُرق التي تساعد الفرد على تحقيق الراحة النفسية، ومن أهمها:

المحافظة على العبادات والصلوات

تُعدّ الصّلاة الرّباط الأوثق بين العبد وربّه، فعند وقوف الإنسان المؤمن بين يدي ربّهِ مُصلياً وخاشعاً ومستشعراً لضعفِهِ أمام الله عزَّ وجل يساعده ذلك على إزالة ترسبات الخوف والشحنات والانفعالات السلبيّة والتخلص منها، وتمنح الصَّلاة بشكلٍ عام الفرد طاقةً روحيةً تصلُ إلى قلبهِ وتزرعُ فيه الأمان والطمأنينة وتزيل عنه القلق وتهدئ نفسه، كما تساعد هذه الطاقة الفرد على التأملِ والتركيزِ أثناء خشوعه في صلاته؛ ممّا يصل فيه إلى حالةٍ من الاسترخاء العصبي والتخلص من التوتر.[3]

تعزيز الثقة بالنفس

يجب على الفرد دعم نفسه وشحنها بشكلٍ مستمرٍ بالثّقةِ والتقدير، ويكون ذلك من خلال التحديد الدَّقيق والواقعي للإمكانات والقدرات الموجودة لدى الفرد، وبناء صورة ذاتية منفردة كما يراها عن نفسه، ويساعده ذلك على التحرَّر من مجموعة الصور الذهنيّة التي يضعها الآخرون عنه، كما من المهم أن يُحدّدَ الفرد هدفه الذاتي ويسعى إلى تحقيقه؛ حيث يتوافق هذا الهدف مع قدراته وطاقاته واستعداداته كي لا يسبب له الشعور بالإحباط عند الفشل، بالإضافةِ إلى وجودِ أهمية لتقدير الذات بمكافئتها عند إنجاز المهام والنجاح في تنفيذ جميع أنواع الإنجازات، ويساهم ذلك في تعزيز الثقة بالنَّفس.[4]

التغلب على التوتر والخوف

يواجه الفرد في الحياة العديد من المخاوف والضغوط التي من الممكن أن تسببَ له الكثير من القلق والتوتر، إلّا أن الاستسلامَ للخوف والتوتر والعيش في إطارهما سيعيق الفرد عن ممارسةِ حياته بشكلٍ سوي ومستقر، فينبغي عليه مواجهة وتحديد مصادر الخوف وبواعثه، ومحاولة التغلب عليها وإدراكها والوعي بحقيقةِ حجمها والابتعاد عن تهويلها، فإن التمكنَ من التغلب على مشاعرِ الخوف وما يترتب عليها من قلق وتوتر يُحقّق للفردِ أكبر قدر ممكن من الراحة والصحة النفسيّة.[2]

تحقيق الراحة الجسمية

تُعدّ الدعائم الذاتية للراحةِ النفسية أمراً بالغ الأهمية، إلّا أنها لا تحقّق مطالبها إلّا من خلال الاهتمام بالجانبِ البيولوجي للبنيةِ الجسمية والماديّة للفرد، فجسمُ الإنسان يحتاج دائماً إلى الراحةِ والاسترخاء؛ لذلك هو بحاجةٍ إلى نيلِ قسطٍ كافٍ من النَّوم المنتظم والمريح والوافي، بالإضافةِ إلى أهمية ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية، والاهتمام بتطبيق نظامٍ غذائي مناسب، والمحافظة قدر الإمكان على تناول الطعام الصحي، ويشير ذلك إلى أن للعاداتِ الجسميةِ الصحية تأثيرها الواضح في الحالة العامة لصحةِ الفرد، كما ترفع قدرته على مواجهةِ الضغوط النفسيّة والحياتية المختلفة، والحصول على الراحةِ النفسيّةِ بأكبر قدر ممكن.[4]

التحلي بالإيجابية

يظهر التحلي بالإيجابيّة من خلال محافظة الفرد على الاستجابات والتصرفات الإيجابية والمتفائلة للحفاظ على الحالة النفسية الجيّدة والصحيّة، ويستطيع الفرد الوصول إلى المستويات المطلوبة من الإيجابيّة؛ من خلال الحدّ من التفكير بالطُرقِ والأنماط السلبيّة تجاه المواقف والضغوط الحياتيّة، كما من المهم الحفاظ على مستوى التعامل البناء مع المشكلات وعدم التفكير بها وحدها دون التفكير في الوصول إلى حلولها.[5]

عدم مقارنة النّفس مع الآخرين

يجب على الفرد تجاهل مقارنة نفسه مع الآخرين؛ لأن ذلك يكوّن انطباعات غير بناءة عن النَّفس، فوجود المقارنة تدفع الفرد إلى التقليل من تقدير مواهبه وقدراته وإنجازاته الذاتية التي يمتلكها، فالمقارنة في جميع مجالاتها واتجاهاتها قد تقود الفرد إلى بناء مستويات ذاتية من الرّضا الزائف، أو إلى الشعور بالإحباطِ والفشل، وعموماً إن لكلِّ فرد قدراته الخاصّة ومهاراته الذاتية التي يتميّزُ بها؛ لذلك من الأفضل أن يُقارنَ الفرد نفسه مع نفسهِ بإنجازاته السابقة وإنجازاته الحالية؛ أي مقارنة ذاته كيف كانت وكيف أصبحت.[5]

إعادة إحياء العلاقات الاجتماعية

يجب أن يهتمَّ الفرد بضرورةِ إعادة إحياء علاقاته الاجتماعيّة؛ لأن ذلك مفيد لحالته النفسية العامة، فمن الضروري استغلال الأوقات المتاحة قدر الإمكان للتواصل مع العائلة والأصدقاء، وممارسة النشاطات الترفيهية البسيطة كالخروج مع الأصدقاء وتناول الطعام برفقتهم.[6]

الابتسامة

إن الابتسامةَ الصادقة والحقيقية النابعة من القلب تُعدّ رمزاً للصحةِ السليمة والسوية، كما أن الابتسامةَ سرٌّ من أسرار الجاذبية، وطريق مختصر وسهل إلى القلوب، كما أنها تمتلك نوعاً من أنواع الطاقة المُعدية التي تنشر السعادة والأمان تجاه الآخرين.[7]

المراجع

  1. ↑ فيكرام باتل، الصحة النفسية للجميع (الطبعة الأولى)، صفحة 322. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. سيد صبحي (2001)، راحة البال والشباب (الطبعة الأولى)، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، صفحة 43، 44، 53. بتصرّف.
  3. ↑ "ُأثر الصلاة في العلاج النفسي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب " صحتك النفسية ومقاومة الضغوط .. كيف تعزز مناعتك النفسية؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2018. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "كيفية التحسين من صحتك النفسية"، ar.wikihow.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "كيفية أخذ يوم للصحة النفسية دون الشعور بالذنب"، ar.wikihow.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2018. بتصرّف.
  7. ↑ "الابتسامة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2018. بتصرّف.