كيف تكون مواطناً صالحاً
المواطن
كلمة المواطن مشتقةٌ من الوطن، وهو المكان الذي يستوطنه الإنسان، ويُقيم فيه، ويؤسّس حياته وحياة من بعده، داخل حدوده الجُغرافية، كما يحمل المواطن محبّة وطنه، والحرص عليه؛ أينما ارتحل خارجه، ومهما بعدت بينهما المسافات؛ وذلك بدافع الانتماء الوطنيّ والوجدانيّ.
كيفيّة التمتع بصفة المواطن الصالح
على الرغم من إطلاق كلمة مواطن على من يولد ويسكن أرض الوطن؛ إلا أنّ المواطن الحقيقيّ؛ هو من يتمتع بصفة الصلاح قولاً وفعلاً؛ وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن كيفيّة التمتع بصفة المواطنة الصالحة.
الانتماء
تنمية الشعور بالانتماء تجاه الوطن وذلك؛ بالحرص على الممتلكات العامة من التخريب أو النهب، وحفظ النظافة في الأماكن العامة؛ كالمتنزهات، والشوارع، والمستشفيات، واحترام مرافق الدولة ومؤسساتها العاملة؛ وحفظ أمانات المواطنين، إذا ما كان المواطن يعمل في المؤسّسات الحكومية، التي تُقدّم الخدمات العامّة للجمهور؛ كالمجالس البلدية، والأمانات العامة، بالإضافة إلى تسيير مصالح الناس في المؤسّسات الحكومية وغيرها، كاحترام دور المراجعين في المستشفيات الحكومية، وعدم التحيّز للأقارب أو الأصدقاء بهذ الخصوص؛ وعلى أساس المسؤوليّة الاجتماعية التي يتحمّلها المواطن، تُعطى الأولوية لمن يعانون من مشكلاتٍ صحيةٍ صعبة.
احترام القوانين
احترام القوانين والأنظمة العامّة التي تسنّها الدولة، ويطبّقها المواطنون؛ من أجل تحقيق العدالة، ونشر قيم الالتزام، وتنظيم متطلبات المواطنين، وضمان حصولهم جميعهم على الحقوق، وتحمّلهم الواجبات تجاه بعضهم البعض وتجاه الوطن؛ ومن ذلك احترام القوانين الخاصة بالسكن، والزواج، والميراث، وقوانين الأملاك، وقوانين الحرية الشخصية، إضافةً إلى القوانين الخاصّة بأمن الوطن وسلامته، وعدم الإخلال بالنظام العامة.
التواصل مع المؤسسات
الاجتهاد في تحصيل العلم والمعرفة
ذلك لتسخيرها في خدمة الوطن، وتطوير مجالات الحياة فيه؛ فلا يُمكن النهوض بالمستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي في بلدٍ ما، دون أن يتمتع أفراده بالعلم؛ الذي يُمكّنهم من تحقيق التطوّر والتقدّم.
تقديم الصورة الحسنة
يحرص المواطن الصالح على حُسن تمثيل الوطن في الخارج؛ فيخطئ بعض المواطنين عند السفر خارج أوطانهم عندما لا يُبدون التزاماً بقوانين الدولة المُضيفة، أو احتراماً لمرافقها وممتلكاتها، وعاداتها وتقاليدها.
المشاركة في الأنشطة التطوعية
التطوّع كالتبرع بالدم، وتنظيف الشوارع، وحملات قِطاف الزيتون، بالإضافة إلى الانخراط في صفوف الجيش الوطني؛ عندما يتعرّض الوطن لأيّ تهديدٍ خارجي، أو مسٍ بسيادته الوطنيّة وأمنه العام.
دور الأُسرة والمؤسّسات صلاح المواطَنة
تلعب الأُسرة دوراً رئيسياً في غرس محبة الوطن، في نفوس أفرادها منذ الصِغر، وتعليمهم كيفيّة الانتماء إليه، خلال ممارستهم على أرض الواقع؛ فالأُم توجّه أطفالها للمحافظة على نظافة الأماكن العامّة، حين تصطحبهم للتنزّه فيها، والحفاظ على مكوّناتها من العبث أو التخريب، وللمدرسة حصّةٌ كبيرةٌ أيضاً في هذا الصدد؛ فالمعلم يُربي تلاميذه ويعلمهم على الحفاظ على نظافة المدرسة، وحبُّ التعلم فيها، كونها واحدة من مكونات الوطن الكبير، الذي يعيش فيه الأفراد جنباً إلى جنب.
يتمتع الإعلام بسلطة المؤثر على عقول الناس وقناعاتهم؛ بل هو من يشكل الرأي العام في كثيرٍ من الأحيان؛ وهنا الإعلام سيف ذو حدين؛ فلوسائله والقائمين عليه، خيار توحيد صفوف المواطنين، والتفافهم حول المصلحة العليا للوطن، أو تركهم للفتنة والفُرقة.