كيف تصبح فصيح اللسان طب 21 الشاملة

كيف تصبح فصيح اللسان طب 21 الشاملة

فصاحة اللسان

تُعدّ فصاحة اللسان من الصّفات التي يتمتّع بها العرب منذ القدم؛ فهي توضّح المعنى، وتزيد اللفظ قيمةً وجمالاً، وقد جمع الجاحظ قيمة الفصاحة في قوله: (إنّه ليس في الأرض كلام هو أمتع، ولا آنق، ولا ألذّ في الأسماع، ولا أشدّ اتّصالاً للعقول السليمة، من طول استماع حديث الأعراب العُقَلاء الفُصَحاء والعُلَماء البُلَغاء). والفصاحة صفة مهمّة عند العرب، وهي ذات وجهين: عضويّ يتمثّل في طلاقة اللسان، ووضوح النُّطق عند المتكلّم، وتواصليّ يتحقّق في البيان، والفهم بين المتكلّم والمُستمِع.[1]

ومن حكمة الله -تعالى- أن أرسل كلّ نبيٍّ بلسان قومه، كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[2] وقال تعالى: (الرَّحْمَٰنُ*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )،[3] وإنّ ما جاء في القرآن الكريم على لسان موسى عليه السّلام: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا)،[4] ليُشير إلى أنّ موسى -عليه السّلام- سأل ربه فصاحة اللسان؛ ليفهم قومه لهجته، فتصلهم رسالته؛ إذ قال -تعالى- على لسانه:(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي*وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي).[5]

إنّ من يقرأ التراث العربي يلاحظ شدّة اهتمام العرب بالفصاحة، والبلاغة، والبيان، وأنّ اللسان عندهم كلّما كان أكثر بياناً كان أفضل؛ فقد تحدّوا بعضهم بعضاً، وتباروا في إلقاء الشعر والخُطَب؛ لمعرفة من منهم أفصح لساناً، وقد كانوا يقيمون دُوراً وأماكن في الأسواق لتلك الغاية؛ خاصّةً في مكة المكرّمة.[6] ومن يُريد تعلّم الفصاحة، أو بمعنىً آخر يريد أن يكون طليق اللسان فعليه بقراءة القرآن الكريم أوّلاً، ثمّ الشعر العربيّ، والأدب العربي القديم والحديث.

مفهوم الفصاحة

يُقال في اللُّغة: فَصُحَ الرَّجُل؛ أي: انطلق لسانه، فكان كلامه صحيحاً واضحاً، وفَصُحَ الأعجميّ؛ أي: تكلّم بلغة عربيّة سليمة،ورجل فصيح وكلام فصيح؛ أي: بليغ، والفصاحة هي البيان،[7] وهي نوعان:[1]

كيفيّة اكتساب فصاحة اللسان

يتطلّب اكتساب فصاحة اللسان الصّبر والإصرار على الاستمرار في التعلّم، والتدريب والمتابعة حتّى في حالة فشل الشخص في المراحل الأولى من تعلّمه، كما يتطلّب التحدث في مختلف المواقف والمواضيع بثقة وفصاحة دون تردّد أو خجل، وعدم نسيان الأفكار، وللتحدُّث بفصاحة وطلاقة فإنّ على الشخص أن يهتمّ ببعض الأمور، منها:

أسباب ضعف الفصاحة

تتعرّض اللغات عبر الزمن إلى تغيّرات في ألفاظها، وبُناها، وحتّى قواعدها، من هذه التغييرات ما يكون حميداً، ومنها ما يصيب اللغة بضعف، وقد أصاب اللسانَ العربيَّ ضعفٌ واضحٌ، فضعفت فصاحته؛ ويعود ضعف الفصاحة إلى أسباب عديدة، منها ما كان بسبب هذا الاختلاط، ومنها ما كان بسبب خلل لدى المتكلّم، ومن هذه الأسباب:

المراجع

  1. ^ أ ب بلقاسم بلعرج (1-1-2004)، "الفصاحة سمة من سمات الأداء الكلامي عند العرب القدامى"، التراث العربي، العدد: 93-94، صفحة: 121، 123، 134.
  2. ↑ سورة إبراهيم، آية: 4.
  3. ↑ سورة الرحمن، آية: 1-2-3-4.
  4. ↑ سورة القصص، آية: 34.
  5. ↑ سورة طه، آية: 25-28.
  6. ↑ "أسواق العرب"، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018. بتصرّف.
  7. ↑ "تعريف ومعنى فصح في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018. بتصرّف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 523، صحيح.
  9. ↑ عبد الله الأنصاري (10-7-2014)، "الوصل والفصل في القرآن"، www.albayan.ae، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018. بتصرّف.
  10. ↑ سعود المطيري (15-12-2015)، "مكة تدفع بأطفالها إلى مرضعات البادية عام 1814م وتستعيدهم فتياناً"، www.alriyadh.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018. بتصرّف.
  11. ↑ إيمان عماد (15-1-2015)، "كيف تُنمي مهارات الحوار لديك وتُصبح محاوراً بارعاً؟"، www.ts3a.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018. بتصرّف.
  12. ↑ رومان جاكبسون، "اللسانيات والتواصل"، www.aljabriabed.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018. بتصرّف.
  13. ↑ "فصحانا واللسان العربي المبين"، مجلة الباحث، العدد: 2، صفحة: 154.بتصرّف.
  14. ↑ احميدة العوني (8-4-2013)، "منظور ابن خلدون في اكتساب اللغة العربية"، www.albayan.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2018.بتصرّف.
  15. ↑ د.مسعود بوبو (1982)، أثر الدخيل على العربية الفصحى، دمشق: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، صفحةك 5-7. بتصرّف.
  16. ↑ ابن سنان الخفاجي (1982)، سرّ الفصاحة (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة: 98.بتصرّف.
  17. ↑ هاجر الفتوح (5-10-2016)، "الجاحظ وكتاب البيان والتبيين"، tetouanews.ma، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2018.بتصرّف
  18. ↑ عبد الرافع محمد (29-12-2012)، "واقع اللغة العربية وهواجس المستقبل"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2018. بتصرّف.