-

كيفية تشكيل الحروف

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

اللغة العربية

اللغة العربيّة لغة موسيقيّة ساحرة وجميلة، وهي لغة عالميّة خالدة، وهي متوافقة الحروف بانسجام بليغ، ممّا يجعل للمعنى التأثير المطلوب، وقد حَرص العلماء العرب على وَضْع الإشارات والحركات؛ لضبط النطق، والحفاظ عليه سليماً، إضافة إلى الحفاظ على جمال اللغة واستمراريّتها، وممّا زاد من قيمتها وأهمّيتها أنّ الله تعالى اختارها لتكون لغة القرآن، ولغة الدين الخالد، كما أنّها تُعبِّر عن قوميّته ووطنيّته بشكلٍ لا يقبل التنازُل، ولا بُدَّ أن يحرصَ كلّ عربيّ ومسلم على نُطق حروفها وكلماتها بشكل سليم؛ حتى يكون لكلامه التأثير الطيب في نفس السامع، وحتى تظهر فصاحته بأجمل حُلّة.[1]

الحركات في اللغة العربيّة

لحروف اللغة العربية انسجامٌ صوتيٌّ يجمع بينها، كما يجمع بين الكلمات التي تُكوِّن الجُمَل، وقد حَرص العلماء على وَضْع حركات وعلامات لضَبط النُّطق السليم للكلمة، ممّا يعني أداءً أفضل، فجعلوها على النَّحو الآتي:[2]

  • حركات قصيرة وهي:
  • السكون، ويُرمَز له بدائرة قصيرة فوق الحرف (-ْ)، مثل: بْ، جْ، ولدى النُّطق بالحرف الساكن، فإنّه يتمّ الوقوف عنده لحظة قصيرة،[2] فينقطع صوت الحرف، كما سُمِّي جزماً؛ لانقطاع الصوت، وعدم صدور أيّ صوت بعده (انجزام الصوت).[3]
  • التنوين: يُلفَظ التنوين كصوت النون الساكنة في آخر الاسم فقط، ولا يُكتَب، وهو على ثلاثة أنواع، كما يأتي:
  • حركات طويلة، تُعتبَر امتداداً للحركات القصيرة، وهي:
  • الشدّة: وتكون عبارة عن رأس شين مهملة دون نقاط فوق الحرف (-ّ)، مثل: بّ، جّ، حيث تُوضَع للدلالة على تكرار الحرف، وذلك لأنّ التكرار في اللغة العربية أمرٌ غير مُحبَّب، أمّا فيما يتعلّق بالحركة الأصليّة، فإن كانت فتحة أو ضمّة، فإنّها تُوضَع فوق الشدَّة، كما في كلمة (ربُّ)، وإن كانت كسرة، فإنّها تُوضَع تحت الشدَّة، مثل كلمة (ربِّ).
  • الفتحة: ويُرمَز لها بشرطة مائلة قليلاً فوق الحرف (-َ)، مثل: بَ، جَ، وعند لفظ الحرف المفتوح، فإنّه يتمّ فَتح الشفتين قليلاً في وَضْع الانبساط، كما يكون اللسان مُرتفعاً من الوسط ارتفاعاً خفيفاً، إلّا أنّه يحافظ على كونه مُستوياً في قاع الفم.
  • الضمّة: ويُرمَز لها بواو صغيرة فوق الحرف (-ُ)، مثل: بُ، جُ، وعند النُّطق بالحرف المضموم، فإنّه يتمّ بضَمِّ الشفتين، حيث يصبح شكلهما مُستديراً، كما يكون اللسان مُتوسِّط الارتفاع.
  • الكسرة: ويُرمَز لها بشَرطة مائلة قليلاً تحت الحرف (-ِ)، مثل: بِ، جِ، وعند النُّطق بالحرف المكسور، فإنّ الشفتين تتّخذان وَضْعاً مُنبسِطاً، ويكون اللسان في أعلى ارتفاعٍ له.
  • تنوين النصب: ويُرمَز له بفتحتَين فوق الحرف الأخير من الاسم فقط، وتُضاف ألف تنوين النصب، مثل: بابًا، وزجاجًا، باستثناء الأسماء التي تنتهي بالتاء المربوطة؛ إذ لا تتمّ زيادة ألف تنوين النصب، مثل: سيارةً.
  • تنوين الرفع: ويُرمَز له بضمّتين فوق الحرف الأخير من الاسم، مثل: بابٌ، زجاجٌ.
  • تنوين الكسر: ويُرمَز له بكسرتَين تحت الحرف الأخير من الاسم، مثل: بابٍ، زجاجٍ.
  • ألف المدّ (ا): وهي تُعَدّ امتداداً لحركة الفتحة، وتُلفَظ بفتح الشفتين مع الحرص على انبساطهما، والحفاظ على استمرار خروج الهواء لفترة قصيرة، مثل: با، جا.
  • واو المدّ (و): وهي عبارة عن امتداد لحركة الضمة، وتُلفَظ باستدارة الشفتين مع ضمّهما، والحفاظ على استمرار خروج الهواء لفترة قصيرة، مثل: بو، جو.
  • ياء المدّ (ي): وتُعتبَر امتداداً لحركة الكسرة، وتُلفَظ بانبساط الشفتين مع تضييق فتحتهما قليلاً، والحفاظ على استمرار خروج الهواء لفترة قصيرة، مثل: بي، جي.

كيفية تشكيل الحروف

إن من يريد أن يتعلم الضبط (التشكيل) الصحيح للكلمة يجب أن يتبع بعض الإرشادات الآتية:

  • الاستماع جيداً للنص المراد قراءته خاصة القرآن الكريم، والشعر مثلاً، ثم التدرب على قراءة النص بالضبط الصحيح للحروف قراءة جهرية ليستمع القارئ لنفسه، ويلاحظ ما قد يقع فيه من أخطاء في ضبط الحروف.[4]
  • الرجوع إلى المعجم، فهو خير دليل للتعلُّم ومعرفة ضبط الكلمة، وقد اعتنت المعاجم بتسهيل الصعوبات الصرفيّة والنحويّة، وشَرح كلِّ كلمة بشكل مُيسَّر، وضَبْط التعريفات،[5] ومثال ذلك كلمة (برّ) تختلف معانيها باختلاف تشكيلها، فكلمة البَرّ بفتح الباء تعني ما انبسط من سطح الأرض ولم يغطِّه الماء، أما البِرّ بكسر الباء فتعني الخير، أما البُرّ بضم الباء فهو حَبّ القمح.[6]
  • دراسة النَّحو والصَّرف دراسة جيّدة وعميقة، مع الحِرص على تذوُّق جماليّات العبارات، والتدرُّب على النُّطق السليم،[4] علماً بأنّ الحركات الإعرابيّة تُعَدُّ مُهمّة للكلمة في اللغة العربيّة؛ فالحركة الأساسيّة للرفع هي الضمّة، وللنصب الفتحة، وللجرّ الكسرة، ولجَزم الفعل المضارع السكون.[7]

مثال لتشكيل الكلمة

لدى تشكيل كلمة (عرض) في الجملة: (شوهِدت السفينة في عرض البحر)، وبالرجوع إلى أحد المعاجم العربية، تتوضَّح الكثير من المعاني للكلمة السابقة، وِفقاً لاختلاف ضَبْطها، ومن ذلك ما يأتي:[8]

    • العَرْض: عكس الطول وخلافه.
    • العِرْض: البَدن، والنفس، وما يُمدَح أو يُذَمّ من الإنسان، سواء كان في نفسه، أو سلفه، أو من يلزمه أمره..
    • العُرْض: عُرْض الشيء: ناحيته وجانبه، وقد يعني الوسط؛ يُقال عُرْض البحر: أي وسطه.

    وبناء على المعنى المُراد في الجملة؛ فإنّ المعنى المقصود هو وسط البحر، وبالتالي يتمّ اختيار الضَّبط الصحيح، وهو (العُرْض)؛ وذلك لملاءمة المعنى، أمّا لمعرفة كيفيّة ضَبط الحرف الأخير من كلمة (عُرْض)، فلا بُدّ من معرفة موقعها الإعرابيّ في الجملة، وهو هنا اسم مجرور بحرف الجرِّ (في)، وعلامة جرِّه الكسرة، وبالتالي يُضبَط آخره بالكسرة (عُرْضِ).[8]

    المراجع

    1. ↑ فخري صالح، اللغة العربية أداء ونطقا وإملاء وكتابة، المنصورة: الوفاء للطباعة والنشر، صفحة 15، 103-104. بتصرّف.
    2. ^ أ ب فخري صالح، اللغة العربية أداء ونطقا وإملاء وكتابة، المنصورة: الوفاء للطباعة والنشر، صفحة 47-54. بتصرّف.
    3. ↑ د. محمد الشدوي، "الحركات والسكون في لغتنا العربية : المعاني والدلالات"، manhal، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2018. بتصرّف.
    4. ^ أ ب فخري صالح، اللغة العربية أداء ونطقا وإملاء وكتابة، المنصورة: دار المعارف، صفحة 94.
    5. ↑ شعبان عطية، أحمد حسين، جمال حلمي، وآخرون (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، مصر: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 24. بتصرف.
    6. ↑ شعبان عطية، أحمد حسين، جمال حلمي، وآخرون (2004)، المعجم الوسيط، (الطبعة الرابعة)، مصر: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 48. بتصرّف.
    7. ↑ د. عبده الراجحي (1998)، التطبيق النحوي (الطبعة الثانية)، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، صفحة 19. بتصرّف.
    8. ^ أ ب شعبان عطية، أحمد حسين، جمال حلمي، وآخرون (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، مصر: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 593-594.