مبروك أنتِ حامل، خبرٌ يشعر الأم بسعادةٍ بالغةٍ، وفرحةٍ كبيرةٍ؛ لأنّها خلال فترةٍ معينةٍ ستلتقي بطفلها وهي فترة الحمل، تلك الفترة التي تعتبر من أعظم التجارب العاطفية في حياة الأم، فتبدأ منذ معرفتها بهذا الخبر بالعد العكسي لموعد ولادتها، وحساب الأيام والأسابيع والأشهر المتبقية لولادة طفلها، حيث أن أول ما تسأل عنه الطبيب هو متى موعد الولادة؟ وما هو عمر الجنين الآن؟
يبدأ عادةً حساب عمر الجنين من آخر يومٍ للدورة الشهرية للأم؛ لأنّ الإخصاب يحدث في العادة في فترة الإباضة الواقعة بين اليوم العاشر، إلى اليوم السادس عشر من تاريخ هذه الدورة، فيتم حساب عمر الجنين بالأسابيع، وهي 40 أسبوعاً، وما يجب ملاحظته عند حساب عمر الجنين بالأسابيع أنّ كلّ أربعة أسابيع لا تعادل شهراً، فالأسابيع الأربعة تساوي 28 يوماً، والشهر فيه 30 أو 31 يوماً، وبذلك سوف يختلف عمر الجنين والذي يترتب عليه اختلاف في تاريخ الولادة. يمكن للمرأة حساب عمر جنينها بدقة من خلال إجراء فحصٍ الموجات فوق الصوتية، التي تحدد عمر الجنين بقياس محيط الرأس، فيقوم الجهاز بتحديد عمر الجنين، ويوم الولادة، بالاعتماد على هذا القياس.
يعتمد الأطباء في حساب الحمل على أساس العمر الحيضي، بينما يعتمد أخصائيو الأجنة في تقديراتهم للحمل على زمن الإباضة، وبذلك يختلف عمر الحمل عن عمر الجنين الفعلي، فالأطباء يقومون بحساب عمر الحمل منذ اليوم الأول للدورة الشهرية للأم، وفي هذا اليوم لا يمكن أن يحدث إخصاب، بل يتهيأ الجسم لحدوث الحمل، أمّا عمر الجنين فعلياً فيكون بعد إلتقاء البويضة مع الحيوان المنوي، وهذا يحدث في أيام الإباضة التي تأتي بعد اسبوعين من أول أيام الحيض، فما يجب مراعاته هنا هو أن فترة الحمل تتكوّن من أربعين اسبوعاً، وعليه يكون عمر الجنين ثمانية وثلاثين أسبوعاً.
يُقسّم الحمل إلى ثلاث مراحل، كل مرحلةٍ مكونةٍ من ثلاثة أشهر، وتكمن أهمية هذا التقسيم في وضع أهدافٍ واحتمالاتٍ معينةٍ تحدث في مرحلةٍ معينةٍ، تختلف عن المرحلة التي تليها، فمثلاً إمكانية الإجهاض والموت الطبيعي للجنين تُحدد بشكلٍ أساسيٍ في المرحلة الأولى للحمل، أمّا احتمال الحياة للطفل المولود قبل أوانه تكون في المرحلة الأخيرة للحمل.