في ظلّ التطوُّرات السريعة في عالم الهواتف المحمولة وزيادة المُنافسة فيها بين الشركات المُصنِّعة لها، أدّى ذلك تلقائيّاً إلى زيادة تعقيد هذه الهواتف المحمولة من ناحية الصناعة والمُعِدّات وأنظمة التشغيل التي تعمل بها،[1] فبعد أن كانت الهواتف المحمولة تعمل بمُعالِجات أبسط وأنظمة تشغيل بدائيّة، أصبحت الآن الهواتف المحمولة تحتوي على أكثر من مُعالِج مُعقَّد التركيب، وأنظمة تشغيل مُتعدّدة المَيِّزات تحتوي على العديد من البرمجيّات، ممّا زاد الحاجة لإيجاد طُرُقاً لحلّ مُشكلات هذه الأنظمة المُعقّدة دون اللجوء لعمليّات الصيانة التي قد تكون مُكلفة في الكثير من الأحيان.[2]
إعادة ضبط المصنع للهواتف المحمولة هي عمليّة تقوم بإعادة إعدادات الجهاز وحالته التي كان عليها عند شراؤه لأوّل مرّة.[3] ولأسباب تقنيّة عديدة، يحتاج مُستخدم الهاتف المحمول إلى اللجوء لهذه العمليّة، ومن هذه الأسباب:[4]
تعمل مُعظم الهواتف المحمولة المُصنَّعة من قِبَل شركة سامسونج (بالإنجليزيّة: Samsung) بنظام تشغيل الأندرويد (بالإنجليزيّة: Android)، وهو عبارة عن نظام تشغيل مفتوح المَصدر يتمّ تطويره من قِبَل شركة جوجل (بالإنجليزيّة: Google)، وكان أوّل إصدار لهذا النّظام في عام 2008.[5]
نظراً لكون نظام تشغيل الأندرويد مفتوح المصدر، وكونه يدعم العديد من الإعدادات والأدوات البرمجيّة المُتقدِّمة الخاصّة بالمُبرمجين والمُطوِّرين، إضافةً إلى قابليّة تحميل تطبيقات من مصادر خارجيّة غير مَتجر الأندرويد المُعتَمَد Google Play Store، فقد تمَّ استغلال هذا الأمر في سهولة اكتشاف الثّغرات لهذا النّظام، ممّا أدّى إلى إنتاج الفيروسات المُتعدّدة والتي تُساعِد مُنتجيها على اختراق الأجهزة التي تعمل بهذا النّظام،[6] أو إحداث خلل في الهاتف المحمول يَصعُب إصلاحه، فهذه الحالات تُجبِر أحياناً مُستخدمي هذه الأجهزة إلى اللّجوء لخيارات إعادة ضبط المصنع.
خيار إعادة ضبط المصنع قد يكون من الحلول الأخيرة للهواتف المحمولة، وذلك نظراً لأنَّ ملفّات الجهاز سيتمّ حذفُها خلال هذه العمليّة، ولكن يُمكن تفادي ضياع الملفّات عن طريق تخزينها على جهاز خارجيّ قُبَيل البدء، أو استخدام خيارات الأندرويد من أجل رفع البيانات المُخزّنة على الجهاز إلى حساب الجوجل الخاصّ بمُستخدم الهاتف.[7] في حال توافُر أسباب اللجوء لإعادة ضبط المصنع، فهناك عدّة طُرُق يُمكِن اتّباعُها لإتمام العمليّة بنجاح، وتختلِف من حيث صعوبة التنفيذ والحالات المُمكِن تنفيذها فيها.
تُعتبر هذه الطّريقة من أسهل الطُّرُق كونها مُباشِرة من خلال إعدادات الجهاز، ويتم استخدامها فقط في حالة استطاعة مُستخدِم الهاتف أن يفتح قفل هاتفه وأن يَدخل للإعدادات دون مشاكل، وتتم كالآتي:[8]
تُعتبر هذه الطّريقة متوسّطة في الصّعوبة، نظراً لكون خيارات الإعدادات غير مُباشرة، وتتطلَّب إغلاق الهاتف بشكل تامّ والدّخول إلى قائمة حالة الاسترجاع (بالإنجليزيّة: Recovery Mode)، وتُستخدم هذه الطّريقة في حالات عدم استطاعة مُستخدم الهاتف المحمول بأن يصل للإعدادات، أو قد نسي رمز فتح قفل الهاتف، وتتمّ الطّريقة على النّحو الآتي:[9]
سيعمل الجهاز على استعادة ضبط المصنع تلقائيّاً بعد القيام بعمليّة إعادة ضبط المصنع، ومن ثم سيعمل على إعادة التّشغيل، وستظهر قوائم ترحيبيّة وأُخرى لضبط إعدادات الهاتف من جديد،[10] ويجب التّأكُّد من التّطبيقات المُراد تحميلها على الجهاز؛ فهنالك كثير من التّطبيقات تقوم بإيهام المُستخدم بأنّها تطبيقات ذات فائدة، ولكنّها في الحقيقة تكون فيروسات تدخل إلى الجهاز من أجل تدمير نظام التّشغيل، فيجب توخّي الحذر والتأكُّد جيّداً قبل الشّروع بتحميله.[11]
أضافت شركة جوجل في نظام تشغيلها الأندرويد طُرُقاً لحفظ الملفّات، والبيانات، والأرقام من الضّياع، وذلك عن طريق تحميلها لمراكز جوجل السحابيّة المُرتبطة بحساب الجوجل لمُستخدم الهاتف المحمول طيلة فترة استخدامه. يُمكن لمُستخدِم الهاتف المحمول بعد إتمام عمليّة إعادة ضبط المصنع أن يقوم بتسجيل الدّخول لحساب الجوجل خاصّته على هاتفه، وبعدها الاستفادة من الخيارات المُتاحة من أجل إعادة تحميل البيانات والأرقام لهذا الهاتف، وهذا قد يُوفِّر عناء ضبط الجهاز من جديد.[12]