-

طريقة حساب الوزن المثالي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مقدمة

في هذه الأيام التي تغيّر فيها نظام الحياة بشكل كبير، أصبح من المُحتمَل أو المتوقع جداً أن ينتشر بين الناس مشاكل صحية تتعلق بالتخمة والوزن الزائد الذي في ما هو غالب سببه تغير نظام الحياة من الوضع الذي كان عليه من الحركة والنشاط اليومي المستمر، إلى نظام الجلوس الطويل لساعات سواء كان ذلك أثناء العمل أو حتى خارج إطار العمل. لذلك أصبح من الحري جداً البحث في هذه القضايا والسؤال عن الحلول للتخلص من التخمة والوصول إلى الوزن المثالي المطلوب ليكون الجسم رشيقاً وصحياً، ولكي يتجنب الكثير من الأمراض المُحتمَلة ذات العلاقة الكبيرة بزيادة الوزن وزيادة نسبة الدهون في الجسم. فماذا نعني أولاً بالوزن المثالي؟ وما هي طرق حسابه؟ وما هي الأوصاف المسماة لكل وزن أقل أو أعلى من الوزن المثالي؟ وما هي النصائح والإرشادات التي يمكن الالتزام بها للوصول إليه؟

الوزن المثالي

يُعرّف الوزن المثالي بأنّه الوزن الذي يجب أن يكون عليه الشخص متناسباً بشكلٍ طبيعي مع طوله، وهو يختلف من شخص لآخر، حيث هناك عوامل مختلفة تؤثر في مقدار الوزن المثالي لكل شخص والتي بدورها تؤثر بشكل مباشر على طول الشخص باختلاف مراحل النمو والتطور منذ مرحلة الطفولة مروراً بالمراهقة والنمو السريع للجسم، وصولاً إلى مرحلة الكهولة والشيخوخة. وهذا الوزن تم تقديره حسب دراسات كثيرة جداً، وجميعها تؤكّد بأن الالتزام به أو بمجاله، يحمي الشخص من أمراض مختلفة تتعلق بارتفاع مستوى الدهون في الجسم مثل أمراض القلب والشرايين، ومرض ارتفاع ضغط الدم، والنوع الثاني من مرض السكري، والجلطات، وتُحافظ على بيئة جسدية مناعية قوية ضد أنواع العدوى المختلفة سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية. كذلك الوزن المثالي يمنح الشخص قدرة على إنجاز الأعمال والواجبات اليومية دون عناء التعب أو الإرهاق الشديد الذي يعاني منه الكثير تحديداً في فترة ما بعد العمل أو تحديداً في أوقات المساء.

طرق حساب الوزن المثالي

لحساب الوزن المثالي، هناك الكثير من الطرق التي يلجأ إليها في العادة أخصائيو التغذية وكذلك أخصائيو الأمراض المزمنة، ومن أشهر هذه الطرق وأكثرها شيوعاً واستخداماً هي طريقة حساب مؤشر كتلة الجسم. فكما ذكرنا آنفاً، إن الوزن المثالي هو الذي يكون الشخص في مجاله مُوازناً بينه وبين طوله بشكلٍ حسابي. وحسابياً يتم معرفة ذلك من خلال المعادلة التالية التي يجب من خلالها أن يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 18، 5 حتى 25. أي أن مؤشر كتلة الجسم = (وزن الشخص بالكيلوجرام)/(طول الشخص بالمترXطول الشخص بالمتر). ومثال ذلك، شخص وزنه 70كيلوجرام وطوله 1.75متراً، هو صاحب وزن مثالي لأن مؤشر كتلة الجسم لديه يساوي 22، 86 (يقع في المجال المثالي بين 18.5 وحتى 25) بحسب المعادلة: مؤشر كتلة الجسم = (70)/(1، 75*1، 75) ويساوي 22، 86.هناك طرق أخرى للوصول إلى قيمة الوزن المثالي لكنها أقل شيوعاً واستخداماً، وحتى أقل دقة في تحقيق نتائج دقيقة، وهي طرق قديمة نسبياً مقارنة بمؤشر كتلة الجسم. نذكر منها:

  • طريقة "بروكا" لحساب الوزن المثالي ومن خلالها فإن الوزن المثالي للجسم بالكيلوجرام = طول الشخص بالسنتيمتر – 100 مع مجال خطأ مسموح به يتراوح بين15% للنساء و10% للرجال. ومن خلال هذا المؤشر، على الشخص أن يكون طوله متناسباً مع الوزن، لكن ثبت أن هذه الطريقة ضعيفة خصوصاً مع الأشخاص ذوي القامات القصيرة جداً والطويلة جداً.
  • طريقة "ديفين" لحساب الوزن المثالي، وفي الواقع هذه الطريقة هي تعديل لطريقة "بروكا" قام بها العالِم "ديفين" ولم يكن الهدف منها تحديد وزن مثالي للأشخاص، بل أراد من خلالها فقط حساب جرعات بعض الأدوية التي كان يدرس عليها ويستخدمها في حياته المهنية. ومن خلالها هناك معادلتان:
  1. للرجال، الوزن المثالي للجسم بالكيلوجرام =50كيلوجرام + 2، 3كيلوجرام لكل بوصة أكثر من خمسة أقدام.
  2. للنساء، الوزن المثالي للجسم بالكيلوجرام =45، 5كيلوجرام + 2، 3كيلوجرام لكل بوصة أكثر من خمسة أقدام.

وهناك طرق أخرى غير مهمة مثل طريقة "حموي" و"ميلر" وغيرها من الطرق الكثيرة لكنها غير دقيقة في القيم وفي النتائج الصحية المرتبطة بالوزن المثالي المحسوب.

الأوصاف المسماة لكل وزن أقل أو أعلى من الوزن المثالي

  • مؤشر كتلة الجسم أقل من 15 يُطلق عليه (نقص حاد جداً)
  • مؤشر كتلة الجسم من 15 إلى 16 يُطلق عليه (نقص حاد)
  • مؤشر كتلة الجسم من 16 إلى 18، 5 يُطلق عليه (نقص)
  • مؤشر كتلة الجسم من 18، 5 إلى 25 يُطلق عليه (الوزن المثالي)
  • مؤشر كتلة الجسم من 25 إلى 30 يُطلق عليه (زيادة)
  • مؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 35 يُطلق عليه (سمنة خفيفة)
  • مؤشر كتلة الجسم من 35 إلى 40 يُطلق عليه (سمنة متوسطة)
  • مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40 يُطلق عليه (سمنة مفرطة)

نصائح وإرشادات للوصول إلى الوزن المثالي

  1. الابتعاد عن العادات الصحية السيئة، كالتدخين وتناول الكحول بشكل مفرط، والجلوس لفترات طويلة بدون حركة، وعدم القيام بالنشاطات الرياضية المختلفة خلال اليوم.
  2. تناول وجبات غذائية بشكل منتظم بمعدل ثلاث وجبات إلى خمس وجبات يومياً بشرط عدم تناول كميات كبيرة من الأطعمة في كل وجبة، وممارسة نشاطات رياضية بعد كل وجبة بمعدل عشرة دقائق إلى ربع ساعة.
  3. تناول الأطعمة المتوازنة بحيث يُحسب من خلالها مقدار الكربوهيدرات بمعدل 55%، والدهون 30%، والبروتينات 15%. وهذه المعدلات تعتبر الأشهر عالمياً للحفاظ على وزن ثابت وطبيعي باختلاف مراحل العمر
  4. في حالات الأمراض المزمنة كمرض السكري النوع الثاني أو مرضى ارتفاع ضغط الدم المزمن، يُنصح بتناول الوجبات الغذائية بشكل منتظم والالتزام بالصحن الصحي والذي هو عبارة عن تقسيم للصحن إلى أربعة أرباع، ربع للكربوهيدرات، كالأرز والمعكرونة والبرغل وغيرها، وربع للبروتينات، كاللحوم الخالية من الدهون، كلحم صدر الدجاج، والربعين الأخيرين يوزّع فيهما أنواع مختلفة من الخضروات، كالسلطة، والفواكه المعتدلة السكر، كالتفاح والبرتقال.
  5. يُنصح بالمتابعة بشكل دوري لدى أخصائي التغذية وكذلك أخصائي السمنة إذا كان الشخص يرغب في الوصول إلى أنسب نتيجة في أقصر وقت ممكن، بحيث لا تضر الحمية الصحية المتبعة بالصحة العامة للجسم.
  6. يُنصح بتناول كميات كبيرة من السوائل على مدار اليوم لتجنب آلام البطن المصاحبة للإمساك الذي يؤدي إلى زيادة فترة مرور الأكل في الأمعاء مما يزيد من امتصاصها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن.
  7. أصحاب الأوزان العالية جداً، يُنصح بعدم تخفيض الوزن بشكل كبير مرّة واحدة، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى مشاكل خطيرة على مستوى الصحة العامة، ولكن يُنصح بتخفيف الوزن بشكل تدريجي من خلال الرياضة اليومية والنظام الغذائي المناسب على مدار ما لا يقل عن ستّة أشهر.
  8. النساء الحوامل عليهن تجنب أي نشاط للحمية أثناء الحمل لتخفيف الوزن، لأن المرأة في مرحلة الحمل تكتسب وزناً إضافياً لا يُعتبر بالضرورة زائداً، وحتى لو كانت على مقياس مؤشر كتلة الجسم مُصنّفة تحت قائمة أكثر من 25، فإن محاولة تخفيف الوزن يجب أن تُؤجل إلى مرحلة ما بعد الولادة وحتى بعد الستّة أشهر الأولى من الرضاعة الطبيعية لكي لا يكون هناك أي تأثير على الطفل.

خاتمة

إنّ الوصول إلى وزن مثالي هو غاية يطمح لها الكثيرون، بل إنه من الأحرى القول بأن الوزن المثالي هو الغاية المرجوّة من أغلب أنظمة الأكل والرياضة المتنوعة التي تنتشر هذه الأيام على مُختلف وسائل الإعلام. وما على الشخص إلا أن يكون طبيب نفسه ويلتزم ببعض النصائح التي اقترحناها للوصول إلى الغاية المرجوّة.