كيف تخشع بالصلاة
العبادة
العبادة هي محور وجود الانسان منذ بدء الخليقة، وهي الفطرة التي خلقت بداخلنا، والعبادة تنطبق على الروح والجسد وروح العبادة تتمثل في الإخلاص، وهو ما لا يتحقق دون حضور القلب وخشوعه، فالخشوع اتصال ملكوتي يُبقي روحك متصلة مع الله وجسدك في الدنيا، ما يجعلك في عالم روحاني مليء بالطمأنينة والسكون، وقد ربط الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فلاح المؤمن بخشوعه في صلاته، فالخشوع في الصلاة هو روح الصلاة و هدفها ونبراس قبولها عند الله، يقول تعالى في محكم تنزيله: ( قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنونْ * الذينَ هُمْ في صَلاتِهِمْ خاشِعونْ).
معيقات الخشوع في الصلاة
يجد الكثيرون صعوبات كبيرة في تحقيق الخشوع في الصلاة، حيث يعود ذلك لانشغال القلب وتعلقه بالدنيا وملذاتها، حيث ينقر فيها المرء سجوده كنقر الغراب، ويركع مستعجلاً ويقرأ القرآن دون تدبر ولا يخشع لعظمة الرحيم الودود، يوسوس الشيطان له في كل وقت وحين وخاصة في الصلاة كما نزل في كتاب الله العزيز على لسان إبليس وهو يتوعد بني آدم: ( لأقْعُدَنّ لَهُمْ صِراطَكَ المُسْتَقيمْ)، وممّا يعيق الخشوع في الصلاة الهوى والغفلة عن اليوم الآخر، والاهتمام الزائد بالدنيا، وانتشار المظالم بين الناس، وانعدام الرحمة والمودة في القلوب، لذلك جاءت العديد من الآيات التي تدعو المرءَ أن يُجاهدَ أهواءهُ ويصبرَ عليها.
طرق لتحقيق الخشوع في الصلاة
- التفكر في الآيات القرآنية التي تقرأها أثناء الصلاة .
- استحضار اليوم الآخر .
- التفكر باليوم الذي تكون فيه وحيداً في القبر .
- عدم توجيه البصر الى ما حولك .
- اعتبار الصلاة التي تصليها بأنها آخر صلاة لك في هذه الدنيا .
- عزز بداخلك مفهوم أن الله يراك .
- عدم الصلاة على شيء مزين او مزخرف لعدم السماح للعقل بالانشغال به .
- عدم الانقطاع عن مجالس العلم والذكر والإكثار من قراءة القرآن وتعلم الدين وقراءة كتب السيرة والصالحين فهي بدورها أمور تعمل على إعدادك روحياً وعقلياً لتحقق الخشوع في صلاتك .
- مما جاء في الأثر: سُئل الشيخ حاتم الأصم ( رحمه الله ) يوما: كيف تخشع في صلاتك؟
قال: بأن أقوم وأكبر للصلاة، وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت من ورائي، وبأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة، فأكبر الله بتعظيم وأقرأ بتدبير وأركع بخضوع وأسجد بخشوع، وأجعل صلاتي الخوف من الله، والرجاء لرحمته، وثم أسلم ولا أدري هل قبلت أم لا.