كيف تتخلص من الغضب السريع
الغضب
الغضب عاطفة إنسانية طبيعية وصحيَّة، ولكن عند خروجها عن نطاق السيطرة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في العمل، وفي العلاقات الشخصية، ويمكن أن تجعل الشخص يشعر كما لو أنّه تحت رحمة مشاعر قوية لا يمكن التنبؤ بها، ويختلف الغضب في شدته من تهيج خفيف إلى غضب شديد وعدوانية، والغضب يرافقه تغييرات فسيولوجية وبيولوجية، فمثلاً يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما ترتفع مستويات هرمونات الطاقة مثل: الأدرينالين، والنورادرينالين، وقد يحدث الغضب بسبب الأحداث الخارجية أو الداخلية؛ فقد يكون الشخص غاضباً من شخص معين أو من حدث ما أو قد يكون سبب الغضب هو القلق وكثرة التفكير بشأن المشاكل الشخصية، ويمكن أيضاً لذكريات الأحداث الصادمة أو الغاضبة أن تثير مشاعر الغضب، ومن الجدير بالذكر أنَّ الطريقة الغريزية الطبيعية للتعبير عن الغضب هي الرد بقوة، حيث يشكل الغضب استجابة طبيعية للتكيف مع التهديدات، لأنَّه يحفز المشاعر والسلوكيات القوية، التي غالباً ما تكون عدوانية، والتي تسمح للأشخاص بالقتال والدفاع عن أنفسهم عند التعرض لهجوم ما، ولذلك يُعدّ الغضب بقدر معين أمراً ضرورياً، ولكن من ناحية أخرى، لا يمكن مهاجمة كل الأشخاص أو الأمور أو الأحداث التي تزعج الإنسان، حيث إنَّ القوانين، والأعراف الاجتماعية، والحس السليم يضعون حداً لمدى استجابة الإنسان لغضبه.[1][2][3]
التخلص من الغضب السريع
ومن الجدير بالذكر أنَّ الشعور بالاحباط أو الأذى أو الانزعاج يحفز الشعور بالغضب، إذ يمكن للغضب أن يساعد الشخص أو يؤذيه في حالات أخرى، اعتماداً على كيفية تفاعله معه، فإذا كان الشخص يستطيع أن يتفاعل دون أن يؤذي شخصاً آخر، فقد يكون ذلك شعوراً إيجابياً، إما إذا كان يشعر بالغضب في داخله فقط، فقد يؤدي ذلك إلى سلوك عدواني سلبي مثل: الانتقام من الناس دون إخبارهم بالسبب، أو الانتقاد والعدائية، ولذلك معرفة كيفية التعرف على هذه المشاعر والتعبير عنها بطرق مناسبة يمكن أن يساعد على التعامل مع حالات الطوارئ والغضب السريع، و حل المشكلات، والتمسك بالعلاقات المختلفة،[4] وفيما يلي بيان لبعض النصائح لكيفية التخلص من الغضب السريع:[5][6]
- التفكير قبل التحدث: في ظل لحظات الغضب، من السهل أن يقول الشخص شيئاً يندم عليه لاحقاً، لذلك يُنصح بأخذ بضع لحظات لتجميع الأفكار قبل قول أي شيء، والسماح للآخرين المشاركين في الموقف نفسه بفعل ذلك.
- التعبير عن الغضب بعد الهدوء: حيث يُنصح بالتعبير عن الغضب بعد أن يهدأ الشخص، أي عندما يستطيع أن يفكر بوضوح ويعبر عن إحباطه بطريقة حازمة، ولكن غير مؤذية للأشخاص من حوله، إذ يجب على الشخص تحديد مخاوفه واحتياجاته بشكل واضح ومباشر، دون إيذاء الآخرين أو محاولة التحكم بهم.
- ممارسة التمارين الرياضية: حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني على تقليل التوتر الذي قد يسبب الغضب، ويُنصح بالمشي السريع أو الركض عند الشعور بالغضب، أو قضاء بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية ممتعة أخرى.
- أخذ استراحة: حيث يجب على الشخص منح نفسه فترات راحة قصيرة خلال أوقات اليوم التي تميل إلى أن تكون مرهقة، بضع لحظات من الهدوء قد تساعد على الشعور بشكل أفضل، والاستعداد للتعامل مع الأمور المستقبلية دون غضب أو عصبية.
- تحديد الحلول الممكنة: حيث بدلاً من التركيز على ما جعل الشخص يشعر بالغضب، يجب أن يعمل على حل المشكلة المطروحة، وتذكير نفسه بأنّ الغضب لن يصلح أي شيء بل قد يزيد الأمر سوءاً.
- الابتعاد عن النقد: حيث يجب الابتعاد عن نقد الآخرين وإلقاء اللوم عليهم، وبدلاً من ذلك يُنصح بالتركيز على مشاعر الشخص نفسه نتيجة أفعال الآخرين والنقاش معهم بهدوء ووضوح.
- الابتعاد عن الشعور بالضغينة: حيث يُعدّ الغفران والمسامحة أداة قوية، لذلك يجب على الشخص الغاضب محاولة تغلب المشاعر الايجابية على المشاعر السلبية، وإذا استطاع أن يسامح شخصاً أغضبه، فقد يتعلم من هذا الموقف، بل وقد يدعم علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
- استخدام الفكاهة: يُنصح باستخدام الفكاهة للتخلص من التوتر، حيث يمكن أن تساعد الفكاهة على نزع فتيل التوتر، وقد يساعد استخدام الفكاهة والمزاح على مواجهة ما يجعل الشخص غاضباً، ولكن يجب تجنب السخرية؛ لأنّها قد تؤذي مشاعر الآخرين وتزيد الأمور سوءاً.
- معرفة وقت وجوب طلب المساعدة: يُعدّ تعلم السيطرة على الغضب تحدٍ للجميع في بعض الأحيان، لذلك يُنصح بطلب المساعدة فيما يتعلق بمشاكل الغضب إذا كان الغضب خارجاً عن السيطرة، أو يتسبب بالقيام بتصرفات يندم عليها الشخص لاحقاً أو يؤذي من حوله.
- ممارسة مهارات الاسترخاء: مثل؛ تمارين التنفس العميق، وتخيل مشهد جميل يبعث الراحة والاسترخاء، وتكرار كلمات أو جمل تهدىء الشخص الغاضب مثل: أخذ الأمور ببساطة، والاستماع لموسيقى معينة، وممارسة اليوغا وغيرها من المهارات المختلفة التي تساعد على الاسترخاء.
- الحصول على قسط كاف من النوم: يساهم النوم الجيد لمدة سبع ساعات على الأقل في إبقاء الجسد والذهن في صحة جيدة؛ لذلك يؤدي قلة النوم إلى تهيج الشخص وغضبه.
أعراض الغضب
للغضب أعراض مختلفة نذكر منها ما يلي:[7][8]
- الأعراض العاطفية المرتبطة بالغضب: لا تقتصر الأعراض العاطفية على الشعور بالغضب فحسب، بل تمتد إلى عدد من الحالات العاطفية التي قد تشير إلى فشل الشخص في التعامل مع الغضب بطريقة إيجابية وصحيَّة، مثل: التهيج والعدوانية المستمرة، والقلق، ومواجهة صعوبة في تنظيم الأفكار أو إدارتها، أو تخيل أفكار بشأن إيذاء النفس أو الغير.
- الأعراض الجسدية المرتبطة بالغضب: غالباً ما تحدث المشاعر القوية تغييرات جسدية في الجسم، والغضب ليس استثناءً، حيث ترك الغضب دون معالجة قد يعرض صحة الشخص العامة للخطر، ومن الأعراض الجسدية المرتبطة بالغضب ما يلي:
- الشعور بالتنميل أو الوخز.
- خفقان القلب أو ضيق الصدر.
- الصداع.
- الشعور بضغط في الرأس أو تجويف الجيوب الأنفية.
- الإجهاد.
المراجع
- ↑ "Controlling anger before it controls you", www.apa.org, Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "How to control your anger", www.nhs.uk, Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "Anger Management Exercises to Help You Stay Calm", www.healthline.com,3-12-2018، Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "Mental Health and Anger Management", www.webmd.com, Retrieved 27-4-2019.
- ↑ "Anger management: 10 tips to tame your temper", www.mayoclinic.org, Retrieved 28-4-2019. Edited.
- ↑ "How can I control my anger?", www.medicalnewstoday.com,19-12-2018، Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "Anger Symptoms, Causes and Effects", www.psychguides.com, Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "Recognizing Anger Signs", www.mentalhelp.net, Retrieved 27-4-2019. Edited.