-

كيف تواسي شخصاً حزيناً

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حالة الحزن

إن مرور الإنسان بحالة حزن في حياته مسألة صعبة، خاصّةً إنْ لم يجد حوله من يواسيه ويخفّف عنه حزنه؛ فالناس من حول الإنسان الحزين يساعدونه على نسيان سبب هذا الحزن، وبالتالي التخفيف عنه، وإمكانية العودة إلى حياته الطبيعية بسرعة، فهناك نوعية من الأشخاص حين يمرون بظرف أو موقف حزين يدخلون جراء هذا إلى اكتئاب قد يُفقدهم عملهم، أو دراستهم، لذلك تَوجّب علينا أن نقف بجانب بعضنا البعض، في الأفراح والأحزان، وكما تُدين تُدان، والأيام دُوَل، فلن تجد من يقف بجانبك إلا إن وقفت أنت بجانب الناس، وعليه قم بمعاملة الناس كما تحب أن يعاملوك.

مواساة الشخص الحزين

المواساة المطلوبة من الناس هي في عدة جوانب، وليست فقط في الوقوف معهم، والازدحام حولهم، مما قد يُرهقهم ويُتعبهم أكثر، لذلك هنالك عدة أمور تجب مراعاتها وهي كالتالي:

صلة الأشخاص بالإنسان الحزين

فهناك الصديق والزميل، وهناك القريب والغريب؛ وكلّ هذه الأصناف من الناس تحكمهم قواعد إنسانية في تعاملهم مع هذا الشخص، والمواساة الحقيقية النابعة من القلب هو ما ينتظره الشخص الحزين من أولئك الأشخاص من جميع الأصناف، فالعلاقة بين الشخص وقريبه هي علاقة دم، وتزداد فاعلية هذه العلاقة عند مرور الإنسان بظرف خاص أو موقف حزين كالوفاة مثلاً؛ حيث يحتشد أقرباؤه حوله، لما تربطهم به من علاقة دم ونسب، في حين إنّ الصديق أو الزميل هو في النتيجة شخص غريب، قد لا يستطيع التواجد حول الشخص الحزين عند الموقف مباشرة، ولكن هناك طرق أخرى للتعبير فيها عن مدى مواساة الأصدقاء لهذا الشخص.

طبيعة المواساة

المواساة الحقيقية هي النابعة من القلب، والتي يشعر فيها الشخص الحزين بأنّ هذا الشخص قد حضر إليه دون دافع من أحد، ودون تملّق، ودون رياء، ولا تكون المواساة دائماً بالأقوال، بل بالأفعال أيضاً، وإن تطلّب الأمر المساعدة المادية، قد يكون سبب حزن الشخص واكتئابه مروره بضائقة مالية ما، فيأتي صديقه ويمدّه بمبلغ من المال قد يفّرج عنه، ويُخرجه من تلك الحالة.

البحث عن سبب الحزن

ليست المواساة فقط في أن أقف بجانب الشخص الحزين وملازمته مكتوف اليدين، ولكن لا بُدّ لي من البحث معه عن سبب حزنه ومحاولة معرفته، فإن كانت مشكلة يمكن حلّها، أساعده على ذلك، وإن كانت حالة يستحيل حلّها كالحزن الناشىء عن الوفاة، أحاول مساعدته في نسيان سبب هذا الحزن عن طريق الابتعاد عن ما يذكرّه بمن فقده؛ فالصور والفيديوهات وغيرها قد تذكّره بهذا الفقيد وبالتالي يستمر حزنه.

تتعدّد أسباب الحزن؛ فمعرفة سبب الحزن تساعد بشكل أكبر على الخروج من الحزن، خاصّةً إن علم من حول هذا الشخص ما هو السبب أو ما الذي يُحزنه، لأن الشخص الحزين وهو غارق في هذه الحالة لن يستطيع أن يستمع لنفسه، فهو ينظر للمسألة من زاويته، أما من حوله فهم ينظرون إلى المسألة من جميع الجوانب والزوايا.