كيفية التعامل مع الأطفال في حالة الطلاق
آثار الطلاق على الأطفال
أكّدت الدراسات أنّ للطلاق أثار سلبيّة على الأطفال، بحيث يعاني العديد من الأطفال من مشاعر الخسارة عندما يكون مع أحد الوالدين ويفتقد الآخر، وقد تختلف ردود أفعالهم تبعًا لأعمارهم، ولكن جميع الأطفال تقريبًا يتشاركون في نفس الشعور من الخوف والقلق والارتباك.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث وجود نتائج سلبيّة قصيرة الأجل تؤثّر على الأطفال بعد الطلاق، والتي تشمل على تراجع التحصيل الدراسي، والتكيّف السيئ من الناحية النفسيّة، والاجتماعيّة، والعاطفيّة، وعدم احترام الذات، كما يؤثّر الطلاق على صحتهم الجسديّة في حالات النزاع الشديد، خاصة في مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى وجود عواقب طويلة الأجل، بما في ذلك شعور الفقراء بالرفاهية وتدنّي الحالة الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك ضعف الصحة البدنيّة، وأيضاً يؤثّر في ضعف علاقاتهم العاطفيّة قي حياتهم، بحيث يرتفع احتمال خطر الطلاق في زواجهم.[1]
كيفيّة التعامل مع الأطفال في حالة الطلاق
يمكن للوالدين أن يكون لهما تأثير إيجابي على أطفالهم أثناء خضوعهم لعمليّة الطلاق، ويمكنهم تقليل آثار الطلاق على أطفالهم، وهنا نستعرض بعض الطرق لتوضيح كيفيّة التعامل مع الأطفال في حالة الطلاق:[2]
إبقاء المشاكل والصراعات بعيدة عن الأطفال
أكّدت الدراسات أن مستوى الصراع بين الوالدين هو العامل الأكبر في مدى تكيّف الأطفال مع الطلاق، فهو من أصعب الأمور التي يجب على الوالدين القيام بها بعدم إثارة المشاكل أمام أبنائهم، ومن المهم أيضاً عدم ذكرهم لأي من سلبيّات الآخر أمام أطفالهم، وذلك لأنه يضع الأطفال في مكان صعب إذا اضطروا إلى الوقوف إلى جانب أحد آبائهم دون الآخر أو الاستماع إلى أشياء سلبية عن أحد منهم.
عدم استخدام الأطفال كوصيلة تواصل بين الآباء
إنّ استخدام الآباء للأطفال كوسيلة تواصل فيما بينهم، خاصة في حالة النزاع أو الصراع، يؤدي إلى شعور الأطفال بأنهم يتجسّسون على آبائهم، مما يؤثّر سلباً عليهم. فيجب مقاومة استجواب الطفل عن ما يحدث في الأسرة، واستخدام وسيلة أخرى للتواصل مع الشريك السابق.
الحدّ من التوتّر في العائلة لمساعدة الأطفال على التكيّف
يجب على الآباء الحدّ من التوتّر في حياتهم حتى يتكيّف الأطفال مع جوّ الانفصال، ويمكن ذلك من خلال الدعم المقدم من الأصدقاء والأقارب والجماعات الدينية، كما يجب على الوالدين تشجيع الأطفال على أن يكون لديهم نظرة إيجابية لكلا الوالدين قدر المستطاع حتى يكون الانفصال أقل ألماً ومخيباً للأطفال.
إخبار الأطفال عن الطلاق
يحق للأطفال معرفة سبب الطلاق، ولكن يجب اختيار شيئًا بسيطًا وصادقًا، وتذكيرهم أنه في بعض الأحيان لا يجتمع الآباء والأطفال دائمًا وأنّ الآباء والأمهات لا يتوقفون عن حب أطفالهم بعد الطلاق، ويجب إخبارهم بأن الاعتناء بهم سيبقى مستمر بالإضافة إلى التغييرات التي ستطرأ على حياتهم وأن بعض الأشياء ستكون مختلفة.[3]
تجنّب اللّوم
من المهم أن يكون كلا الوالدين صادقين مع أطفالهم في كل الجوانب، ولكن هذا لا يعني لوم أحد الطرفين للآخر أمام أبنائهم، فيجب ضبط النفس واحترام كل منهم للآخر، كما يجب المحاولة قدر الإمكان على شرح الأسباب المؤديّة للطلاق دون الحاجة إلى لوم أحد الوالدين للآخر.[3]
تقبّل مشاعر الأطفال
يشعر الأطفال بأن الطلاق خسارة كبيرة، وفقدان أحد الوالدين، لذا من المهم مساعدة الأطفال للتقليل من إحباط خسارتهم وتكيّفهم مع الظروف الجديدة، وذلك من خلال مساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم، وتشجيعهم على مشاركتها والاستماع إليها، قد يشعرون بالحزن أو الخسارة أو الإحباط حتى من الأشياء غير المتوقّعة.
يجب مساعدتهم في العثور على طريقة للتعبيرعن مشاعرهم، فالأطفال عادة يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم خاصة في مثل هذه الحالات، كما يمكن مساعدتهم أيضاً من خلال تقبّل مزاجهم وتشجيعهم على التحدّث، فمن المؤكّد وجود أسئلة أو مشاعر أو مخاوف جديدة بشأن ما الظروف التي يواجهونها، ففي النهاية قد لا يتمكّن الوالدين من حل مشكلاتهم أو تغيير مشاعرهم بسهولة، ولكن من المهم بالنسبة لهم الاعتراف بمشاعر أطفالهم وتقبّلها بدلاً من تجاهلها.[3]
المراجع
- ↑ JoAnne Pedro (17/5/2019), "How Parents Can Help Children Cope With Separation/Divorce"، child-encyclopedia, Retrieved 17/5/2019.
- ↑ Maia Noeder (17/5/2019), "Tips for Divorcing Parents"، kidshealth, Retrieved 17/5/2019.
- ^ أ ب ت Gina Kemp (17/5/2019), " Children and Divorce"، helpguide, Retrieved 17/5/2019.