-

كيفية الخروج من حالة الاكتئاب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاكتئاب

يُعدّ الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression) من الاضطرابات المزاجيّة التي تتّسم بالشعور بالحزن وفقدان الاهتمام المستمرّين، وهو أكثر من أن يكون شعور بالإحباط لعدّة أيام فحسب، فعادة ما يستمرّ الاكتئاب أسابيع، أو حتّى أشهر. وفي الحقيقة ينجم عن الاكتئاب العديد من المشاكل النفسيّة والجسديّة؛ حيثُ إنّه يؤثّر في شعور المريض، وتفكيره، وتصرّفاته، إضافة إلى أنّ المريض قد يجد صعوبة في إنجاز أنشطته اليوميّة المعتادة، ويشعر أنّ حياته أصبحت بلا قيمة. وتجدر الإشارة أنّ مريض الاكتئاب يحتاج للعلاج الدوائيّ أو النفسي، أو كليهما معاً، ومن الممكن أن يمتدّ علاجه لفترات طويلة.[1][2]

الخروج من حالة الاكتئاب

علاج المريض عن طريق الأدوية المضادّة للاكتئاب، أو عن طريق العلاج النفسي يخفّف من أعراض الاكتئاب، إلّا أنّ استخدام كلا العلاجين معاً، يعطي نتائج أفضل، خصوصاً في الحالات الشديدة والمعقّدة. كما يتوفّر نوع آخر من العلاج يُستخدم في الحالات المستعصية، وعند ميل المصاب إلى الأفكار الانتحارية، وهو العلاج بالصدمة الكهربائيّة (بالإنجليزيّة: Electroconvulsive Therapy).[3]

العلاج النفسيّ

يُعتبر العلاج النفسي (بالإنجليزيّة: Psychotherapy) أسلوباً لمعالجة الاكتئاب عن طريق تحدّث المريض عن حالته ومشاكله مع المعالج المختصّ؛ ومن هنا أُطلق على العلاج النفسي العلاج بالكلام. وفي الحقيقة تُعدّ أنواع العلاج النّفسي فعّالة في علاج حالة الاكتئاب، ومن أهمّها:[4][3]

  • العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy)، غالباً ما يُراود مرضى الاكتئاب أفكاراً ورؤى سلبيّة عن أنفسهم والعالم من حولهم؛ فيرى المصاب نفسه عاجزاً، ويرى مستقبله بلا قيمة، وينتقده الآخرون ويحكمون عليه بشكل دائم. وفي الحقيقة يهدف العلاج السلوكي المعرفيّ إلى تصحيح هذه الأفكار، والأنماط السلوكيّة الناتجة عنها. وقد أثبتت الدراسات فاعليّة هذا العلاج لدى مرضى الاكتئاب من كافّة الأعمار.[3]
  • العلاج المعنيّ بتنظيم العلاقات مع الآخرين: (بالإنجليزيّة: Interpersonal Therapy)، يهدف هذا النوع إلى القضاء على أعراض الاكتئاب، عن طريق تحسين علاقات المريض مع الآخرين، وتطويره اجتماعيّاً.[3]

العلاج الدوائي

تمتلك الأدوية المضادّة للاكتئاب فعاليّة جيّدة في محاربته، إلّا أنّها قد تحتاج لفترة تتراوح ما بين 2-4 أسابيع حتّى يبدأ تأثيرها بالظهور على أعراض الاكتئاب، وعادةً ما يبدأ تحسّن نمط النوم، والتركيز، والشهيّة، قبل تحسن المزاج. وقد يحتاج المصاب لتجربة أكثر من نوع من هذه الأدوية قبل أن يقرر الطبيب الدواء الأفضل لحالته، وتجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة الأمر مع الطبيب المختصّ، وعدم التوقّف عن أخذ الدواء قبل استشارته حتى إن اختفت أعراض الاكتئاب، أو ظهرت أعراض جانبيّة للدواء، وذلك لتجنّب ظهور أعراض انسحابيّة لبعض هذه الأدوية. وفيما يأتي بيان لبعضٍ من الأدوية المستخدمة في محاربة الاكتئاب:[3][4]

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة: (بالإنجليزيّة: Selective serotonin reuptake inhibitors)، واختصاراً SSRIs، عادةً ما يبدأ الأطبّاء العلاج الدوائي بتجريب هذه الأدوية، نظراً لأنّها آمنة وتسبّب آثاراً جانبية أقل مقارنة مع الأنواع الأخرى من الأدوية المضادّة للاكتئاب. ومن الأمثلة عليها: سيتالوبرام (بالإنجليزيّة: Citalopram)، وفلوكسيتين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine)، وباروكستين (بالإنجليزيّة: Paroxetine).
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين: (بالإنجليزيّة: Serotonin-norepinephrine reuptake inhibitors)، واختصاراً SNRIs؛ ومن الأمثلة عليها: فينلافاكسين (بالإنجليزيّة: Venlafaxine)، ودولوكسيتين (بالإنجليزيّة: Duloxetine)، وديسفينلافاكسين (بالإنجليزيّة: Desvenlafaxine).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: (بالإنجليزيّة: Tricyclic antidepressants)، أو TCAs، تُعتبر هذه الأدويّة فعّالة بشكل ممتاز، إلّا أنّها قد تؤدي إلى ظهور أعراض جانبيّة أكثر من غيرها من الأدوية الحديثة؛ ولذلك يلجأ الطبيب إليها عادةً إذا لم يستجب المريض لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة. ومن الأمثلة عليها: إيميبرامين (بالإنجليزيّة: Imipramine) ونورتريبتيلين (بالإنجليزيّة: Nortriptyline).
  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين: (بالإنجليزيّة: Monoamine oxidase inhibitors)، واختصاراً MAOIs؛ ومن الأمثلة عليها: دواء ترانيلسيبرومين (بالإنجليزيّة: Tranylcypromine). ويُمكن إعطاء هذه الأدوية في حال عدم استجابة المصاب للأدوية الأخرى، حيثُ إنّها قد تؤدّي لأعراض شديدة الخطورة، بالإضافة إلى أنّ المصاب يحتاج لاتّباع حمية غذائيّة دقيقة نظراً لتداخلها مع العديد من أنواع الأطعمة: كالأجبان، والمخللات، وبعض الأدوية والمكملات العشبية.
  • مضادات الاكتئاب غير النمطية: (بالإنجليزيّة: Atypical antidepressants) لا ترتبط هذه المجموعة من الأدوية بأي من المجموعات المذكورة سابقاً، ومن الأمثلة عليها: بوبروبيون (بالإنجليزيّة: Bupropion) وميرتازابين (بالإنجليزيّة: Mertazapine).

العلاج بالصدمة الكهربائيّة

يُعدّ العلاج بالصدمة الكهربائيّة من العلاجات الفعّالة للاكتئاب، وتظهر نتائجه عادةً بشكل أسرع من العلاجات الدوائيّة؛ حيث إنّ المريض قد يجد تحسّناً ملحوظاً في الأعراض خلال الأسبوع الأوّل من تلقّي العلاج. وفي الحقيقة بالرغم من الجهود المبذولة في جعل هذا النوع من العلاج أكثر أماناً وقابليّة، إلّا أنّه قد ينجم عنه بعض الأعراض الجانبيّة؛ كتأثر ذاكرة الشخص المصاب. وفيما يأتي بيان لبعض الحالات التي تستدعي استخدامه:[3]

  • عدم فاعلية العلاجات الدوائيّة.
  • استجابة المريض للعلاج بالصدمة الكهربائيّة سابقاً.
  • تفكير المصاب بالانتحار.
  • خطورة حالة المصاب واحتماليّة موته.
  • تفضيل المصاب لهذا العلاج عن غيره.

نصائح عامة للمصابين بالاكتئاب

هنالك العديد من الخطوات التي يمكن أن يتبّعها بها المصاب لمحاربة هذا الاضطراب إضافة للعلاج الذي يتلقاه؛ وفي ما يأتي ذكر لأهم النصائح التي قد تساعد المريض على الخروج من حالة الاكتئاب بشكل طبيعيّ:[5]

  • تبنّي روتين حياتي: حيثُ إنّ الاكتئاب عادة ما يهدم هيكل حياة المصاب، فلا يفرّق بين يوم والآخر؛ لذلك فإنّ تحديد جدول يوميّ من الأنشطة للمصاب، قد يساعده على إيجاد المسار الصحيح لأيّامه.
  • وضع الأهداف: يشعر مريض الاكتئاب غالباً بالعجز عن تحقيق أي شيء له معنى؛ ممّا يزيد مزاجه سوءاً، وبالتّالي قد يفيده وضع هدف كل يوم، وتحقيقه مهما كان صغيراً.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: قد يؤدّي الاكتئاب إلى صعوبة في النّوم، كما إنّ قلّة النوم قد تزيد حالة المصاب سوءاً؛ لذلك من المهم جدّاً أن يجري المصاب بعض التغييرات لتحسين نومه؛ كالنوم والاستيقاظ في أوقات محددة، وتجنّب النوم وسط النهار، وإزالة الملهيات التي قد تحول دون النوم؛ كالتلفاز وجهاز الحاسوب.
  • ممارسة الرياضة: وجد الخبراء علاقة بين تحسّن أعراض الاكتئاب وممارسة الأنشطة الرياضيّة: كالمشي، والهرولة، وتمارين المقاومة، وغيرها؛ حيثُ إنّها تحفّز إفراز هرمونات الإندورفين (بالإنجليزيّة: Endorphins) التي تعطي شعوراً بالسعادة.[6][5]
  • تعديل النظام الغذائي: أظهرت بعض الدراسات أنّ اتّباع نظام غذائي صحّي قد يقلّل بشكل ملحوظ من الاكتئاب، وذلك عن طريق زيادة استهلاك الخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحيّة، بالإضافة لتجنّب تناول المشروبات الكحوليّة، والحد من تناول الأطعمة المُعالجة، والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكّر. كما أظهرت بعض الدراسات نفع الأطعمة المُحتوية على أحماض أوميغا3 الدهنية (بالإنجليزيّة: Omega-3 fatty acids)؛ مثل التونا والسالمون، بالإضافة للأطعمة الغنيّة بحمض الفوليك (بالإنجليزيّة: Folic Acid)؛ كالسبانخ والأفوكادو.[6][5]

المراجع

  1. ↑ "Depression (major depressive disorder)", www.mayoclinic.org, Retrieved 27-10-2018. Edited.
  2. ↑ "Overview - Clinical depression", www.nhs.uk, Retrieved 27-10-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Depression Treatment and Management", adaa.org, Retrieved 27-10-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Depression (major depressive disorder)", www.mayoclinic.org, Retrieved 27-10-2018. Edited.
  5. ^ أ ب ت "10 Natural Depression Treatments", www.webmd.com, Retrieved 27-10-2018. Edited.
  6. ^ أ ب "27 Facts About the Best Ways to Treat Depression", www.psychologytoday.com, Retrieved 27-10-2018. Edited.