-

كيف تتحكم بأحلامك

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأحلام

في كتاب العالم الفيزيائي المعروف ريتشارك فاينمان (Richard Feynman) والذي عنوانه "بالتأكيد أنت تمزح يا سيد فاينمان (Surely (You’re Joking Mr. Feynman"، والعالم فاينمان هو من العلماء الذين لهم التأثير الأكبر على تطوير الميكانيكا الكمية، وقد ساهم في تطوير صناعة القنبلة الذرية، وهو أيضاً أحد المؤسسين لفكرة تكنولوجيا النانو، وهو الحائز على جائزة نوبل، وفي هذا الكتاب قام فاينمان بتجارب شخصية غير مخبرية، وتتنوّع هذه التجارب ومنها تجربة حاول منها معرفة كيف يقوم النمل بالتوصل إلى الأكل ليكوّن مساراً له، وتجارب لمعرفة قدرة الإنسان على الاشتمام، والتجربة التي تعنيني هنا تلك التجربة التي حاول فيها أن يعرف متى يحصل انتقال الإنسان من الوعي إلى اللاوعي وهونائم.

لذلك بدأ يراقب نفسه وهو نائم، ليعرف كيف ينقطع عن التفكير، وبهذه التجربة لاحظ أنه قادرٌ على أن يراقب نفسه مع أنه نائم ويحلم، فكان يشاهد نفسه وهي على ظهر القطار، ويستطيع أن يسمع الأصوات، وعلى عكس ما يظن البعض كان يرى الألوان فأحلام لم تكن بالأسود والأبيض، وعلى مدى أسابيع قام بالتحكم ببعض أحلامه، حتى أنه صدف أن رأى في الحلم فتاةً تجلس على العشب وشعرها الأحمر الطويل تنعكس عليه أشعة الشمس، فتساءل: هل أستطيع الرؤيا بدقة أكبر؟ فشاهد كل خُصلةٍ في شعرها بدرجة الوضوح التي أرادها، كان نظرُه تلك اللحظة في غاية الدقة، وتابع مسيرته مع الأحلام بأن قام بعدة محاولات بهدفٍ واحد وهو الإجابة عن أسئلة تهتم بالحواس كالنظر والسمع والملمس في الأحلام.

الدكتور ستفين لابيرج (Stephen LeBerge) لم يقم بتجارب سريعة غير منطقية بل كل ما قام به دونه في أوراقٍ بحثية نشرت في أفضل المجلات العلمية وتم تحكيمها، وبحثٌ محكم يعني أنه بحث منطقي علمي خضع لفحص وتدقيق من كبراء الناشرين الأكفاء، ومن التجارب التي قام بها تلك التي تهدف بشكل رئيسي إلى معرفة فارق الوقت النسبي للشخص وهو في الحُلم بالنسبة له في اليقظة، ودراسة الإشارات الكهربائية الصادرة عن المخ للشخص يغني في اليقظة والفارق بينها عندما يغني في الحُلم، ودرس أيضاً النشوة الجنسية في أثناء النوم، وألف في مجال الأحلام الواضحة كتاباً تجريباً في هذا الموضوع.

تستطيع أن تجد على شبكة الانترنت موقع باسم رؤيا الحلم أو (Dream Views)، وهو يهتم بما يسمى بالأحلام الواضحة (Lucid Dreams)، الأحلام الواضحة هي التي تكون واعياً بها أنك تحلم، كأن تكشف شيئاً غير منطقي في الواقع فيكتشف الحالم الأمر، ليتساءل إن كان في حلم؟ ويمكن بطريقة أخرى أن يجري اختبار معين ليكتشف أنه يحلم أم لا تحلم، ويوجد طريقة أخرى وهي أن يقرر الإنسان أن يظل على وعي فينام وهو واعٍ فيظل على وعي إلى أن يدخل إلى الحُلم فيكون عارفاً أنّه في عالم الأحلام، ثمّ عليه أن يحتفظ بنفسه في الحُلم، فهنالك احتمال كبير أن يستيقظ بمجرد أن يكتشف أنه في حُلم، ومن الأمور المهمّة أيضاً حسب دكتور لابيرج يستمتع الحالم بالتحكم في أحلامه وبخلق الأجواء التي تحبها ومقابلة الأشخاص الذين يحب أن يقابلهم.

السر في التحكم بالأحلام هو أن يعرف الحالم أنه يحلم، والطريقة الرئيسية لهذا باكتشاف الأشياء غير المنطقية التي يراها في الحُلم، لكن دائما يحلم الإنسان بأشياء غير منطقية والغريب أنّه يتقبلها بلا تردد، وهذا لأن الجزء المسئول عن منطقة الأمور في المخ يكون معطل، والحل بأن يعلم الإنسان تفحّص الأمور دائماً وهو يقظ ليكتسب هذه العادة وهو نائم، ومن الخدع التي يمكن تجربتها أن ينظر الحالم إلى ورقة ثم يشحّ النظر عنها ليعاود النظر لها ثانيةً سيكون مضمونها قد تغيّر.