-

كيف أكون مخلصاً لله

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أعمال القلوب

يعدّ الإخلاصُ من أهمّ أعمال القلوب؛ لأنّ العملَ الصالحَ يذهبُ هباءً منثوراً ما لم يكنْ خالصاً للهِ تعالى ولو كان بقدر جبلِ أحد. يقولُ شيخ الإسلام: (والأعمالُ الظاهرةُ لا تكونُ صالحةً مقبولةً إلا بتوسّطٍ عملِ القلب). لذا وجبَ على كلّ مسلمٍ ومسلمة الاعتناءُ بهذا الجانبِ وتربية نفوسِهم على الإخلاص في أعمالهم الصالحة، والاقتداء في ذلك بالسلفِ الصالح الذي يروون لنا دروساً عظيمة في الإخلاص؛ فقد كانوا يُخفون أعمالهم حرصاً على نقاءِ إخلاصهم.

كان ابنُ عيينة يحدّثُ الناسَ بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ويبكي بشدّة، فيضعُ عمامته على عينيه ويُبدي لهم أنّ ذلك بسبب الزكام، كما كان شريحُ القاضي يجلسُ في بيته يومَ الجمعة ويعملُ من الأعمال ما لا يدريه أحدٌ من الناس، وغير ذلك من القصص الكثيرة، كلّها تشحذ هممنا لنكونَ من المخلصين، إضافة إلى نصائحَ أخرى تعينُنا على الإخلاص والتي سنذكرُها في هذا المقال.

الإخلاص

  • ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الزمر: الآية: 11-12]
  • (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).

الإخلاصُ هو صدقُ التوجّه لله تعالى، بحيث يكونُ العمل خالصاً لوجه الله وحده، لا تشوبه شائبةٌ، ولا يُخالطه حبّ ملاحظة البشر وإعجابهم ومديحهم، بحيث ينشغلُ القلب بالله تعالى وينصرفُ عمّا سواه، وكذلك إخلاص النيّة له.

كيفيّة تحقيق الإخلاص

  • موافقة العمل للقرآن والسنة.
  • مجاهدة النفس ومحاسبتها على الدوام، وعدم الاكتراث بها والانصياع لرغبتِها للرياء وحبّ المدح والتحدّث بالطاعات.
  • التوجّه بقلبٍ كلّه تعلقٌ بالله تعالى ودعائه دائماً للإخلاص له، وعونه في ذلك.
  • تجديدُ النيّة بشكلٍ دائمٍ، وتصحيحها كلّما شابتها شائبة.
  • الحرصُ على القيام العمل الصالح والطاعات سرّاً.
  • استشعار ألوهيّة الله وأنّه وحده من يُبتغى رضاه وأنّ الثواب من عنده فحسب.
  • الاستحياء من الله تعالى في أن يكون له شركاء وأنداداً.
  • الشعور بمقت الله -عزّ وجل-، وبذهاب ثواب العمل وإحباطه نتيجة ابتغاء السمعة والرياء.
  • الإكثار من الطاعات الخفيّة، والتي لا حظوظ للنفس فيها، كصدقة السر وقيام الليل.
  • مرافقة أهل الإخلاص.
  • تصغير العمل مهما بدا عظيماً، وعدم العجب به.
  • الخوف والوجل من عدم قبول الله تعالى للعمل.

ثمرات الإخلاص

  • الفوز بشفاعة رسولنا الكريم محمّد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.
  • الفوز برضا الله تعالى ومحبته.
  • قبول الأعمال والفوز بالجنة.
  • مغفرة الذنوب والسيئات والنجاة من النار.
  • تفريج الهموم والغموم والكربات.
  • النجاة من غواية الشيطان وإضلاله، فلا سلطان له على العبد المخلص.
  • الفوز بنصر الله وتمكينه.
  • استجابة الدعاء وقبوله.