كيف تصبحين زوجة صالحة طب 21 الشاملة

كيف تصبحين زوجة صالحة طب 21 الشاملة

الزوجة الصالحة

تتساءل الكثير من الفتيات المُقبلات على الزواج عن الطريقة التي يستطعن من خلالها أن يَكُنّ زوجاتٍ صالحات، وهوَ أمرٌ ليسَ بالسهل؛ فعلى الزوجة أن تكونَ على قدرِ المسؤولية حتّى تتمكّن من تحمُّل كافّة التزاماتها وواجباتها الزوجيّة على أكمل وجه، وهذا الأمر لا يتوقّفُ فقط على الزوجة إنّما هوَ أمرٌ قائمٌ على أداء الحقوق والواجبات من الزوج والزوجة، فيجب على كلٍ منهما أن يعلم حقوقه فلا يطلب أكثر منها، وعليه أن يعلم واجباته فيؤدّيها كما ينبغي عليه أداءها، والمرأة المسلمة ينبغي أن تكون حكيمةً تَزِنُ الأمور بعقلانية، ويجب أن تَظهر الحكمة في تصرّفاتها جميعها مع زوجها؛ حيث إنّ الإنسان بطبعه تأسره الكلمة الطيبة، ويلين بالمعاملة الحسنة.

إنّ المرأة الحكيمة تبتعد عن كل ما يسيء لزَوجها أو يجعله يَغضب منها أو ينفر من تصرفاتها، ويجب عليها كذلك أن تتخلّص من كل ما يزعجه من أفعال وأقوال وعادات يرفضها أو يكرهها، وأن لا تُحاول فرضَ تلك العادات عليه، وإظهار شخصيتها ونفي شخصيته، فكل ذلك يقع من الرجل موقعاً صعباً، كونه مجبولاً على إطاعة المرأة له وسيرها تحت ظله، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى قد جعل القوامة للرجل وأوكل مسؤولية بيته وأهله له، قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)،[1] فلا ينبغي على الزّوجة منازعة الرجل في ذلك وإشعاره بالنقص خصوصاً أمام أمثاله من الرجال مما يدفعه للانفعال والغضب، وحتى تكون الزوجة صالحةً طائعةً لربها وزوجها يجب عليها القيام ببعض الأمور وإتمام واجباتها تجاهه، وإحسان التعامل معه.[2]

كيفَ تصبحين زوجةً صالحة

من خير ما ذُكر في صفات الزوجة الصالحة ما أوصت به زوجة عوف بن محلم الشيباني ابنتها أم إياس حين عقد قرانها على عمرو بن حجر حيث قالت لها ناصحةً: (أي بنية، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه، فكوني له أَمَةً يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً، أمّا الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.، وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا الطيب ريح، وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإنَّ تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعاليه، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير، وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إيّاكِ والفرح بين يديه إذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً)،[3]ويمكن تلخيص ما ينبغي على الزوجة فعله والتنبّه له حتى تكون زوجة صالحةً بالآتي:[3]

واجبات الزوجة تجاه زوجها

حتى تكون الزّوجة صالحة يجب كذلك أن تدرك الواجبات التي أوجبتها عليها الشريعة الإسلامية تجاه زوجها، والتي كانت من مستلزمات عقد النكاح، فكما أنّ الزوج مُلزمٌ بدفع المهر والإنفاق على زوجته وتحمل واجباته تجاهها، فإن له حقوقاً يجب عليها أن تؤدّيها له، ومن حقوق الزوج على زوجته واجبات الزوجة تجاهه الآتي:

المراجع

  1. ↑ سورة النساء، آية: 34.
  2. ↑ "خلافات مع زوجها ، وتسأل كيف تصبح زوجة صالحة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 8/5/2003، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، صفحة 420، جزء 2. بتصرّف.
  4. ↑ سورة التوبة، آية: 34.
  5. ↑ رواه عبدالحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 360، إسناده صحيح.
  6. ↑ محمد صالح المنجد (25/2/2001)، "ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2017. بتصرّف.
  7. ↑ سورة النساء، آية: 34.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5193.
  9. ↑ مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء القرآن والسنة، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 306. بتصرّف.
  10. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: بيت الأفكار الدولية ، صفحة 142-145، جزء 4. بتصرّف.
  11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4899.
  12. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبدالله السلمي، الصفحة أو الرقم: 1218.
  13. ↑ كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 192-195، جزء 3. بتصرّف.