أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، لدرجة أصبحنا نتساءل عما كنا نفعله في أوقات فراغنا قبل اقتحامها أيامنا، وعلى الرّغم من تأثير تلك الشبكات على الأحداث الاجتماعية والعائلية التي كانت تجمع الأفراد إلّا أنها أضفت نوعاً من التواصل الفعّال مع أصدقاء حقيقين قد تفصلنا عنهم حدود جغرافية متباعدة أو عناء الالتقاء الفعلي لبعد المسافة أو تزاحم المهام؛ فتبقى تلك الشبكات المنصّة الوحيدة التي تجمعنا بمن هم بعيدين.
تتيح تلك المنصّات الفرصة الذهبية لتبادل المعرفة والخبرات مع أصدقاء افتراضيين قد تحولهم رابطة التواصل الافتراضي لأصدقاء مقربين أو كأفراد أسرة واحدة مترابطة، جمعتهم الاهتمامات والآراء المتجانسة والمحبة غير المشروطة، ولم تجمعهم قرابة النسب والعائلة، فتراهم يتخطّون حدود المكان والزمان التي تبعدهم، ويَجتمعون في غرفة افتراضيّة واحدة يتبادلون فيها الخبرات ويقضون الأيام والسنين وهم يتواصلون ويهتمّون بشؤون بعضهم البعض، وحتى لو لم تُتح لهم الفرصة للّقاء الفعلي تبقى رابطة المحبة والصداقة هي من تجمعهم وإن كانوا من شرق الأرض وأقصى غربها.
من أشهر المواقع الاجتماعية التي يقصدها ملايين البشر يومياً هو موقع الفيس بوك، الذي يُعدّ من أكبر شبكات التواصل الاجتماعي استخداماً ورواجاً؛ فوفق آخر الإحصاءات في شهر مارس من سنة 2015 تبين أنّ عدد مستخدمي هذه الشبكة بشكل شهري يبلغ 1.44 مليار إنسان حول العالم! ولذلك كان لِزاماً لكلّ من يودّ أن ينضم إلى الشبكة الأكثر انتشاراً وتطوّراً أن يتعلّم أساسيات استخداماتها السهلة والمبسطة جداً، فمن الممكن إتقانها بسهولة من دون الحاجة إلى توجيه مسبق أو حتّى إرشادات عامّة قبل الانضمام إليها، وإن واجه المشترك الجديد بعض الصعوبات البسيطة فمن الهيّن جداً أن يَجد الإجابة ويُطبّقها بشكل فردي من دون الاستعانة بأيّ عامل خارجي.
من أكثر الأمور التي يسأل عنها مستخدمو الفيس بوك الجدد هي طريقة البحث عن أصدقائهم في هذا العالم الافتراضي الواسع والمتجدد، وقبل الإجابة عن هذا السؤال يجب التنويه أنّ الفيس بوك يتيح لك كمستخدم إمكانية التواصل عبر رسالة نصيّة أو طلب صداقة لأي إنسان يستخدم هذه الشبكة (طبعاً إن وافق الطرف الآخر على قبول طلب صداقتك أو رسالتك المرسلة إليه)، وبإمكانك أن تُكوِّن علاقات صداقة أو عمل أو حتى زواج مع أناس كانوا في يومٍ من الأيام غرباء عنك ووجدتهم بالصدفة المحضة وجمعتكم رابطة ما أدّت إلى تطور علاقتكما أو حتى انتقالها من حيّز الصداقة الافتراضية إلى حيز الصداقة الواقعية.