الذباب
الذباب هو عبارة عن نوعٍ من أنواع الحشرات الطائرة التي تمتلكُ زوجاً من الأجنحة للطيران، وهي حشرة واسعة الانتشار؛ إذ يُوجَد ما يقاربُ 125,000 نوعٍ منه في مُختلَف أنحاء العالم، وفي مُختلَف البيئات الطبيعيّة، بما فيها المناطق شبه القطبيّة، والجبليّة، والجدير بالذِّكر أنَّه على الرغم من وجود العديد من الذباب الحامِل للأمراض، والتي يكون بعضُها خطيراً جدّاً، إلّا أنّه تُوجَدُ أنواع لها أهميّة كبيرة من الناحية الاقتصاديّة،[1] وبالحديث عن أنواع الذباب، يَجدُرُ ذِكْرُ بعضٍ منها، مثل: الذباب الأسود، وذباب السَّروء، وذباب النحل، والذباب الغرنوغيّ، وذباب الفاكهة، وذباب الغزلان، والنِّبْر، والذباب الرفراف، والذباب السارق، وغيرها، إلّا أنَّه يمكن القول بأنَّ الذبابة المنزليّة التي يشيعُ انتشارُها، هي أكثر الأنواع المعروفَة من الذباب لدى الإنسان.[2]
وتُوجَدُ عدّة حشرات تُنسَبُ إلى الذباب، إلّا أنَّها ليست ذُباباً، وهي حشرات تمتلكُ زوجين من الأجنحة وليس زوجاً واحداً، مثل: الذُّباب الشعريّ، وذُباب العذارى، والذُّباب العقرب، أمّا عن نَقْلِ الذُّباب للأمراض والجراثيم، فيتمُّ ذلك عن طريق حَمْلِها داخل جسمه، أو من خلال أجزاء فمه، أو من خلال الشُّعَيرات الموجودة على الجسم، وعندما تُلامِسُ الذُّبابة جسماً ما، فإنَّها بذلك تَتركُ أثراً من الجراثيم التي تَحمِلُها على ذلك الجسم، وبالتالي يتمُّ نَقْلُ المَرَضِ، ومن الأمراض الخطيرة التي يمكن أن يتسبَّبَ الذباب في نَقْلِها، مَرَضُ الملاريا، ومَرَضُ الزُّحار وهو الدوسنتاريا، وداء الفيلاريا، والجدير بالذكر أنّ الذباب لا يَنقُلُ أمراضاً للإنسان فقط، وإنّما يَنقُلُها أيضاً للحيوان والنبات.[2]
أمّا فيما يتعلّق بفائدة الذباب، فيجدُرُ بنا ذكر أنّ من أنواع الذباب المُفيد ذباب الفاكهة، والذي يَستخدِمُه العلماء في دراسة الصفات الوراثيّة؛ حيث كان من شأن ذلك أن يُسهِمَ في وَفرَةِ المعلومات عن الصفات الوراثيّة التي تنتقلُ من جيلٍ إلى آخر وكيفيّة انتقالِها، وهناك أيضاً أنواع من الذباب تنقلُ حبوبَ اللقاح من نباتٍ إلى آخر تماماً كما يفعلُ النحل، ويُعَدُّ الذبابُ من أسرع الحشرات الطائرة، أمّا الطنين الذي يُسمَعُ أثناءَ طيرانِها، فهو صوت ضَرْبِ أجنحتِها في الهواء، فمثلاً يَصِلُ عدد ضربات أجنحة الذبابة المنزليّة إلى 200 ضَربَةٍ خلال الثانية الواحدة، ويَختلِفُ عدد الضربات؛ تبعاً لنوع الذباب.[2]
طُرُقُ التخلُّص من الذباب في المنزل
يَنزعجُ الإنسان من الذباب سواء كان في المنزل، أو عند ذهابهم في نزهة خارجيّة، وخاصّة في فصل الصيف؛ حيث يُنتشرُ الذباب بشكل كبير، فيزعجُ الأفرادَ بصوت طنينِه، إضافة إلى إمكانيّة نَقْلِه للأمراض المُختلِفة؛ ولذا يُصبحُ التخلُّص منه ومَنْعُه من الاقتراب من المنزل، من أكبر الأعباء التي تَقَعُ على كاهلِ على الإنسان، وفي ما يأتي بعضٌ من الطُّرُقِ التي يمكن استعمالُها للتخلُّص منه.[3]
- استخدامُ طارِدِ الحشرات، أو المُبيدات الحشريّة التي تُباع في الأسواق المحليّة؛ حيث إنّ الذبابة حسَّاسة جدّاً لبعضِ الراوئح والنكهات، ومن شأن طارد الحشرات أن يتخلَّصَ منها مَبدئيّاً.
- غَرْسُ عيدان القرنفل في الحِمضيّات، كالليمون، أو البرتقال، ومن ثمَّ وَضْعُ الثمرة كاملةً في الأماكن المَفتوحة، كما يُمكنُ تقطيعُ الثمرةِ وغَرْس القرنفل فيها، ثمَّ وَضْعها في الأماكن المَفتوحة أيضاً؛ وذلك لتسريبِ أكبر قَدْرٍ من الرائحة النفَّاذة التي يَكرهُها الذباب، ويَعتبرُها تهديداً له.
- استخدامُ الزيوت العِطريّة؛ حيث إنَّ الذباب يكرهُ رائحةَ بعض أنواع الزيوت العِطريّة، مثل: زيت أوكالبتوس، وزيت اللافندر، الذي كان يُستخدَمُ بكثرةٍ مُنذُ القِدَم؛ لطَرْدِ الحشرات، كما كان يُوضَعُ في أماكن تخزينِ الملابس؛ لمَنْعِ العَثِّ من الاقتراب منها.
- استخدامُ نبات الريحان، وأنواع أخرى من الأعشاب، مثل: النعنع، أو وَرَق الغار، أو اللافندر؛ حيث إنَّ لهذه الأنواع خصائص مُضادَّة للبكتيريا، والفيروسات المُختلِفة، كما أنّ مِن شأنها أن تُوجِدَ بيئةً صحيّةً في المنزل، ويُفضَّلُ وَضْعُها بالقُرْبِ من النوافذ، أو الأبواب المَفتوحة.
- استخدامُ المُركَّب الكيميائيّ المَعروف باسم الكافور؛ حيث إنَّ له رائحةً قويّةً جدّاً يكرهُها الذباب، وله خصائص رادعةٌ للحشرات، ويُستخدَمُ عن طريق وَضْعِه على سَطْحٍ ساخنٍ حول المنزلـ أو عند النوافذ المَفتوحة؛ فتَنتشِرُ الرائحةُ التي تَصِلُ إلى الذباب وتَمنعُه من الاقتراب.
- استعمالُ قِشْرِ البرتقال الطازَج؛ إذ إنّ لقِشْرِ البرتقال قدرةً كبيرةً على طَرْدِ الحشرات، حيث يمكن فَرْكُ الأسطُحِ بقِشْرِ البرتقال الطازَج بين كلِّ فترةٍ وأخرى؛ لنَشْرِ رائحتِه، وبالتالي هروب الذباب من المكان، كما يَجبُ نَشْرُ قِشْرِ البرتقالِ في الأماكن المَفتوحة، مثل: النوافذ، أو الأبواب، واستبدالُه في حالِ جَفافِه.
- خداعُ الذبابة باستعمال أكياس بلاستيكيّة مَملوءَة بالماء، وتعليقها خارج النوافذ، أو الأبواب، وتُعَدُّ هذه الخدعة من أنجح الوسائل لطَرْدِ الذباب؛ وذلك بسبب وجود العيون المُركَّبة والمُتطوِّرة للذباب، والتي تُمكِّنُها من اكتشافِ أنماط الضَّوء والحركة، فتهربُ؛ بسبب انعكاس الضوء الذي يسبِّبُه كيسُ الماء في كلِّ مكانٍ حولَه؛ ممّا يسبِّب إرباكاً كبيراً للذبابة؛ فتَبتعِدُ عن المكان.
أفخاخ الذباب
هناك طُرُقٌ أخرى لمَنْعِ الذباب من الاقتراب من الطعام، ولَفْتِ انتباهِه إلى أمور تجذِبُه، وذلك من خلال صُنْعِ الفِخاخ المُناسِبة، ومنها:[3]
- فَخُّ الخلّ؛ حيثُ ينجذِبُ الذباب إلى الخلّ، وبالتالي فإنَّ وَضْعَ الخلّ في وعاءٍ يَجذِبُ الذبابَ إليه، ويَجعلُه يَبتعِدُ عن بقيّةِ أنحاءِ المنزل، كما يمكنُ أيضاً حَبْسُ الذباب في الخلّ، وذلك من خلال وَضْعِ الخلّ في وعاءٍ زجاجيٍّ، ثمَّ تغطيتِه بكيسٍ بلاستيكيٍّ وتثبيتِه بالمَطَّاط، وصُنْعِ ثَقْبٍ يكفي لدخولِ الذبابةِ، وفي الوقت نفسه لا يُمكِّنُها من الخروجِ منه، ممّا يَجعلُ الذبابَ حبيساً في هذا المكان ويَمنعُه من الاقتراب من أيّ مكان آخر في المنزل.
- فَخُّ الزهرة صائِدة الذباب (بالإنجليزيّة: Venus Fly Trap)، وهي عبارة عن مصيدة بَيعيّة للذباب، يمكنُ شراؤُها ووَضْعُها في أيّ مكانٍ داخلَ أو خارجَ المنزل، كما أنَّها تُضفي مَظهراً جماليّاً عليه.
- فَخُّ الشرائط اللاصِقة الخاصّة لصيد الذباب، ويمكنُ شراؤُها من المتاجر الخاصّة بمُكافَحة الحشرات، كما يمكنُ صُنْعُها في المنزل، وذلك من خلال إحضار ورقة ذات لون بنيٍّ وقَصِّها إلى قِطَعٍ طوليٍّة كالشريط اللاصِق، ثم خَلْطِ رُبْعِ كوبٍ من الشراب السكريِّ الذهبيِّ (بالإنجليزيّة: Golden Syrup)، مع رُبْعِ كوبٍ من السكَّر، ثمَّ يتمُّ ثَقْبُ الشرائطِ البنّية في منطقتها العلويّة، وإدخال خَيطٍ فيها؛ وذلك لعَمَلِ حَلَقة، ومن ثمَّ دَهْنها بخليط السكَّر الناتِج، وتعليق الشرائط في أيّ مكان في المنزل، أو خارجه؛ لجَذْبِ الذبابِ إليه، ومَنْعِه من الذهاب إلى أماكن أخرى في المنزل.
نصائح للوقاية من انتشار الذباب
في ما يأتي بعضٌ من النصائح المُهمّة؛ للوقاية من انتِشار الذباب:[4]
- التخلُّصُ من بقايا الطعام؛ حيث يجب أن يتمَّ التخلُّص من بقايا الطعام، ومن الأطباق القَذِرَة وتجنُّب تراكُمِها في المنزل، أو أمام المنزل، ويَجبُ الحِرْصُ على فِعُلِ ذلك بشكل دوريٍّ؛ لتجنُّبِ جَلْبِ الذباب.
- التنظيفُ حولِ الحيوانات الأليفة باستمرار؛ إذ يُعّدُّ التخلُّص من فضلات الحيوانات على رأس قائمة التنظيف؛ إذ إنَّ فضلاتِها أقوى جاذِبٍ للذباب، والحشرات.
- مَعرِفةُ المكان الذي يَدخلُ منه الذبابُ إلى المنزل، فرُبَّما يكونُ هناك مَنفَذٌ من النوافذ؛ وبالتالي يَجبُ تفقُّدُها باستمرار، وإصلاحُ التالِفِ منها إن كانت هي السبب، كما يَجبُ الحِرْصُ على إغلاقِ النوافذِ والأبوابِ باستمرار، وعدم تَرْكِها مفتوحة؛ ممّا يَمنعُ الذبابَ من الدخول إلى المنزل.
- صُنْعُ أفخاخِ الذبابِ وتَحضيرُها، وخاصّة في المَواسِمِ التي يَتكاثرُ فيها الذبابُ، ويَنتشرُ بِشكلٍ مَلحوظ.
المراجع
- ↑ "Fly"، www.global.britannica.com، Retrieved 2018-4-9. Edited.
- ^ أ ب ت ، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة لنشر والتوزيع، صفحة 624-625 (ح خ ذ )، جزء العاشر. بتصرّف.
- ^ أ ب Jenny Marchal, "Complete Guide To Getting Rid Of Flies In The House"، www.lifehack.org, Retrieved 2018-4-9. Edited.
- ↑ ERIN HUFFSTETLER (2018-4-7), "How to Get Rid of Flies"، www.thebalance.com, Retrieved 2018-4-9. Edited.