-

طريقة جمع صلاة المغرب والعشاء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف جمع الصلاة

إنّ الجمع في اللغة مأخوذ من الجذر اللغوي جَمَعَ، حيث الجيم، والميم، والعين أصل صحيح واحد دالّ على ضمِّ الشَّيء بعضه لبعضٍ، وسُمِّي يوم الجمعة بذلك؛ لأنَّ الناس تجتمع فيه للصلاة،[1] ومنه قول الله تعالى واصفاً يوم القيامة بيوم الجمع لاجتماع الناس فيه: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[2]

إنّ المعنى المراد من جمع الصلاة في الاصطلاح الشرعي هو: أداء صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء معاً، تقديماً أو تأخيراً، وجمع الصلاة مشروع باتِّفاق الفقهاء على خلاف بينهم في المسوغات والأحوال التي تبيح هذا الجمع، كما ثبت عن النَّبي عليه الصلاة والسلام جمعه لصلاتي الظهر والعصر يوم عرفة على جبل عرفات، وجمعه لصلاتي المغرب والعشاء في المزدلفة في حجّة الوداع التي أدّاها عليه الصلاة والسلام.[3]

أقسام جمع الصلاة

للجمع بين الصلاتين حالتان، هما:[4]

جمع التقديم

هو جمع الصلاتين في وقت الصلاة الأولى، أي أداء الظهر والعصر في وقت صلاة الظهر، وأداء المغرب والعشاء في وقت صلاة المغرب، ويشترط لجمع التقديم جملة من الشروط منها أن ينوي المصلي الجمع في أوّل وقت الصلاة الأولى، والترتيب في الصلوات بأن يبدأ بالصلاة صاحبة الوقت الأوّل ثمَّ يصلي الثانية، والموالاة أي المتابعة بين الصلاتين بألا يفصل بين أدائهما بفاصلٍ طويل.[4]

جمع التأخير

هو جمع الصلاتين في وقت الصلاة الثانية، أي أداء الظهر والعصر في وقت صلاة العصر، وأداء المغرب والعشاء في وقت صلاة العشاء، ومن شروط جمع التأخير أن ينوي المصلّي تأخير الصلاة الأولى قبل خروج وقتها، وكذلك يشترط دوام السفر حتى وقت الصلاة الثانية لمن كان عذره في جمع الصلاة السفر، أمّا إن أقام المسافر وانتهى سفره قبل دخول وقت الصلاة الثانية لم يجُز له الجمع لانتفاء عذر الجمع ومُسوّغه.[4]

كيفية جمع صلاتي المغرب والعشاء

تُجمع صلاتا المغرب والعشاء للأعذار المُسوِّغة لجمع الصلاة، وقد يجمع بينهما جمع تقديم بأدائهما وقت صلاة المغرب، أو جمع تأخير بأدائهما وقت صلاة العشاء، ويكون ذلك بأذان واحد لكلتا الصلاتين وإقامتين اثنتين، فيؤذَّن قبل الصَّلاة الأولى أي صلاة المغرب، وتقام لها الصَّلاة، ثمَّ بعد الفروغ منها ترفع الإقامة لصلاة العشاء، وتؤدَّيا كما تؤدّيا في الأحوال العاديَّة.[5]

أعذار جمع الصلاة

إنَّ للجمع بين الصلوات أعذار وأحوال يُجاز ويشرع لأجلها الجمع، وهي:[6]

  • الجمع في مناسك الحج: هو الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم للحاج يوم عرفة، والجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير في المزدلفة، والجمع في كلتا الحالتين مشروعٌ باتفاق الفقهاء.
  • الجمع للسَّفر: سواء كان الجمع جمع تقديم أم تأخير، والجمع للسفر جائز عند المالكيَّة، والشافعيّة، والحنابلة، وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه جمع الصلاة في السفر، كما روى معاذ بن جبل رضي الله عنه إذ قال: (خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غزوةِ تبوكَ، فكان يصلي الظهرَ والعصرَ جميعًا، والمغربَ والعشاءَ جميعًا).[7]
  • الجمع للمرض: هو جائز عند المالكيَّة والحنابلة وجماعة من فقهاء الشافعيَّة.
  • الجمع للمطر والبرد: هو جائز لصلاتي المغرب والعشاء عند جمهور الفقهاء من المالكيَّة، والشّافعيَّة، والحنابلة.

الصلاة

خلق الله تعالى الإنسان واستخلفه في أرضه الواسعة ليعمرها ويبنيها، وكلَّفه إذ خلقه هو والمخلوقات من الجنِّ بعبادته، فكانت العبادة غاية خلق الله تعالى للإنس والجآن على سواء، كما جاء في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[8] وتتعدَّد أشكال العبادات وتختلف، وتنقسم بين بدنيَّةٍ معتمدةٍ على الجهد البدني، أو ماليَّةً معتمدةً على البذل المادِّي، ومن العبادات من خُصَّت بمنزلةٍ عظيمةٍ وحظيت بمكانةٍ كبيرةٍ ما كانت من جملة أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه قال: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصّلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)،[9] وكانت من الأهمية في الشرع بمكان أن يعدها عامود الدِّين، كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُه الصلاةُ وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ)،[10] وهي أول ما يسأل عنه العبد ويحاسب عليه يوم الحساب، كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (أوّلُ ما يُحاسبُ به العبدُ الصلاةُ، وأوّلُ ما يقضى بين الناسِ في الدماءِ).[11]

تعريف الصلاة

الصلاة في اللغة راجعة إلى الجذر اللغوي صلى، حيث الصَّاد واللام والحرف المعتلّ الأخير أصلان: أحدهما دالٌّ على النَّار والحرق بها، كما جاء في قول الله تعالى: (تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً)،[12] أما الأصل الآخر فيعود إلى جنس من العبادات وهو الدُّعاء،[13] أمَّا الصلاة بوصفها عبادة مخصوصة فهي: أداء أقوال وأفعال مخصوصة في أوقات مخصوصة، على هيئاتٍ وشروطٍ مخصوصةٍ مع النية، وتكون مبدوءة بالتكبير ومختومة بالتَّسليم، وهي خمس صلوات مفروضة في اليوم والليلة، وهنَّ: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وثبتت فرضيتها بنصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).[14][15]

المراجع

  1. ↑ ابن فارس (1979)، مقاييس اللغة، دمشق: دار الفكر، صفحة 479-480، جزء 1. بتصرّف.
  2. ↑ سورة التغابن، آية: 9.
  3. ↑ مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 284-288، جزء 15، بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1373-1379، جزء 2. بتصرّف.
  5. ↑ مجموعة من العلماء، "جمع الصَّلاة لأجل المطر"، اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2017. بتصرّف.
  6. ↑ مركز الفتوى (1-2-2001)، "أحوال الجمع بين الصلاتين عند الفقهاء"، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2017. بتصرّف.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 706.
  8. ↑ سورة الذاريات، آية: 56.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8.
  10. ↑ رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: جزء2، صفحة212، إسناده صحيح.
  11. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1748، صحيحٌ بمجموع طرقه.
  12. ↑ سورة الغاشية، آية: 4.
  13. ↑ ابن فارس (1979)، مقاييس اللغة، دمشق: دار الفكر، صفحة 300، جزء 3. بتصرّف،
  14. ↑ سورة النساء، آية: من الآية 103.
  15. ↑ مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 51-53، جزء 27. بتصرّف.