-

كيف تكون صادقاً مع الله

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصدق مع الله ، هو من علامات الإيمان ، والإيمان ليس بالتمني ، والمظاهر ، وانّما من يقين القلب ، وأن يكون الصدق مع الله من خلال الطاعات والخلق الحسن ، والايمان بالله تعالى ورسله وكل ما أوتي به مما علمنا اياه رسول الله عز وجل ، قال تعالى " (ليْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس ) " . البقرة ، آية 177.

وعلاقة العبد مع ربه يساعد المرء في جميع أمور حياته الدّينوية والآخرة ، والأهم أن يكون في النية الصّافية والخالصة كلّها لله ، فالصّادق مع ربّه يبلغ ما صدقه في نيته ، ولهم كل الخير في الدنيا والآخرة ، " فعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) . رواه مسلم .

كما أن الصدق مع الله ينجي العبد من الشدائد ، كما نجى الله سيدنا يوسف من عذاب السجن وهو مظلوم ، ونجاة سيدنا اسماعيل من الذبح حين صدق نبي الله ابراهيم في تنفيذ الرؤيا بذبح ابنه ، لقوله تعالى " (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ.قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ.وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) . كما كان نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم من اعظم الصادقين حتى لقبه اهل قريش بالصادق الأمين .

فحتّى تكون صادقاً على المرء المسلم أن يكون صادقاً مع الله ومع النّاس ، فالصّدق مع الله بإخلاص الأعمال كلّها لله ، وأمّا مع النّاس بأن لا يكذب المسلم على غيره ، وقد روى رسول الله " . رواه أحمد .(( كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب.

من هم الصادقون ، يصبرون على حكم الله ويطعونه في كل أوامره ، والإبتعاد عن نواهيه ، وتكون الحياة الدنيا هي آخر اهتماماتهم ، وترفعو عن مكاسب الدّنيا ، ومن يرغب في رحمة الله وطاعته ؛ يسارع في عمل الخيرات والتسابق الى مجالس العلم ، والحفاظ على قراءة القرآن ، وقيام اللّيل وغيرها من الطاعات حتى يحبه الله في نفسه ، كالحديث القدسي ، " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ " . رواه البخاري .