كيف تكون ولياً لله
الولاية لله تعالى
يسعى المسلم في حياته إلى أن يكون وليًّا صادقًا لله تعالى، فالولاية لله تعالى هي أعظم ما يتمنّى المرء بلوغَه في الدّنيا، فحينما يتولّاك الله فذلك يعني أنّه سيكفيك همّك، ويرعاك ويحفظك برحمته وفضله وكرمه، وينصرك في المواطن التي تبتغي فيها النّصر، ويُعينك على شدائد الأمور، ويُفرّج عنك كرب الدّنيا، ويزيل عنك همومَها، فكيف يكون الإنسان المسلم وليّاً لله تعالى؟
كيفيّة تحقيق الولاية لله تعالى
- الإيمان الصّادق بالله تعالى: الإيمان محلّه القلب، وهو الاعتقاد القلبيُّ الجازمُ بالله تعالى وأنّه هو المُستحِقُّ وحده للعبادة، وتوحيده سبحانه توحيدًا خالصًا من الشّرك ظاهره وخفيّه، وبما يشتمل على أنواع التّوحيد؛ وهي: توحيد الألوهيّة، وتوحيد الرّبوبيّة، وتوحيد الأسماء والصّفات.
- الإخلاص في العمل: المسلم الذي يسعى للولاية الصّادقة لله تعالى ينبغي عليه أن يُخلص في أعماله وعباداته، والإخلاص يدلُّ على صفاء النّية وصحة التّوجُّه والقصد.
- لزوم الطّاعات والاجتهاد في العبادات: من صفات ولي الله أنّك تراه يجتهد في العِبادات ويتنفّل فيها صيامًا، وصلاةً، وصدقة، فهو يُدرك أنّه كلّما تقرّب إلى الله تعالى بتلك الأعمال الصّالحة والعبادات تقرّب إليه الله تعالى بدرجة أكبر كما جاء في الحديث القدسي الشّريف.
- البعد عن المنكرات والمعاصي والآثام: يحرص وليّ الله على الابتعاد عمّا حرّمه الله تعالى؛ لأنّه يُدرك أنّ ذلك يُوصله إلى رضا الله تعالى، ويحقّق له مَحبّته وولايته.
- أن يكون حبّه وبغضه في الله تعالى: وليّ الله لا يحبّ إلاّ في الله، ولا يُبغض إلاّ في الله؛ فإنّ رأى مُسلمًا صادقًا أحبّه في الله، وإن رأى مُسلمًا عاصيًا أبغض عمله لأجل الله، وفي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) [صحيح].
- ترك تولّي الظّالمين والكافرين والمنافقين: المسلم الذي يبتغي ولاية ربّه لا يتولّى أعداء الدّين والمنافقين مُبتغيًّا العزّة عندهم، بل يتولّى مَن بيده نواصي العباد، ومن هو أمره بين الكاف والنّون، قال تعالى (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) [المائدة:51] .
ثمرات الولاية لله تعالى
لا شكّ بأنّ الولاية لله تعالى لها ثمارٌ كثيرة للمسلم؛ فمن تولّى الله أكرمه الله بحياةٍ طيّبة في الدّنيا، وأبعد عنه ضنك العيش وهمّ الدّنيا وحزنها، وأزال عنه الخوف من المستقبل، وأنعم عليه بالبُشرى الحسنة في الدّنيا من رؤى صالحةٍ صادقةٍ أو كلامٍ حسنٍ يسمعه من النّاس، وفي الآخرة يُدخله ربّ العالمين جنّات النّعيم.