كيف تكون سياسياً بارعاً
السياسة
يُعتبَر عِلم السياسة أحد أهم العلوم الاجتماعية الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين[1]، حيث إنّ السياسة نشاط إنساني، كما أنّها من العلوم التي تتعلَّق بفنّ الحُكم؛ إذ يتحكَّم الأفراد من خلالها بالأمور التي تتعلّق بشؤون الدولة وفروعها، سواء كان الأمر يتعلَّق بالتنظيم، أوبالإدارة، وهي تعمل على تنظيم علاقة الدولة مع غيرها من الدُّول، وقد عرَّفها ماكس فيبر عام 1948م بأنّها الإمكانيات التي يمتلكها الإنسان بهدف إقامة علاقات اجتماعية، يَفرِضُ بها إرادته على الآخرين حتى وإن قاوموا ذلك، دون النَّظر إلى الأُسُس التي قامت عليها تلك الإمكانيات.[2]
وتُشتَقُّ كلمة السياسة (بالإنجليزيّة: Political) من اللفظ (Polis) ذي الأصل الإغريقيّ القديم، ويعني باللغة العربية (دولة المدينة)، كما يُمكن تفسير هذا المفهوم في ما يتعلَّق بجميع شؤون الدولة بشكل عامّ، وشؤون الحكومة بشكل خاصّ، ولا بُدّ من التطرُّق إلى مفهوم الدولة لدى تعريف السياسة؛ وذلك لأنّ الحكومة هي الأساس الذي تقوم عليه الدولة، كما أنّه يجب الحديث عن المفعول السياسي في البلاد والدَّور المُهمّ للسُلطة في صناعة القرار.[1]
كيفية تحوُّل الإنسان إلى سياسيٍّ بارع
يُثير مفهوم السياسة روح التحدِّي لدى لإنسان، حيث يُعتبَر العمل في ذلك الحقل من الأمور المُجزِية، وخاصّة إن كان ترشُّح الإنسان لأحد المناصب السياسية قد تمّ بشكل رسميّ، وعندما يتمكَّن الإنسان من الدخول إلى هذا الحَقل، لا بُدَّ من أن تكون لديه القُدرة على صُنع تغييرات داخل المجتمع الخاصّ به، مع ضرورة صُنع الخيارات المناسبة للحصول على حملة انتخابية ناجحة، يستطيع من خلالها جَذب الكثير من المُنتخِبين على المُستوى المحلّي أو الدولي، كما يمكن أن يكون الإنسان بارعاً في السياسة عند اتِّباعه للخطوات الآتية:[3]
تعلُّم المهارات الضرورية
يجب أن يتعلَّم الإنسان الراغب في العمل كسياسي العديد من المهارات الضرورية للنجاح في هذا الحَقل، وتتمثّل تلك المهارات في النقاط الآتية:[3]
- يصبح الإنسان قادراً على الدخول إلى الحَقل السياسي ، إذا كان يمتلك التعليم اللازم لتحقيق ذلك، فعلى سبيل المثال عليه أن يكون حاصلاً على درجة الثانوية العامّة على الأقلّ، أمّا في حال امتلاكه لشهادة جامعيّة ذات علاقة بالمجال السياسيّ ومن جامعة مُعترَفٍ بها كشهادة البكالوريوس في تخصُّص عِلم السياسة مثلاً، فإنّ ذلك من شأنه أن يجعلَه على دراية تامّة بالعملية السياسيّة، وكيفيّة سَيرها، كما أنّ ذلك يعطيه ميزة إضافية تتمثَّل في نَيله للمزيد من الأصوات خلال فترة الانتخابات.
- يكون الإنسان قادراً على النجاح كسياسيّ، إذا كان يمتلك القُدرة على التحدُّث بثقة ولباقة أمام حشود المُنتخِبين؛ ولهذا يجب أن يحصل على بعض الدروس في فنّ الخطابة.
- يساعد الخَوض في تجارب النقاش والمُواجَهة مع الأشخاص الآخرين، على تحسين المهارات التي من شأنها تحسين عملية مُواجَهة المُرشَّحين المُنافِسين في الحقل السياسيّ.
- تساعد الثقافة والإحاطة بجميع الأخبار السياسية التي تَحدثُ داخل المجتمع المَحلّي على امتلاك السياسي للمهارة اللازمة والضرورية، ومن المُمكن معرفة تلك الأخبار عن طريق المُتابَعة الدائمة لصفحات السياسيّين الآخرين على وسائل التواصُل الاجتماعيّ، أو مُتابَعة المواقع السياسيّة الرسمية، والموجودة على شبكة الإنترنت بشكل يوميّ.
صناعة شخصية عامّة قوية
يجب أن يمتلك السياسيّ شخصية عامّة ذات أثر قوي داخل مجتمعه المحلي، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق اتِّباع هذه الخطوات:[3]
- أن يعمل السياسيّ بشكل فعّال في مجتمعه المحلّي، بحيث يبدأ من الصفر، ويتابعُ خطواته في هذا المجال؛ حتى تُصبح لديه القُدرة على الترشُّح لأحد المناصب السياسية في المُستقبل.
- أن ينضمَّ السياسيّ إلى أحد الأعمال التطوُّعية التي تتمّ داخل مجتمعه المحلّي، وأن يحرصَ على صُنع المبادرات السياسية المُتعلِّقة به.
- أن يتواصلَ السياسيّ مع عدد من قادة المجتمع المحلّي، ويكوّنَ علاقات جيدة معهم؛ بهدف الحصول على المساعدة فيما يتعلَّق بتأسيس الحملات الانتخابية بطريقة مناسبة، أو الحصول على المساعدة من تلك العلاقات.
- أن يشارك السياسيّ في النقاشات التي تتحدَّث عن الأحداث المحلّية، مع استغلال الفُرَص، بهدف إجادة القدرات الخاصة بالتحدُّث والتحاوُر أمام العامّة، حيث يجب أن يُظهِرَ الإنسان السياسيّ براعتَه في النقاشات أمام أعيُن العامّة كلّما أُتِيح له ذلك.
- أن يكون حضور السياسي قويّاً على شبكات التواصُل الاجتماعيّ، ويكون ذلك من خلال وَضع المواد التي تساعده على الترويج لذاته من الناحية السياسية، حتى يكون حضوره دائماً أمام العامّة، ويُمكنه صُنع حساب على بعض مواقع التواصُل الاجتماعيّ بحيث يكون الحساب مُرفَقاً بصورة مأخوذة على يَدَي مُختَصٍّ بالتصوير.
الترشُّح لمنصب سياسيّ
ما إن يتمكَّن الإنسان من تحقيق جميع النقاط السابقة، حتى يصبح مُستعِدّاً لشقِّ الطريق من أجل الترشُّح إلى مناصب سياسية في مجتمعه، ومن المُمكن القيام بذلك عن طريق اتّباع هذه الخطوات:[3]
- أن تكون بداية الإنسان السياسيّ من المُستوى المحلّي، مع السَّير خطوة بخطوة من أجل الوصول إلى المناصب الوطنية في البلاد، وقد تحتاج هذه الطريقة إلى أعوام مُتعدِّدة، إلّا أنّها من الطُرُق الناجحة التي سار عليها مُعظم السياسيّين الناجحين في مجالهم؛ لذا يجب أن يُركِّز الإنسان الراغب في الترشُّح لأحد المناصب السياسية على بناء ذاته كسياسيّ محلّي، والعمل على ذلك المنصب ليتمكَّن من الوصول إلى مناصب سياسية أكبر، فقد تكون البداية من خلال الترشُّح للمناصب الصغيرة، مثل: منصب العمدة، أو منصب داخل مجلس المجتمع.
- أن يمتلك المُرشَّح فريقاً سياسيّاً خاصّاً به؛ لتنفيذ بالمهامّ السياسيّة، بحيث يكون ذلك الفريق مُكوَّناً من عدّة مدراء، منهم المدير الخاصّ بالحملة، ومدير خاصّ بالتسويق مع وجود عدد من المُتطوِّعين، ومدير خاص بهم، ومن المُمكن طَلب المُساعدة من الأصدقاء، أو العائلة للقيام بدور الفريق.
- أن يحرصَ الإنسان السياسيّ على تطوير المنصة السياسية الخاصة به، حتى تكون الحملة الانتخابية الخاصة به مُميَّزة، كما يجب أن تذكرَ الحملة التفاصيل الخاصة التي تتعلَّق بالمجتمع، مع التحدُّث عن التوقُّعات المُتعلِّقة بالدور الانتخابي، وذِكر الطريقة التي يجب الالتزام بها من أجل تحقيق تلك التوقُّعات.
- أن يضعَ مدير التسويق الخاصّ بالحملة الانتخابية استراتيجية من أجل عملية التسويق؛ لأنّ هذا الأمر يساعد في الإعلان عن المنصة الانتخابية، وتتمثَّل الاستراتيجيات التسويقية في صُنع موقع خاصّ بالحملة على شبكة الإنترنت، أو طَبع البروشورات، وتوزيعها في كلّ الأنحاء.
المراجع
- ^ أ ب أ.هادي الشيب، د.رضوان يحيى (2017)، مقدمة في علم السياسة والعلاقات الدولية (الطبعة الأولى)، برلين - ألمانيا: المركز الديمقراطي العربي، صفحة 9، 10. بتصرّف.
- ↑ ستيفن د. تانسي، نايجل جاكسون (2016)، أساسيات علم السياسة (الطبعة الأولى)، دمشق- سوريا: دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 28-29. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "How to Become a Successful Politician"، www.wikihow.com، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2018. بتصرّف.