كيف تكون مخلصاً لله

إخلاص العمل للهيجدر بالمسلم أن يبتغي رضى الله عز وجل فقط، وأن يحتسب عمله لوجهه تعالى لا لسماع عبارات المديح أو الثناء، ولا لينال من خلال العمل شُهرةً أو

إخلاص العمل لله

يجدر بالمسلم أن يبتغي رضى الله عز وجل فقط، وأن يحتسب عمله لوجهه تعالى لا لسماع عبارات المديح أو الثناء، ولا لينال من خلال العمل شُهرةً أو مُكافأةً، ولا تقديراً، وأن لا يبتغي فيه إلا وجه الله، فلا يهمّه إن شكره الناس، أو أعجبهم عمله أم لا، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً"[1] بالتالي فإنّ هذا الشرط أحد شروط الإخلاص في العمل. [2]

إخفاء العمل

يكون تحقيق الإخلاص لله بإخفاء العمل، حيث إنّ المُخلِص في أعماله والصادق في آدائها يُحبّ إخفاء حسناته كما يُحب إخفاء سيئاته؛ فكُلّما أبقى عمله بينه وبين نفسه كلّما كان أكثر إخلاصاً وأقرب للقبول، وفي حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: "سبعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ ـ كان ـ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه".[3]

ذكر الحديث صنفاً من أصناف الناس وهم الذين يُخلصون في أعمالهم من خلال إخفائها عندما قال:" ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه"، وشملهم ضمن السبعة الذين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه.[4]

قيام الليل

يُعدّ قيام الليل من أكثر الأمور التي تُحقّق الإخلاص لله عز وجل، فقد أوصى الله تعالى نبيّه الكريم بالحرص على قيام الليل فقال في كتابه: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"[5] بالتالي فإنّ قيام الليل أحد وسائل إخلاص المسلم لله تعالى؛ وذلك لأنّ صلاته، وعبادته تكون بالخفاء، فهو بعيد عن الرياء في العمل، وحُبّ الظهور، وإرضاء الناس، فهو يُصلّي صلاته والناس نيام حرصاً على العمل الصالح، فهو يحرم نفسه من الراحة في الليل ابتغاء مرضاة الله ووجهه.[6]

تذكر وحشة القبر

يجب على المسلم أن يستذكر ما بعد الموت، وأنّه سيكون في القبر دون أنيس، فأمره كلّه بيد الله وحده، ولا ينفعه فيه بشر أبداً، وأنّ عمله الصالح هو الذي يرفعه عند الله، ولن يُنجيه سوى إخلاصه في عمله لخالقه عز وجل، ويقول ابن القيّم في كتابه (طريق الهجرتين): "صدق التأهّب للقاء الله من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته، فإنّ من استعدّ للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها".[4]

المراجع

  1. ↑ سورة سورة الإنسان، آية: 9.
  2. ↑ "الإخلاص لله تعالى"، www.muhammad-pbuh.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن ابن هريرة، الصفحة أو الرقم: 7338.
  4. ^ أ ب عبد المحسن القاسم، "الإخلاص لله طريق السعادة"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الإسراء، آية: 79.
  6. ↑ يحيى الطاهر ناعوس (2-9-2013)، "كيف أكون مخلصا؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2018. بتصرّف.

المقال السابق: كيف نعالج الغدة الدرقية
المقال التالي: كيف صلاة التسبيح

كيف تكون مخلصاً لله: رأيكم يهمنا

0.0 / 5

0 تقييم

5
(0)

4
(0)

3
(0)

2
(0)

1
(0)