كيفية تهذيب النفس طب 21 الشاملة

كيفية تهذيب النفس طب 21 الشاملة

تهذيب النفس

أمر الله -سبحانه وتعالى- العباد بتهذيب أنفسهم وتزكيتها وتطهيرها من المعاصي والذنوب والعيوب كافّةً، قال تعالى في كتابه العزيز: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)،[1] فمن ترك نفسه دون تزكية أو تهذيب فهو في خسارةٍ دائمة، ومن زكّاها وطهّرها ممّا يَعلق بها من الذّنوب هو الذي يُفلح وينجو من عذاب الله وينال رضوانه، فلا ينبغي للمسلم أن يُفسِح لنفسه المجال في فعل ما يحلو لها من اتِّباع الهوى، والخوض في حرمات الله وارتكاب المعاصي، بل يجب أن يجعل لنفسه محطّاتٍ دوريّةٍ منها ما هو سنويّ، ومنها ما هو شهريّ، ومنها ما يكون أسبوعيّاً، فيُذكِّر نفسه بالجنة والنار، ويُراجع أعماله، ويُحاسب نفسه على تقصيرها إذا رأى أنه مُقصّر، ويُحفِّزها إذا وجد نفسه مُقبلاً على الله.

قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك: (الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ المَوتِ، والعاجِزُ مَن أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على اللهِ)،[2] ولهذا فقد نبّه الكثير من العلماء إلى ضرورة مُراقبة النّفس وتهذيبها عملاً بالنصوص الواردة بهذا الصدد،[3] ومن الأعمال التي ينبغي على المسلم أن يقوم بها كي يُهذب نفسه ما سيأتي بيانه في هذه المقالة.

كيفيّة تهذيب النفس

يمكن للمسلم تهذيب نفسه بعدّة طرق، منها ما يأتي:

تهذيب النفس بمجاهدتها

أول ما يجب على المسلم القيام به لتهذيب نفسه وإبعادها عن الذنوب والمعاصي هو جهاد النفس، ويُقصَد بجهاد النفس أن يبذل المرء الوسع والطّاقة في شتّى الأمور والأحوال التي تختصّ بها النّفس البشريّة حتى يستطيع إبعادها عن المعاصي والذنوب، وتحفيزها على الصبر والمداومة على الطّاعات، وتحمُّل الأعباء والمشاق النفسيّة والجسديّة والمعنويّة لتلك الطّاعات.

لجهاد النفس مراتب وأنواع؛ فمنها ما يكون بمُجاهدة هوى المرء ذاته، بأن يدفع ما تدعوه له نفسه من الذنوب والمعاصي، ومنها ما يكون بمُجاهدة المرء لغيره من أهل المعاصي ورفقاء السوء الذين يسوّغون له الوقوع في الحرام، ويُمكن للمسلم أن يُجاهد نفسه بالانشغال بطلب العلم والصبر عليه. من أهم طرق مجاهدة النفس ما يأتي:[4]

تهذيب النفس بالابتعاد عن المعاصي

ينبغي على العبد إذا أراد تهذيب نفسه أن يُبعدها عن المعاصي، وأن يأمرها بذلك بين الفترة والأخرى، ويراقب أداءه لذلك حقاً، ومن الطّرق المُعينة على البعد عن المعاصي ما يأتي:[6]

تهذيب النفس بإبعاد وساوس الشيطان عنها

يجب على المسلم أن يُجاهد نفسه بإبعاد وساوس الشيطان وتأثيره عليه، فإن من أعظم ما يضُرّ بالمسلم ويجعله يتنكب طريق الحق، ويسلك طريق المعاصي هو وسوسة الشيطان له بالسوء وتفكيره بفعل ما وسوس له الشيطان به، وقد جاء في الحديث في هذا الباب ما روي أن المُصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ بالله ولينتَهِ. وفي رواية: فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله).[10] وممّا ينبغي على الإنسان فعله إذا شعر بمثل تلك الوساوس، وعرضَ له شيءٌ من هذه الأفكار ما يأتي:[11]

المراجع

  1. ↑ سورة الشمس، آية: 9-10.
  2. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم: 2459، حسن.
  3. ↑ محمد محمود عبدالخالق، "تهذيب النفس وأثرها في تهذيب الغير"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2017. بتصرّف.
  4. ↑ سعد بن ناصر الشثري (13/7/2012)، "مفهوم الجهاد في الإسلام وشروطه وضوابطه"، السكينة، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2017. بتصرّف.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 286.
  6. ↑ "نصائح للبعد عن المعاصي"، إسلام ويب، 31/10/2013، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2017.
  7. ↑ سورة آل عمران، آية: 186.
  8. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن النواس بن سمعان، الصفحة أو الرقم: 943، صحيح.
  9. ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
  10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 134.
  11. ↑ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 163-164، جزء 8. بتصرّف.