هو أحد فروع الطّبّ التي تختصّ في دراسة وتشخيص الحالة النّفسيّة للمريض، وتحديد سبب الاضطرابات التي يعانيها، فهل هو سبب نفسيّ أم خلل عقليّ ينعكس فوراً على سلوكيّاته؟ ويرجّح أنّ السّبب الرّئيسيّ لحدوث مثل هذه الاضطرابات هو خطأ في عمل الدّماغ لتلف عضويّ فيه، أو من المحتمل جدّاً أن يكون المريض قد تعرّض في صغره لصدمات وضغوطات ومشاكل وربّما تكون الانتهاكات قد أثّرت على سلامة نموّه النّفسيّ والعقليّ.
أمّا بالنّسبة لدور الطّبيب النّفسيّ في هذه الحالات كونه الشّخص الوحيد المناسب والمخوّل لعلاج هؤلاء الأشخاص المضطربين نفسيّاً كَمرضى الاكتئاب أو المدمنين على المخدّرات أو الذين يعانون من ازدواجيّة الشّخصيّة أو الزّهايمر، وغيرهم الكثير، فيكون على شكل جلسات خاصّة معهم، ويطرح فيها الطّبيب الأسئلة حول حياة المريض بشكل عام وماضيه بشكل خاصّ، ويستمع بتمعّن وتقدير تام لكلّ ما يقوله المريض وبالتّأكيد مع الحفاظ على السرّيّة والخصوصيّة، ثمّ يستخلص في نهاية الجلسات الطّريقة الأنسب لعلاج الحالة إمّا دوائيّاً أو باستخدام العلاج الإيحائيّ أو التّنويم المغناطيسيّ.
حتّى تصبح طبيباً نفسيّاً عليك تجاوز مراحل دراسة طويلة تبدأ فيها بدخول كليّة الطبّ مع تنمية شغفك وحبّ استطلاعك بعلم النّفس، ثمّ بعدها عليك ممارسة الطّبّ في إحدى المستشفيات كطبيب عام وخلال هذه الفترة عليك التّحضير للحصول على شهادات أكاديميّة عليا في مجال الطّبّ كالتّحضير للماجستير و الدّكتوراة، ولا بدّ من حضور الدّورات والمؤتمرات المحليّة والدّوليّة في مجال تخصّصك حتّى تبقى على إطّلاع تام، وتوسّع آفاقك على كلّ جديد فيه.
يرغب بعض الطّلبة في دراسة وتخصّص الطّبّ النّفسيّ في الدّول الأجنبيّة المعتمدة مثل أمريكا وكندا وفي هذه الحالة على الطّالب اتّباع ما يلي:
عليك التّأكّد عزيزي القارىء من أنّ الطّبيب حاصل على شهادة في الطّبّ من جامعة معتمدة ومرخّص لوصف الأدوية للمرضى حسب الحالة النّفسيّة، أمّا عالم النّفس فهو شخص درس علم النّفس في الجامعة كتخصّص اعتياديّ ثمّ حصل على شهادة الدّكتوراة في نفس التّخصّص، ولا يمكنه أبداً وصف أيّ دواء مهما كانت معرفته بحالة المريض، فهو فقط يتعامل معه بالحديث عن الجوانب النّفسيّة لديه كنصائح من خبير بتحليل الحالات النّفسيّة للأشخاص من حوله.