-

كيف تتعامل مع الناس حسب شخصيتهم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشخصيّة

يمكن تعريف الشخصيّة بأنّها: مجموعة من الصفات، والسلوكيّات الموجودة لدى الفرد، والتي من خلالها يستطيع الفرد التكيُّف مع البيئة، ويمكن تعريفها أيضاً بأنّها: مجموعة من المشاعر، والأفكار، والسلوكيّات التي يُعبّر عنها الفرد بطرق مختلفة. ومن هنا فإنّ الشخصيّة لا تقتصر على المظهر الخارجيّ فقط، ولا على الصفات النفسيّة، والداخليّة وحدها، حيث إنّها مزيج بين هذه الأمور جميعها، إذ تتداخل فيما بينها، وتُؤثِّر في بعضها البعض؛ ممّا يؤدّي إلى أن تتكوَّن لدينا شخصيّة الفرد.[1]

طرق التعامُل مع الشخصيّات المختلفة

تتعدَّد الشخصيّات، وطُرُق التعامل معها، وفيما يلي ِذكر للبعض منها:[2]

  • الشخصيّة المُرتابة: وهذه الشخصيّة لديها شَكٌّ، وسوء ظَنٍّ بالآخرين، وهي تتأثَّر كثيراً بانتقادات الآخرين، وتُضخِّم هذه الانتقادات، وغالباً ما تُسقِط الأخطاء التي ترتكبُها على الآخرين، إذ تكون في العادة شديدة الغيرة منهم، علماً بأنّ طريقة التعامل مع هذه الشخصيّة تكون بالوضوح، والصراحة، إضافة إلى الابتعاد عن فتح باب النقاش معها، والتنبُّه إلى عدم السماح لها بإسقاط أخطائها على الآخرين، مع توفير التقدير، والاحترام اللّازمَين لها.
  • الشخصيّة القاسية: تتميَّز هذه الشخصيّة بخُلوِّها من المشاعر، والعواطف، مع استخدام العدوان، والعنف كثيراً في حلّ مشكلاتها، إضافة إلى لجوئها إلى الكذب في الكثير من المواقف، وغالباً ما يكون لديها الكثير من الأعداء، والخصوم، علماً بأنّه يمكن التعامل مع هذه الشخصيّة عن طريق الصبر، وضَبط الأعصاب، والحَزم إلى حدٍّ ما عند طَرح وجهات النظر عليها، كما أنّه من الأفضل استخدام أسلوب (نعم)، و(لكن).
  • الشخصيّة العطوفة: دائماً ما يغلب على هذه الشخصيّة وصف الرحمة، والرأفة أثناء التعامل مع الآخرين، إضافة إلى أنّها تتجنَّب القسوة، والتعامل بشدّة مع الآخرين، ومن الصفات المُميَّزة فيها: المُسامَحة، وسهولة التعامل، والبُعد عن الجدال، وتجنُّب الخصام.
  • الشخصيّة العُدوانيّة: لا تهتمُّ هذه الشخصيّة بمشاعر الآخرين، وحقوقهم، وتحرص على فَرْض رأيها عليهم، وغالباً ما تتَّصف هذه الشخصيّة بالحَزْم، والجُرأة في اتِّخاذ القرارات، والإجراءات اللّازمة، بالإضافة إلى التعبير عن المشاعر السلبيّة، كالكُره، والغضب بشكل مُبالَغ فيه، علماً بأنّ التعامل مع مثل هذه الشخصيّات يكون بالإصغاء، والهدوء؛ وذلك لعدم استثارة مشاعرها، وغضبها، مع استخدام أسلوب المنطق، والحُجّة، والبرهان، وتجنُّب المشاعر، والعاطفة، عند البدء بالنقاش معها.
  • الشخصيّة الانطوائيّة: تحبُّ هذه الشخصيّة العُزلة، والانفراد مع النفس، ولا تحبُّ التعامل مع الناس حتى في التجمُّعات العائليّة، بالإضافة إلى أنّ هذه الشخصيّة لا يمكنها التعبير عن المشاعر مهما كانت سعيدة، أو حزينة، ولديها ضعف في المقدرة على تحديد الأهداف، علماً بأنّ طريقة التعامل مع هذه الشخصيّة تكمنُ في إشراكها مع الآخرين في فِرَق، ومجموعات اجتماعيّة، مع الحرص على دَعْمها، وتعزيز عوامل القوّة، والنجاح فيها.
  • الشخصيّة التجنُّبية: تتحسَّس هذه الشخصيّة من انتقادات الآخرين كثيراً، وتتجنَّب التعامل مع الآخرين، والمجتمع المحيط بها، وتتَّسم هذه الشخصيّة بقلّة الثقة بالنفس، والتقليل من شأن إنجازاتها، وطموحاتها، علماً بأنّه يمكن التعامل معها عَبر إشراكها في الأنشطة الاجتماعيّة، ووضعها داخل مجموعات؛ لاكتساب مهارات التواصل، وتعزيز ثقتها بنفسها.

أنواع الشخصيّات الصعبة

قد يتعرَّض الإنسان في بعض المواقف لشخصيّات يصعب التعامل معها، ولذلك فإنّه لا بُدّ من معرفة أنواع هذه الشخصيّات الصعبة؛ لمعرفة الطرق المناسبة للتعامل معها، ومن هذه الشخصيّات ما يأتي:[3]

  • الشخصيّة العُدوانيّة: وهذه الشخصيّة تُحبُّ التصرُّف بعنف مع الآخرين، كما أنّها تُحبُّ الشِّجار، وهي لا تعترفُ بأخطائها، بالإضافة إلى أنّها تُحبُّ التحكُّم بالآخرين، والتنمُّر عليهم.
  • الشخصيّة المُرهَفة التي تخشى الرفض: وهذا النوع من الشخصيّات تجدُه دائماً ما يبحث عن الكلمات الخاطئة التي يقولها أثناء حديثه مع الآخرين، وهو نوع من الشخصيّات التي يسهل استفزازها؛ حيث يمكنها بسهولة أن تصل إلى حالة العصبيّة، كما أنّ هذا النوع يُفضِّل إرسال مشاعرهم عَبر الرسائل النصّية، أو الإيميل.
  • الشخصيّة العُصابيّة: وهي من الشخصيّات التشاؤُميّة، والتي دائماً ما تتَّصف بالسلبيّة، بالإضافة إلى انتقاد الآخرين دون فائدة.
  • الشخصيّة الأنانيّة: وهي الشخصيّة التي تُفضِّل نفسها، ومصالحها الشخصيّة على مصالح غيرها، بالإضافة إلى أنّها تكره توجيه الإهانات إليها، ولا تتنازل بسهولة عن أيّ شيء تريده، حتى لو كان هذا الأمر حقُّ لشخص آخر، أو مُلك لأحد غيره.

كيفيّة التعامل مع الشخصيّات الصعبة

هناك العديد من الطرق والأساليب للتعامل مع هذه الشخصيّات، وفي ما يلي ذِكر لبعض منها:[3]

  • الابتعاد عن الجدل مع هذه الشخصيّات، وخصوصاً إن كان النقاش ليس له فائدة، وسيُسبّب المُضايَقات، فإذا كان المدير في العمل مثلاً من هذه الشخصيّات، فلا بُدّ أحياناً من التنازل عن بعض الأمور، وتنفيذها حتى لو لم يكن الشخص يُحبُّها.
  • تهدئة النفس، والتوقُّف قليلاً، والتفكير جيّداً قبل اتّخاذ القرار في أيّ موقف، وعند الوصول إلى حالة الهدوء المطلوبة، تتمّ المناقشة في أماكن حياديّة؛ لأنّ ذلك يساهم في التقليل من حِدّة الحديث.
  • استخدام كلمة (أنا)، والابتعاد عن كلمة (أنت) في بداية كلّ جملة عند الوقوع بالخطأ مع الشخصيّة الصعبة؛ لأنّ ذلك يساهم إلى حدٍّ كبير في التقليل من حِدّة النقاش، ممّا يؤدّي إلى تَفهُّم هذه الشخصيّة.
  • تجنُّب سَرد تفاصيل الأحداث لهذه الشخصيّات، والخوض في المشاعر؛ بسبب عدم توفُّر الوقت الطويل؛ للتعبير عمّا يجول في الخاطر، ولذلك لا بُدّ من شَرح ما حدث دون مُحاولة إقناعها، أو محاولة تبرير الموقف لها، كما يجب تجنَُب الموضوعات التي قد تُحدِث بعض المشكلات إذا تمّ التطرُّق إليها.
  • تقبُّل الآخرين مهما كانت شخصيّاتهم، ومحاولة النظر إليهم من خلال الزاوية التي ينظرون منها إلى الأمر؛ فربَّما يمرُّ هذا الشخص صاحب الشخصيّة الصعبة ببعض المشكلات التي تزعجه، ولذلك لا بُدّ من محاولة التعامل معه بعَطف، وتفهُّم.
  • تفادي الاحتكاك بهذه الشخصيّات، والنقاش معها، خصوصاً إن كان المدير في العمل من ضمنها، أمّا في حالة الاضطرار لمثل هذا الاحتكاك، فمن الأفضل أن يكون هناك شخص ثالث موثوق به في الجلسة.

المراجع

  1. ↑ "تعريف الشخصيه ونظرياتها "، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2018. بتصرّف.
  2. ↑ عبد الكريم صالح، تحليل الشخصيات وفن التعامل معها، صفحة 9-21. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "كيفية التعامل مع الشخصيات الصعبة"، wikihow. بتصرّف.