كيفية قيام صلاة الليل
قيام الليل
هو أن يقضي العبد الليل كله أو جزء منه ولو ساعة في عبادة الله تعالى بالصلاة وقراءة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء عليه والتضرّع له ، ويعتبر قيام الليل من أعظم العبادات التي خصّصت للصالحين والأتقياء وهو دأب يمشي عليه كل من يريد أن يكون من الصالحين ، وهي مطلب تجارة بين الله وعبده التي لا تبور أبداً ولا فيها خسارة والفوز بالجنة والإبتغاء بما عند الله ، ففيها يتّجه العبد من أمور وهموم الدنيا إلى الله تعالى ليشكون لله تعالى عمّا فعلت فيهم الأيام ويشكون أحوالهم ، ويختلون بالله تعالى في الليل لكي لا يراهم أحد وهم يعبدون الله ، فقيام الليل هي من الأمور التي لا يدخل الرياء فيها ، فهي الإخلاص بحد ذاته وتطبيق لمفهومه الصحيح وهي أن تعبد الله كأنه يراك .قال تعالى : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) السجدة:16 ، أي بمعنى لا يستطيعون النوم إلى وأن يصلوا ويذكروا الله والناس نيام فهؤلاء هم حقّاً أصحاب الجنة ، فمن يريد الآخرة والدنيا عليه قيام الليل ولو ساعة واحدة ، وقد حثّنا الرسول على قيام الليل لأنّ فيها دأب الصالحين ، وقربة إلى الله تعالى ، ومكفرة عن السيئات ، ومطردة للداء من الجسد ، وأفضل الرجال عند الله هم الذين يقيمون الليل ، ولو تريد أن تعرف من يقوم الليل أنظر إلى سيماهم تجدها في وجوههم فهم أصحاب الليل الذبن بختلون مع الله والجميع غافلون عن هذه المنزلة العظيمة .
كيفية قيام الليل
إن قيام الليل تبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وأفضل وقت لقيام الليل يكون في الثلث الأخير من الليل ، إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا بعد الثلث الأول من الليل في ساعة لا يعلمها إلى الله يقول فيها عز وجل من ذا الذي يسأل فأعطيه ومن ذا الذي يستغفرني فأغفر له ، والكل يريد هذه الساعة .يكون عدد ركعات صلاق قيام الليل ما بين ركعتين إلى إثتنا عشر ركعة ، وبعد كل إنتهاء من صلاة الركعتين تتشهّد وتصلي الصلاة الإبراهيمية .ومن الممكن أن يقوم العبد بقيام الليل بأن يقرأ من آيات الله تعالى ويطلب الرحمة ويشتغفر فيها لله عزّ وجل ، فهي تعتبر خلوة بين العبد وربّه ، فأقرب ما يكون العبد لله تعالى هي في الثلث الأخير من الليل ، فالله تعالى في هذا الوقت لا يردّ سائل أو من أتعبته الهموم إلى وقد سمعه الله تعالى .كان أحد الصالحين من شدّة قيامه في الليل والصلاة فيها تتورّم قدماه فيضربها ويقول لها يا أمارة بالسوء ما خلقت الاّ للعبادة ، فعلى الأقل لو أن يصلي فيها العبد ركعتين ليتقرّب فيها إلى الله ولكي يلبسه الله تعالى من نوره .
يجب أن يحفّز العبد نفسه لقيام الليل ويكون ذلك بالطمع بما هو عند الله وتصغير الدنيا بين عينيه ، وشعور العبد بالقرب من الله تعالى في وقت الليل وقيامه بما يحب الله تعالى ويرضى ، والإستكثار من الإستغفار ففيها الرحمة والمغفرة ، ولو علم الإنسان ماذا أعدّ لعباده المخلصين من نعيم في الآخرة والدنيا لبقوا طوال حياتهم يصلون لله تعالى في كل ليلة ، فما أعظمها من عبادة خصّصت لأناس علموا بما فيها من أجر وسكينة لأرواحهم وعاهدوا الله تعالى وصدقوه وصدق الله تعالى بوعده عباده المخلصين الذين لا تنام جنوبهم الاّ أن يذكروا الله تعالى ويصلون عليه ، فهنيئاً لكم الجنّة بما قدمتم ، فما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وللآخرة خير وأبقى ، وإن كنت حقّا تريد رضا الله والجنة !!!! عليك بقيام الليل واستغفار الله تعالى وأن يرزقنا حسن الخاتمة .